الإرهاب يضرب مصر.. أبرز 13 هجوما في عهد «السيسي»

السبت 25 نوفمبر 2017 05:11 ص

ما أن بدأت خطبة الجمعة، المعروفة بأنها تكتظ بالمصلين، في مسجد الروضة بمركز بئر العبد، غربي مدينة العريش، بسيناء المصرية، حتى شهد المسجد هجوما مزدوجا أسفر عن «مجزرة كبرى» أسقطت مئات القتلى والجرحي.

وقال شهود عيان إن المسجد عادة ما يؤدي فيه المئات صلاة الجمعة.

وأوضحوا أن تفجيرا وقع عقب الصلاة بعبوة ناسفة خارج المسجد، تلاه إطلاق نار بشكل عشوائي من جانب مسلحين مجهولين على المصلين داخله، مما أوقع تلك المجزرة الكبيرة في صفوف المدنيين.

واتفق إمام وخطيب مسجد الروضة، «محمد رزيق»، مع الشهود في أن الهجوم كان «مزدوجا»، غير أن روايته تباينت قليلا معهم حول توقيت الهجوم.

فبصوت باك من مشفاه الذي يرقد فيه، قال «رزيق»، إن «المسجد والمصلين تعرضوا لهجوم مزدوج بانفجارات من الخارج وإطلاق مسلحين النار على المصلين عقب بدء خطبة الصلاة»، وذلك بحسب مكالمة هاتفية مع فضائية مصرية خاصة.

وأكد التليفزيون الرسمي ارتفاع ضحايا «العملية الإرهابية ضد مسجد الروضة إلى 235 شهيدا و109 مصابين».

فيما قالت مصادر أمنية وطبية إن عدد القتلى وصل إلى 306 أشخاص.

من جانبه، أوضح مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية، في تصريحات صحفية، دون إعلان هويته، أنه عقب أداء صلاة الجمعة، في مسجد الروضة، حدث تفجير عبوة ناسفة في محيط المسجد، ثم أعقبه إطلاق نار ضد المصلين، دون تفاصيل.

وفي وقت سابق، ذكر «أحمد الأنصاري»، رئيس هيئة الإسعاف الحكومية بمصر، في تصريحات متلفزة، أن استهداف المسجد تم عن طريق تفجير عبوة ناسفة، تبعه هجوم مسلح على المصلين.

وأشار إلى إن المسلحين استهدفوا أيضا سيارات الإسعاف لمنع وصولها إلى موقع الحادث، قبل أن تتمكن من سلك طرق أخرى.

فيما قال النائب المقرب من النظام المصري، «مصطفى بكري»، في تغريدات عبر حسابه بـ«تويتر»، في رواية أخرى إن «مجزرة وقعت داخل مسجد الروضة في منطقة بئر العبد بسيناء».

ولفت إلى أن «الإرهابيين كانوا ملثمين وطوقوا المسجد أثناء الصلاة، ودخل عدد من الإرهابيين يرتدون الأحزمة الناسفة وسط المصلين ومن استطاع الهروب من داخل المسجد اصطادوه بالأسلحة الآلية من خارج المسجد».

وأمر النائب العام المصري، المستشار «نبيل أحمد صادق»، مساء الجمعة، بفتح تحقيقات عاجلة فى حادث الهجوم الذى استهدف مسجد الروضة وكلف النائب العام أجهزة الأمن المعنية بموالاة البحث والتحرى عن هوية مرتكبي الحادث وسرعة ضبطهم، وفق بيان.

ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادث، كما لم تصدر وزارة الداخلية، أو الجيش المصري أية إفادة بشأنه حتى الساعة ذاتها.

وتوعد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالثأر والرد بـ«بقوة غاشمة» على الهجوم فيما بدأ الجيش، بالتعاون مع الشرطة المدنية، عملية أمنية واسعة لتعقب منفذي الهجوم.

ويأتي الهجوم على المسجد بعد هدوء نسبي للعمليات المسلحة شمال سيناء ضد قوات الجيش والشرطة، وتعتبر تغييرا نوعيا نادرا عبر استهداف مسجد منذ انطلاق المواجهات العسكرية لعناصر مسلحة في 2013.

وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قرر الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، مد حالة الطوارئ في أنحاء مصر لمدة ثلاثة أشهر، نظرا لـ«الظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد».

وشهدت مصر وقوع ألف و165 عملية إرهابية خلال أعوام 2014 و2015 و2016، بحسب إحصاء سابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، في تقرير أصدرته في يوليو/تموز الماضي، إن النصف الأول من عام 2017 شهد وقوع 6 عمليات إرهابية في شمال سيناء، و25 عملية أخرى في عموم البلاد، ما يعكس تراجعا ملحوظا في عددها.

ورغم التراجع الملحوظ لوتيرة العمليات الإرهابية في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام الماضية، لكن النصف الثاني من العام يشهد معاودة لتكثيف استهداف مواقع عسكرية ومدنية في البلاد.

