اتشحت الصحف المصرية بالسواد حدادا على ضحايا هجوم مسجد الروضة بسيناء، والذي راح ضحيته مئات القتلى والجرحى، وتابعت الصحف تفاصيل الحادث وكيفية تنفيذه، وأعداد القتلى والجرحى، ونقلت كلمة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» حول الواقعة واجتماعه بالقيادات الأمنية لمناقشة تداعيات الحادث وسبل الرد و«الثأر من القتلة»، إضافة إلى إبراز برقيات العزاء وتأكيدات الرفض والإدانة من الأمراء والرؤساء والملوك العرب، وختلف دول العالم.

ونفت الصحف تلقي مصر أي طلبات رسمية من السلطات السعودية بشأن تجميد أموال وأرصدة رجال أعمال سعوديين على خلفية تحقيقات مكافحة الفساد الجارية فى المملكة، واستعرضت التسهيلات التي تقدمها مصر للطلاب الوافدين من دول التعاون الخليجي، إضافة إلى كشف خطة تطوير مرفق السكك الحديدية خلال الفترة المقبلة وتحويله إلى التحكم الإلكتروني.

اغتيال الركع السجود

وصفت صحيفة «أخبار اليوم» العملية بأنها «اغتيال الركع السجود»، وسردت تفاصيل العملية بالقول إن عبوة ناسفة صغيرة انفجرت داخل المسجد أدت لتدافع المصلين إلى خارج المسجد، لكنهم لدى خروجهم من المسجد فوجئوا بوابل من الرصاص ينهمر من جهات متفرقة على جموع المتدافعين، الذين لم يعرفوا مصدر النيران، فزاد من حالة الفزع والتخبط، مما رفع من أعداد القتلى والجرحى.

وكشفت الصحيفة عن تلقي المسجد تهديدات سابقة عن الهجوم، لكن أحدا من أهالي القرية لم يكن يعرف أن التهديد الذي وصلهم منذ ثلاثة أسابيع سيتحول إلي واقع يتم تنفيذه بهذا الشكل الدموي، ونصت التهديدات على التوقف عن أداء الطقوس الصوفية خاصة تلك الحضرة الأسبوعية باعتبارها «سلوك الكافرين.. وإلا فسيتم قتلهم».

ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة «خالد مجاهد» أنه تم نقل مصابي مسجد الروضة في مركز بئر العبد بشمال سيناء إلى مستشفيات العريش العام وبئر العبد المركزي، مؤكدا رفع درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى بجميع مستشفيات المحافظة ومستشفيات الإسماعيلية العام، والقنطرة (غرب)، ومعهد ناصر لإمكانية نقل الحالات التي تحتاج لتدخل جراحي دقيق، ولفت إلى أنه جاري إرسال فريق طبي مركزي من مختلف التخصصات الطبية إلى مستشفيات المحافظة.

بينما قال رئيس هيئة الإسعاف «أحمد الأنصاري»، إنه فور وقوع الحادث تم الدفع بـ 50 سيارة إسعاف مجهزة، لكن المسلحين استهدفوا سيارات الإسعاف أثناء إجلائها المصابين في حادث تفجير المسجد وتم إطلاق النار على أطقم السيارات، مشيرا إلى أن إطلاق النار على سيارات الإسعاف تسبب في إعاقة حركة أطقم المسعفين ولكنهم دفعوا بكميات إضافية ودخلوا لموقع المسجد من اتجاهات أخرى.

بقوة غاشمة

وأبرزت صحيفة «أخبار اليوم» أيضا كلمة «السيسي» التي وجهها للشعب المصري في أعقاب الهجوم، والتي اعتبر فيها أن تفجير مسجد الروضة الذي شهدته سيناء، «يعكس نجاحنا وجهود قواتنا في مواجهة الإرهاب لخلعه من جذوره في سيناء»، مؤكدا أن القوات سترد «بقوة غاشمة».

وتابع «السيسي»: «عاوز أقول للمصريين.. المعركة التي نقودها سويًا هي أشرف وأنبل المعارك في مواجهة الشر والمخربين ومهددين الأمن والأمان».

