حسناء إسرائيلية ورطت المسرحي اللبناني «عيتاني».. تعرف على التفاصيل

السبت 25 نوفمبر 2017 03:11 ص

أوقفت مديرية أمن الدولة اللبناني الممثل والمخرج والمسرحي اللبناني «زياد أحمد عيتاني»، بتهمة التخابر والتواصل والتعامل مع الموساد الإسرائيلي.

وتبين أن فتاة ثلاثينية حسناء جذابة، وصفها «عيتاني» خلال التحقيقات بأنها بيضاء طويلة ذات شعر أسود وعينين خضراوين تدعى «كوليت فيانفي»، هكذا عرفته عن اسمها الحقيقي، بعدما تعارفا عبر «فيسبوك» عام 2014 وتبادلا الرسائل الغرامية، ظنا منه أنها سويدية، وقال إنها بادرت بالاتصال به وإغرائه بإرسال صور حميمية لها عبر بريده الإلكتروني.

واستمرت العلاقة لغاية عام 2015، عبر بريد «فيسبوك»، قبل أن يزودها «عيتاني» (مواليد بيروت 1975) برقم هاتفه وعنوانه في بيروت. في البداية، كانت أحاديثهما تقتصر على علاقتهما الغرامية والشخصية والأوضاع العامة في لبنان والعالم. إلا أن هذه العلاقة لم تبق في هذا الإطار، بل تطورت في أوائل عام 2016، بعدما نجحت الفتاة السويدية التي اتضح أنها ضابط استخبارات إسرائيلي في تجنيد الفنان «عيتاني» للعمل لمصلحتها ومصلحة الجهاز الأمني الذي يشغلها.

لكن هل كان «عيتاني» يعلم أنها إسرائيلية؟ تجيب المصادر الأمنية: «بالتأكيد، لقد أطلعته على هويتها الحقيقية». وما قبل التجنيد وليس بعده.

طريق التجنيد

 وأوضح «عيتاني» أن الحساب الشخصي للفاتنة الإسرائيلية كان يلغى كل ثلاثة أسابيع ليفتح بعدها بوقت قليل حساب آخر جديد باسم مغاير يقوم مجددا بالاتصال.

وكانت عميلة الموساد تطمئن على «عيتاني» يوميا، فقد ذكر للمحققين أنها اتفقت معه على أن يفتح حسابيه على «فيسبوك» و«واتس آب» يوميا عند الثانية بعد الظهر، لتعلم أنه لم يتم إلقاء القبض عليه.

وذكرت محاضر التحقيق أن «عيتاني» كان يتلقى اتصالات هاتفية متعددة من رموز اتصال تابعة لعدة بلدان، منها السويد وبلجيكا وفلسطين المحتلة وتركيا وقطر، علما بأنها كانت تستعمل أرقاما هاتفية جديدة في كل مرة. وبينت التحقيقات، أن «عيتاني» التقى بـ«كوليت (عميلة الموساد) شخصيا لأول مرة في أغسطس/آب الماضي في تركيا.

وطلبت «كوليت» من «عيتاني» العمل ليكون شخصية عامة فاعلة وذات علاقات متميزة، وأن يعمل على تطوير علاقاته الاجتماعية. وأبلغته أن عليه الاهتمام بمظهره الخارجي كي يتمكن من الانخراط في بيئات معينة. ولهذه الغاية كانت ترسل له شهريا منذ عام 2016  مبلغا من المال مخصصا للملابس والأحذية والإكسسوارات يتراوح بين 500 دولار و1000 دولار أمريكي عبر «ويسترن يونيون» تحت اسم مستعار هو «عارف مرعي»، حيث كان يستلم المبلغ من مكتب الشركة المذكورة المقابل لبيته.

التواصل مع سياسيين

ومقابل ذلك، طلبت «كوليت» من «عيتاني» الاتصال بالشخصيات السياسية المؤثرة عبر مستشاريهم المقربين والإعلاميين الذين يدورون في فلكهم. وأبلغته أن عليه اختيار أهدافه على أساس توجهاتهم اللاعنفية وأن يكونوا متحررين وليبراليين وداعمين للسلام في الشرق الأوسط. أما الغاية فكانت جمعهم في تيار سياسي وإعلامي فاعل يروج للسلام والحل على أساس إقامة دولة فلسطينية، ولاحقا التطبيع مع (إسرائيل). كانت مهمته في البداية استشفاف آراء الأهداف وتوجهاتهم إذا ما كانت داعمة للفكرة أعلاه قبل مفاتحتهم بأي موضوع.

وذكرت المحاضر أن مشغلته كانت ترسل له رسائل مشفرة تتضمن لوائح اسمية لإعلاميين، وتسأله عما إذا كان يعرفهم أو يعرف توجهاتهم، ومنهم كاتبان معروفان تقرر أن تستدعيهما مديرية أمن الدولة للاستماع إلى إفادتيهما، بصفتهما شاهدين، السبت.

