تركيا وقطر.. الخلاف السياسي لم يمنع إدانة مذبحة «الروضة» بمصر

السبت 25 نوفمبر 2017 12:11 م

لم يمنع الخلاف السياسي، بل القطيعة والحصار، دولتي تركيا وقطر، من إدانة هجوم مسجد الروضة بشمال سيناء المصرية، وأسفر عن مقتل 305 أشخاص وإصابة 128 آخرين.

الإدانة لم تقتصر على وزيري خارجية البلدين، بل تخطتهما إلى إدانة كل من رئيس تركيا ورئيس حكومته، بالإضافة إلى أمير قطر، معلنين عن تضامنهما مع مصر، في مواجهتها للإرهاب.

وكان مسلحون مجهولون شنوا هجوما داميا على مصلين أثناء خروجهم من صلاة الجمعة من مسجد «الروضة» بمدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء.

وحسب روايات نقلتها وسائل إعلام مصرية، عن مصادر أمنية وشهود عيان، فإن عبوة ناسفة جرى تفجيرها في محيط المسجد قبل أن يفتح مسلحون كانوا على متن 4 سيارات نيران أسلحتهم على المصلين أثناء خروجهم من المسجد بعد أداء الصلاة.

وتوعد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالثأر والرد بـ«بقوة غاشمة» على الهجوم فيما بدأ الجيش، بالتعاون مع الشرطة المدنية، عملية أمنية واسعة لتعقب منفذي الهجوم.

مثير للاشمئزاز

وفي قطر، بعث الأمير الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، الجمعة، برقية تعزية لـ«السيسي»، أعرب فيها عن تعازيه في ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين.

وحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، فقد أكد أمير قطر في البرقية إدانة الدوحة واستنكارها الشديدين لـ«هذه الجريمة الوحشية التي تتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية».

وأكدت الوكالة أن أمير قطر دعا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.

كما غرد وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، بالقول: «ندين بشدة جميع الأعمال التي تستبيح الدماء والمقدسات وبيوت الله، وتزهق أرواح الأبرياء بلا ذنب».

وأضاف: «الهجوم على مسجد في سيناء مثير للاشمئزاز».

يشار إلى أن مصر تعد إحدى الدول الأربعة (إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين) التي قطعت علاقاتها مع قطر منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، بدعوى «دعم الإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
 

ليسوا مسلمين

من جانبه، أدان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الحادث، وقال في كلمة له خلال حفل تخريج دفعة من القوات البرية، إن «الذين نفذوا الاعتداء الإرهابي على مسجد في مصر ليس لهم علاقة بالإسلام».

كما أدان رئيس الوزراء «بن علي يلدريم»، بشدة «الهجوم الإرهابي الغادر في مصر»، مؤكدًا أن «إطلاق النار على الناس في صلاة الجمعة يتنافى تماما مع القيم الإنسانية والإسلام».

وذكرت قناة «TRT» التركية، أن تصريحات «يلدريم» جاءت في خطاب ألقاه خلال مأدبة عشاء أقامها في مكتبه بمناسبة عيد المعلم.

وأضاف أن «سبيل إنهاء الإرهاب يبدأ من تنشئة الأجيال المسلحة بالقيم الوطنية».

وسبق ذلك، إدانة وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، حين قال عبر «تويتر»: «أدين بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدا في سيناء».

وأضاف: «أقدم التعازي لأهالي الضحايا وللشعب المصري، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى».

 

 

 

وتوترت العلاقة بين مصر وتركيا، منذ الانقلاب العسكري، الذي قاده وزير الدفاع وقتئذ، الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» في يوليو/تموز 2013، وأطاح بالرئيس المنتخب «محمد مرسي» الذي تطالب تركيا السلطات المصرية بالإفراج عنه.

وإثر هذا التوتر، تم تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى القائم بالأعمال.

ويعد هذا الهجوم هو الأكثر دموية في تاريخ الهجمات الإرهابية في مصر، وتجاوز عدد ضحايا الهجوم على المسجد عدد قتلى تفجير وسقوط طائرة «متروجيت» في سيناء الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015.

ويعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية»، المشتبه به الرئيسي في الهجوم، لكنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم حتى كتابة هذه السطور. (طالع المزيد)

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر خلاف سياسي الأزمة الخليجية حصار تفجير الروضة