وأعلن الحداد في جميع محافظات الجمهورية، مستطردا: «هنشوف ربنا هيوقف مع مين.. ربنا لا يمكن أن يخذل أهل الخير، ويترك أهل الشر والخراب والتدمير.. عزائنا لأهالي الشهداء، والشفاء العاجل للمصابين».

ضمير العالم يتألم

أما صحيفة «الأهرام» فقد اهتمت بالإدانات عربية ودولية واسعة لحادث مسجد الروضة، واصفة توالي برقيات التعزية والإدانة بأن «ضمير العالم يتألم» لسقوط هذا العدد الضخم من القتلى والجرحى، ووصفت البرقيات الحادث بـ«الآثم والوحشي وبكونه عارًا على الإنسانية». 

دوليا، نددت واشنطن بالحادث، ووصف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتداء بـ«المروع والجبان»، بينما أعرب الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» عن خالص تعازيه لمصر فى ضحايا «الهجوم المروع» الذى استهدف مسجد بئر العبد، وأرسل الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» برقية عزاء جاء فيها أن «قتل الناس الأبرياء خلال الصلاة عمل صادم بقساوته، ونحن مرة أخرى نتأكد أن الإرهابيين مجردون من مفهوم القيم والأخلاق الإنسانية»، فيما أكدت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» شجبها للاعتداء «المقزز» الذى استهدف محيط مسجد (الروضة) وأعربت عن تعازيها ومواساتها للشعب المصري في هذا «الاعتداء الشرير والجبان».

عربيا، أرسل العاهل السعودي وولي عهده «محمد بن سلمان» برقية عزاء مجددا وقوف المملكة إلى جانب مصر ضد التطرف والإرهاب، كما بعث ولي عهد الكويت الشيخ «نواف الأحمد الجابر الصباح» برقية تعزية إلى «السيسي»، وأعربت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم، كما أدانت البحرين الحادث مؤكدة وقوفها مع مصر ضد الإرهاب، وأعربت سفارة العراق بالقاهرة ومندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية عن شجبها الشديد وإدانتها بقوة للاعتداء السافر والغاشم والجبان، فيما تجاهلت الصحف ذكر برقية العزاء التي أرسلها أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد».

وأدانت الإمارات بشدة الهجوم، وأعربت عن تعازيها لعائلات الشهداء ولحكومة وشعب مصر وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، كما أدان العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى فى برقية بعث بها إلى «السيسي» الهجوم البشع الذي استهدف مسجد الروضة، فى حين أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استنكاره بأشد العبارات لهذه الجرائم الإرهابية.

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بشدة، الهجوم.

لا تجميد لأرصدة سعوديين

ونفت صحيفة «المصري اليوم» تلقي مصر أي طلبات رسمية من السلطات السعودية المعنية بشأن أموال وأرصدة رجال الأعمال السعوديين المستثمرين فى شركات مصرية، خصوصًا من طالتهم تحقيقات مكافحة الفساد الجارية فى المملكة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الأعمال المصري السعودي «عبدالحميد أبوموسى»، على هامش فعاليات مؤتمر الأسبوع الاقتصادى لقادة الأعمال فى دول البحر المتوسط التى اختتمت أعمالها الجمعة، فى مدينة برشلونة الإسبانية، أن كل الاستثمارات والشركات السعودية فى مصر تمارس عملها بشكل طبيعى ومستقر.

لكنه أشار إلى أن بعض الاستثمارات السعودية الجديدة السابق الإعلان عنها، والخاصة بمجموعتي دلة البركة المملوكة للشيخ «صالح كامل»، والمملكة القابضة المملوكة للأمير «الوليد بن طلال»، قد تتأجل بعض الوقت لحين الانتهاء من ملف تحقيقات الفساد فى المملكة.

تسهيلات لطلاب «التعاون الخليجي»

ونقلت صحيفة «المصري اليوم» أيضا استعراض وزير التعليم العالي «خالد عبدالغفار» للتسهيلات التي تقدمها الوزارة للطلاب الوافدين، خاصة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك خلال اجتماع الوزير بعدد من المستشارين والملحقين الثقافيين بدول مجلس التعاون الخليجى لبحث أوضاع الطلاب الوافدين فى الجامعات المصرية وحل المشاكل المتعلقة بهم.