كذلك تبين أنها أرسلت له لائحة بأسماء 29 وزيرا، باستثناء رئيس الحكومة «سعد الحريري»، وسألته عمن يعرف بينهم. وقد أجاب «عيتاني» عن هذا السؤال بأنه مقرب جدا من مستشار وزير الداخلية «نهاد المشنوق»، «محمد بركات»، فطلبت منه إفادتها بعنوان سكن الوزير «المشنوق» وأبلغته بضرورة التقرب منه وتمتين العلاقة مع «بركات». كذلك أبلغها أنه يعرف وزير الدفاع السابق «عبدالرحيم مراد» وابنه وآخرين، وأفادها بكل ما يعرفه عنهم. فسألته مجددا عن عناوين منازل من يذكرهم وتحركاتهم. كذلك سألت عن الوضع الأمني في الجنوب وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعن الحالة العامة بعد استقالة رئيس الحكومة «سعد الحريري»، وعما إذا كان يعتقد أنها مناورة أم حقيقية. واستفسرت منه عن «التغيير الديمغرافي في لبنان».

وبدا لافتا ما ورد في إفادة «عيتاني» عن أنه كان يطلع مشغلته، على كل التفاصيل في كل مرة يلتقي بها أحد السياسيين أو مستشاريهم أو أحد الصحفيين، وعلى كل ما دار بينهما من حديث. وقد أرسل لها تقارير عن مضمون لقاءاته بكل من «طوني أبونجم، أسعد بشارة، محمد بركات، نادر الحريري، والوزير السابق أشرف ريفي».

اتصالات أخيرة

 الأحد الفائت، اتصلت «كوليت» بصديقها «عيتاني» عبر «واتس آب»، لتعلمه بأنها ستزور لبنان بتاريخ 2 من ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث ستمكث في فندق في «برمانا».

وقررا أن يجتمعا هناك. وأبلغ «عيتاني» المحققين أنها اتصلت به قبل يومين، أي الجمعة، وأخبرته أنها ستزور لبنان للاجتماع به بشكل طارئ، وأنه خاف من الفكرة. وذكر لها حرف «D» قولا أثناء المكالمة، ومعناه «delay»، أي تأجيل اللقاء. وأبلغ المحققين أنهما متفقان لدى استعمال هذه العبارة على أن يتم وقف الاتصال لمدة 30 يوما، مشيرا إلى أنها خالفت البروتوكول حينما اتصلت به الأحد لتبلغه أنها ستقوم بحجز إقامة في فندق البستان لتنزل في الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول بمعية شخص سيقوم بمساعدته وتدريبه وتطوير مهاراته الأمنية.. والاجتماعية.

ونفت مصادر أمنية ما جرى تداوله، الجمعة، عن إقرار «عيتاني» بأن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تعد لاغتيال «المشنوق» و«مراد»، وأنه شارك في الإعداد لعمليتي الاغتيال. وأكدت أن «المشغلة» طلبت من «عيتاني» جمع معلومات عنهما فقط، ومحاولة التقرب منهما، لا أكثر.

نهاية رحلة الجاسوسية

الخميس الماضي، وبناء على إشارة القاضي «بيتر غرمانوس»، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، وبأمر من اللواء «طوني صليبا»، المدير العام لأمن الدولة، ألقي القبض على «عيتاني» واقتيد إلى أحد مراكز التحقيق في أمن الدولة، وبحسب الرواية الأمنية، فإن الموقوف «نفى في بداية استجوابه كل ما ينسب إليه. ولكن، لدى مواجهته بالأدلة التقنية، كبيانات حسابه على الفيسبوك وبريده الإلكتروني، اعترف بهدوء».

وأضافت الرواية الأمنية في بيان، أنه أثناء التحقيق مع «عيتاني»، و«بمواجهته بالأدلة والبراهين، اعترف بما نسب إليه، وأقر بالمهام التي كلف بتنفيذها في لبنان»، ومنها: «رصد مجموعة من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقربين، بغية الحصول منهم على أكبر كم من التفاصيل المتعلقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم؛ تزويدهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، سيتم الكشف عن هويتهما في بيانات لاحقة، والعمل على تأسيس نواة لبنانية تمهد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين، وتزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه بعد التطورات السياسية التي طرأت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية».

وأشارت المديرية العامة لأمن الدولة أن ملف الموقوف يشرف عليه القضاء المختص.

من جانبهم، لم يصدق «أصدقاء عيتاني ما نسب إليه خصوصا وأنه اشتهر بمناصرته لقضية فلسطين وقربه من أحزاب وطنية عدة علما بأنه قبل أن يمتهن التمثيل المسرحي عمل في مجال الإعلام».

وكان «عيتاني» على صلة وثيقة بالمعارضة السورية عبر كتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن تواصله مع (إسرائيل) ترك صدمة كبيرة في أوساط كل معارفه وبعضهم رفض تصديق ما جاء في البيانات الرسمية عن تعامله مع الموساد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لبناني عيناتي مسرحي تعرف جاسوسة كوليت تورط مال علاقة وسائل تواصل ساسة