ورصد التقرير أبرز 13 هجوما شهدته مصر خلال السنوات الأربع الماضية من حيث عدد الضحايا من القتلى والجرحى والتطور النوعي لطبيعة الاستهداف، وأحدثها هجوم مسجد الروضة الذي وقع الجمعة، ولم تتبناه أي جهة غير أن معظم الحوادث الأخرى تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية».
 

- يونيو/حزيران 2014

قتل أربعة من جنود الأمن المركزي (قوة تابعة للشرطة) في هجوم مسلح بمدينة رفح، بسيناء، وأطلقت وسائل إعلام محلية عليها آنذاك اسم «مذبحة رفح الثالثة»، لتشابهها مع حادثتين سابقتين (إحصاء رسمي).

- يوليو/تموز 2014

هاجم مسلحون كمينا أمنيا في منطقة «الكيلو 100» بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل 28 ضابطا ومجندًا من الجيش وإصابة آخرين، بحسب إحصاء رسمي.

وإثر الحادث عقد مجلس الدفاع الوطني (مختص بالنظر في شؤون الأمن القومي) اجتماعا برئاسة الرئيس «السيسي»، لبحث ومناقشة تداعيات الحادث، وقال في بيان إنه «سيثأر لدماء الشهداء الغالية».

- أكتوبر/تشرين الأول 2014

قتل 30 من أفراد الجيش، وأصيب 26 آخرون، في هجوم انتحاري، استهدف كمين «كرم القواديس» جنوب الشيخ زويد، بشمال سيناء، واستخدمت فيه سيارة مفخخة، أعقبه اشتباكات بقذائف «هاون» وأسلحة ثقيلة مع مسلحين نصبوا كمينًا للقوات واستهدفوا سيارات الإسعاف.

وبعدها بساعات قتل 3 جنود في هجوم ثان على نقطة أمنية، ليرتفع عدد القتلى إلى 33، بحسب بيان لوزارة الصحة وقتها.

- يناير/كانون الثاني 2015

هاجم مسلحون كتيبة عسكرية بسيارة مفخخة قرب المتحف القومي بالعريش، بشمال سيناء، وحاول وقتها جنود الحراسة إيقاف السيارة بإطلاق الرصاص عليها إلا أنها انفجرت داخل المعسكر، قرب استراحة الضباط والجنود، ما أسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة 80 آخرين (إحصاء رسمي).

- أبريل/نيسان 2015

قتل 17 عنصرا من قوات التأمين (جيش وشرطة) في هجومين أحدهما استهدف قسم شرطة بمدينة العريش، والآخر استهدف مدرعة جيش قرب مدينة الشيخ زويد، بشمال سيناء، وفق إحصاء رسمي.

- مايو/ أيار 2015

قتل 3 قضاة مصريين في هجوم مسلح استهدف حافلة كانت تقلهم في منطقة المساعيد بالعريش، كما قتل بالحادث سائق الحافلة وأحد وكلاء النيابة أيضا، وفق الرواية الرسمية.

- مارس/ آذار 2016

استهدف هجوم بسيارات ملغومة وقذائف كمين «الصفا» العسكري بمدينة العريش، ما أسفر عن مقتل 18 من قوات الأمن بينهم ضابطان، بحسب إحصاء رسمي..

- أكتوبر/تشرين أول 2016

اغتال مسلحون مجهولون قائدا في الجيش المصري، أمام منزله شمالي العاصمة القاهرة، في أول عملية اغتيال لضابط عسكري كبير منذ وصول «السيسي» للحكم في مصر صيف عام 2014.

- ديسمبر/كانون أول 2016

استهدف انتحاري بحزام ناسف مكانا مخصصا للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في حي العباسية (شرقي القاهرة)؛ أسفر عن سقوط 29 قتيلا، بينهم منفذ العملية وعشرات الجرحى، وفق مصادر رسمية متطابقة.

- أبريل/نيسان 2017

وقع تفجيران استهدفا كنيستين، شمالي البلاد، وأوقعا 45 قتيلاً على الأقل، بحسب ما تم إعلانه رسميا، وتبناهما تنظيم «الدولة الإسلامية».

وإثر الحادث أصدر«السيسي» قرارا بتطبيق حالة الطوارىء في عموم البلاد لمدة 3 أشهر جددها مرتين سابقتين، تنتهي الأخيرة في 13 يناير/كانون ثان المقبل.

- مايو/آيار 2017

قتل 29 شخصًا وأصيب أكثر من 20 آخرين، في هجوم مسلح استهدف حافلة كانت تقل أقباطاً بمحافظة المنيا، وسط مصر، نفذه مسلحون يستقلون 3 سيارات دفع رباعي، وفق مصادر رسمية.

- أكتوبر/ تشرين أول 2017

وقعت اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية ومجموعات إرهابية في طريق الواحات، غربي مصر، ما أسفر عن مقتل 16 شرطيًا، بينهم 11 ضابطا، وإصابة 13 آخرين بينهم 4 ضباط، وفق وزارة الداخلية المصرية، لكن مصادر أمنية تحدثت عن مقتل 58 وإصابة العشرات.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

سيناء مسجد الورضة مصر عمليات إرهابية عبدالفتاح السيسي استهداف المصلين