وقالت وزارة التعليم العالى في بيان لها، إن اللقاء بين الوزير والملحقين الثقافيين تناول مناقشة الملفات التى تقدم بها الملحقون والتى تخص الطلاب الوافدين من دول مجلس التعاون الخليجى فيما يتعلق بتقدمهم للدراسة بالجامعات المصرية، والمعوقات التى تصادفهم أثناء فترة الدراسة بها، وتناول التقرير الحلول التى توصلت لها الوزارة عبر مجهوداتها فى الفترة الماضية للموضوعات المطروحة.

كما تم خلال اللقاء الإعلان عن افتتاح المقر الجديد للوافدين بمقر الوزارة بحى السفارات في غضون 3 أشهر، ويتكون من دورين كاملين مجهزين بأحدث الوسائل التكنولوجية لاستقبال الطلاب، ويضم مركزا لتعليم اللغة العربية، كما يدار المقر بطريقة مميكنة بالكامل في تلقي أوراق القبول وتسديد الرسوم بالكامل بشكل إلكتروني.

من جانبهم، عبر الملحقون الثقافيون عن شكرهم لوزارة التعليم العالى للتعاون فى حل مشاكل الطلاب الوافدين، والخدمة التعليمية التى يتلقاها طلاب مجلس التعاون الخليجى بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، مؤكدين تطلعهم لمزيد من التعاون مع مصر في مجال التعليم العالي، ورغبتهم في تفعيل مشاركة مصر فى معارض التعليم العالي المقامة بدول مجلس التعاون الخليجي.

تطوير السكة الحديد

وكشفت صحيفة «الوطن» خطة تطوير مرفق السكك الحديدية التي من المقرر أن يستمر تنفيذها 3 سنوات، ونقلت عن وزير النقل والمواصلات «هشام عرفات» قوله إن الوزارة وضعت خطة تشمل تحديث البنية التحتية والوحدات المتحركة إلى جانب تطوير أنظمة الإشارات لتصبح إلكترونية لزيادة مستويات السلامة والأمان، وإن الصعيد له نصيب كبير من أعمال تطوير مرفق السكة الحديد، حيث تم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية لتطوير وتحديث إشارات خط السكة الحديد «أسيوط- نجع حمادي» بطول 180 كم بتكلفة 150 مليون دولار.

وأوضح الوزير أن التطوير الذي مدته 3 سنوات سيشمل أيضا تطوير 72 مزلقانا بنفس الخط إضافة إلى التعاقد القائم لتطوير خط «بني سويف- أسيوط» بطول 240كم وسيتم الانتهاء منه في منتصف 2019، وتصل تكلفة المشروعين إلى 8 مليارات جنيه، مما يساهم في تخفيض زمن الرحلة وزيادة عدد القطارات إلى الضعف وتحقيق أعلى معدلات التحكم والسيطرة في حركة مسير القطارات وضمان الأمان للركاب، منوها أن تكلفة تطوير الكيلو الواحد على السكة الحديد 20 مليون جنيه لتحويله إلى نظام إلكتروني.

ولفت إلى أن الخطة تتضمن أيضًا تصنيع 1300 عربة ركاب، بدلا من العربات المتهالكة التي مر على عملها أكثر من 45 عاما بتكلفة تتصل إلى 18 مليار جنيه.

وتفقد الوزير -خلال جولته لتفقد أعمال تطوير محطتي أبوتيج وصدفا بمحافظة أسيوط (جنوب) - أعمال التطوير بالمحطتين، وأجرى تجربة لغرفة التحكم الآلي للمزلقانات، مشيرا إلى انتهاء أعمال تطوير محطة أبوتيج نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل ومحطة صدفا نهاية يناير/كانون الثاني 2018 منوها أنه تم تطوير 5 محطات بأسيوط وجارٍ تطوير 8 محطات بمراكز وقرى المحافظة، ويشمل التطوير تطويل الأرصفة وتطوير المنشأة والكهرباء وخطوط المياه في الأرصفة وخطوط الحديد.