استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخليج.. وسط عوالم القلق والتوتر

الأحد 26 نوفمبر 2017 07:11 ص

تسيطر أحداث الإقليم وحروبه والأحداث المتسارعة المرتبطة بالمملكة العربية السعودية على أجواء الإقليم، هذه ليست أحداث عادية وذلك لأن فيها من توترات الداخل والخارج، ما يصعب قياس نتائجه على المدى القريب والمتوسط.

فعندما تقع أحداث جسام تتضمن حروبا وانقلابات واعتقالات واسعة تستهدف دولا وقوى مجتمعية ونخبا رئيسية يصعب التكهن كيف سيؤثر كل من هذه العناصر في بناء حالة استنراف ونزاع مفتوح في المدى المنظور.

إن وضع اليد على الزناد يختلف تماما عن الضغط عليه، فما أن يطلق الرصاص حتى يتغير كل شيء، هذه قصة الحروب والنزاعات المدوية والإجراءات المتطرفة في اندفاعها.

في الأزمة الذاتية السعودية يقع تداخل أكبر مع الولايات المتحدة، ونظرا لدور هذه الإدارة ومكانة «كوشنر»/«ترامب» الإسرائيلية أصبح للسياسة الإسرائيلية دور أكثر وضوحا، لكن في الجانب الآخر دور إيران وتركيا وروسيا يخيم على الإقليم والمشهد.

العالم العربي في هذه اللحظة التاريخية مخترق من كل الأتجاهات، وهو لهذا لا يقوى على أن يكون قوة لذاته ولنفسه، وهذا يضع العرب في دائرة هي الأصعب منذ تأسيس الدولة الوطنية الحديثة.

إن المخرج من المستنقع الراهن لن يكون عملية يسيرة، فبعض العرب خاصة في الدول العربية ذات القاعدة السكانية الصغيرة تسعى لحماية ذاتية من العاصفة تماما كما تفعل دولة قطر والكويت وسلطنة عمان، لكن ذلك غير ممكن بلا تحالفات إقليمية ودولية تساهم في تخفيف المخاسر وتقليل الضغوط وتعزيز الاستقلال.

فقطر وجدت في انفتاحها على تركيا وتحييد العلاقة مع إيران والتمسك بإعلامها المستقل كـ«الجزيرة» والتأكيد على الأمن الذاتي والخط السياسي المستقل وسيلة لحماية كيانها من مغامرة عسكرية كاد جيرانها أن يقوموا بها.

وقد انعكس هذا الوضع الذي أحاط بقطر على الكويت، فكل عنف لفظي وإجراءات مقاطعة وتهديد بحروب يخلق قلقا في الكويت وذلك بسبب تجربتها التاريخية مع هذا النمط من الأزمات.

لقد اندفعت الكويت منذ أزمة الخليج للبحث عن حل لها، دون أن تهمل سعيها لتمتين علاقاتها مع المحيط كتعزيز العلاقة مع تركيا والسعي لتحييد إيران، الخوف في الإقليم هو سيد الموقف.

إن العصبية والعنف كتعنيف رئيس الوزراء اللبناني، ثم حصار قطر وحرب اليمن يخيف الدول الصغرى ويخيف كل القوى العقلانية في الإقليم، كما أن التصعيد مع إيران عبر السعي للضغط على الولايات المتحدة لإلغاء الاتفاق النووي واستخدام القوة يوتر الخليج ويرفع من درجة التوتر في الدول العربية التي حققت إيران فيها موقع تأثير مرحلي كلبنان والعراق وسوريا.

لهذا تشعر معظم الدول في الإقليم بخطر العسكرة والتجيش، ومن الصعب أن لا تشعر تركيا أيضا بأنها مستهدفة في الملف الكردي كما في حصار قطر كما في الانقلاب الذي وقع قبل ذلك على حكومة أردوغان في صيف 2016.

إن اقتران كل هذا مع اعتبار (إسرائيل) حليفا ممكنا لبعض الدول العربية واعتبار إيران عدوا دائما يزيد من مشكلات الإقليم وتوتراته.

فبينما يوجد نزاع مع إيران، فإن التعامل مع هذا الخلاف يتطلب تهدئة في أماكن وتماسك في أماكن أخرى واستراتيجية بعيدة الأمد في جميع الأماكن، يجب ألا يكون هناك مكان للتحالف مع الصهيونية التي تمثل حالة ظلم مستمرة.

فالتحالف معها سينفجر عند المنعطفات، فهو تحالف لا يقوم على حل عادل وتنازلات حقيقية تصيب جوهر المشروع الصهيوني، بل إنه تحالف يقوم على الظلم واستمراره في فلسطين والقدس بكل ما لذلك من آثار وأبعاد.

هذه المرة الخوف ليس من ثورات كالربيع العربي، بل من السياسات التي تفتح جبهات وحروبا جديدة دون تقدير لعواقب تلك الحروب، لهذا تسود الإقليم أمواج من القلق.

ويترجم القلق الآن عبر خروج رؤوس أموال، ومخاوف بين المواطنين، وبحث عن ملاذات آمنه وتحالفات جديدة، لقد دخلنا عاصفة مفادها العسكرة والبحث عن الأمان المفقود في بحر سقطت في قاعه كل التوازنات.

* د. شفيق ناظم الغبرا - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

الأزمة الذاتية السعودية جاريد كوشنر دونالد ترامب التحالف مع الصهيونية التوتر الخليجي حصار قطر إيران العسكرة والتجييش حرب اليمن تعنيف الحريري تركيا