أكد حساب «معتقلي الرأي» على «تويتر» صدور قائمة جديدة ومهمة للممنوعين من السفر خارج السعودية على رأسهم إمام وخطيب مسجد قباء الداعية الشهير «صالح المغامسي».

وأشار «معتقلي الرأي» أن القائمة الجديدة تضم أيضا الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقضاء «صالح بن حميد».

 

 

وتعتبر هذه الخطوة مفاجئة بحسب مراقبين، الذين رأوا أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» كان يعول على «المغامسي» في تقديم خطاب ديني جديد، متسامح مع التيارات الليبرالية والعلمانية التي يراها تيار «الصحوة» كعدو.

وكان «المغامسي» قد تم اعتماده كمفتي رسمي في القناة الأولى في التلفزيون السعودي، وعين مديرا لمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة.

ويعرف عن «المغامسي» تأييده للسلطات السعودية، حتى بعد حملة الاعتقال والمنع من السفر غير المسبوقة التي تشهدها المملكة ، فقبل أسبوع قال عبر «تويتر»:  «بلادنا الغالية آتاها الله رغدا في العيش وأمنا في الديار، فإعانة ولاة الأمر والوقوف معهم والدعاء لهم مما يزيد البلاد أمنا واستقرارا».

وكانت السلطات السعودية أصدرت في وقت سباق من الشهر الجاري، قائمة تضم شخصيات ممنوعة من السفر في السعودية، على رأسها الشيخ «عائض القرني».

 

ونهاية الشهر الماضي، تداول ناشطون قائمة أخرى بأسماء 26 شخصا قالوا إن السلطات السعودية فرضت عليهم منعا من السفر خارج البلاد، وضمت القائمة دعاة وإعلاميين وكتابا ومغردين بارزين منهم الشيخ «محمد العريفي» والإعلامي «أحمد الشقيري».

يشار إلى أن القانون السعودي يشترط على السلطات المعنية، قبل إصدار منع السفر، أن تخطر الشخص المعني بالأسباب الموجبة للمنع، وتسلمه بلاغا كتابيا بتفاصيل تلك الأسباب وبالجرم الذي ارتكبه.

وبحسب القانون، فإن الممنوع من السفر، بعد استيفاء شرط تسلمه لأسباب المنع، يحق له تقديم اعتراض رسمي على القرار إلى المحاكم المختصة، للنظر فيه، لكن السعودية تمنع هذا الحق أيضا على جميع من منعت عنهم السفر خارج البلاد.

ومن حيث المبدأ، يسمح القانون السعودي بفرض منع السفر في عدد من الأحوال الاستثنائية، وهي إما أن يكون الممنوع مدانا بجرائم تهريب المخدرات، أو أن يشمله أمر قضائي بسبب ارتكابه أحد الجرائم المنصوص عليها في أمر ملكي لا يزال يُعمل به منذ العام 1962.

تجدر الإشارة إلى أن كثيرا ممن سبق أن منعوا من السفر، عرفوا ذلك فقط أثناء وجودهم في المطار استعدادا للمغادرة إلى بلد الوجهة، كما سبق أن ذكر بعض من منعوا من السفر أنهم تلقوا القرار بشكل شفهي من السلطة المعنية، ودون ذكر أي سبب موجب لذلك.

وغالبا ما تسوق السلطات تبريرات مبهمة لمنعها أشخاصا من السفر، من قبيل «الحفاظ على أمن البلاد».

وفي سبتمبر/أيلول، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الدعاة والمفكرين البارزين، ما أثار حملة انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية والهيئات المستقلة خارج المملكة.

ومطلع الشهر الجاري، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من الأمراء ووزراء سابقين وعدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال المعروفين، على خلفية تهم تتعلق بالفساد.