تابعت الصحف المصرية الصادرة صباح الأحد جديد تداعيات مذبحة مسجد الروضة بمنطقة بئر العبر بشمال سيناء (شمال شرق)، حيث أبرزت القصف الجوي لمعاقل الجماعات المسلحة وإعلان النيابة العامة بارتفاع عدد القتلى ليصل إلى 305، إضافة إلى مطالبة الطرق الصوفية لوزارة الداخلية بحماية مساجدها وأضرحة أئمتها، كما ارتفعت دعوات المطالبة بالثأر من القتلة في عدد من الصحف المصرية.

وترقبت الصحف حسم مواعيد بداية العمرة في مصر المتوقع الإعلان عنها الإثنين، خاصة في ظل قلق العاملين بشركات السياحة من احتمالات تسريحهم في حال تأخر بداية الموسم عن ذلك، كما أبرزت وصول قافلة مساعدات الأزهر إلى مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، وكشفت عن مبادرة فرنسية لتسوية الأزمة اللبنانية بضمان مصري.

واحتفت الصحف المصرية بتصريحات رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية حول تعافي السياحة «البطيء»، وكذلك بإعلان وزارة الري إزالة 30% من التعديات على أراضي الدولة في 12 محافظة، وتصريحات وزير البترول والثروة المعدنية بأن حقل «ظهر» به احتياطي يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأن إنتاجه سيصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب في اليوم بنهاية عام 2019.

زيادة القتلى.. وقصف الأوكار

عنونت صحيفة «الأهرام» صفحتها الأولى بعنوان «القوات المسلحة تدك أوكار الإرهابيين»، وتحدثت عما قالت إنها «ليلة حولت فيها القوات المسلحة أوكار الارهابيين بسيناء إلى جحيم ثأرا لضحايا مسجد الروضة ببئر العبد»، وذلك في ظل «تواصل الغضب الشعبي وردود الفعل العالمية الرافضة العدوان على دور العبادة والمواطنين الآمنين».

ونشرت بيان النيابة العامة الذي أعلن ارتفاع عدد الضحايا إلى 305، كما كشف عن مرتكبي الحادث حاصروا المسجد بخمسة سيارات دفع رباعي، بينما أطلق النار على المصلين ما بين 25 إلى 30 مسلحا.

كلمة السر «الصوفية»

وبعد أن كشفت مصادر متعددة أن المسلحين استهدفوا المسجد لتبعيته لطرق صوفية، نشرت صحيفة «الوطن» بيان المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عن الحادث، الذي اعتبر أن الإرهاب في مصر يستهدف المصريين جميعا وليس الصوفيين فقط، وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة باتجاهه للهجوم على المساجد والمدنيين في محاولة لترويع الشعب.

بينما نقلت صحيفة «المصري اليوم» مطالبة الطرق الصوفية لوزارة الداخلية بتأمين المساجد الكبرى، خاصة الملحقة بها أضرحة بالقاهرة والمحافظات، لأنها أصبحت هدفا لتنظيم «الدولة الإسلامية»، خاصة بعد حادث مسجد الروضة ببئر العبد في شمال سيناء، بحسب رأيهم.

وقال رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية «علاء أبوالعزايم»، إن مساجد الصوفية في خطر وإن «أبناء الطرق الصوفية لا يحملون سلاحا، ولا يقدرون على حماية مساجدنا، ونطالب (الداخلية) بتأمين جميع المساجد الكبرى في القاهرة والمحافظات»، مشيرا إلى أن «الحادث لم يكن الأول ضد الصوفيين في سيناء، إذ سبق في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ذبح الشيخ سليمان أبوحراز، أكبر مشايخ الطرق الصوفية بسيناء».

دعاوى الثأر

كما تصاعدت في عناوين الصحف دعاوى مطالبة الجيش والشرطة بـ«الثأر»، إذ صدرت صحيفة «الأخبار» صفحتها الأولى بعنوان «لا عزاء قبل الثأر»، بينما كتب رئيس تحريرها «ياسر رزق» مقاله بعنوان «نبايعك على سيف الثأر» اعتبر فيه أن الحادثة «من اللحظة الأولى جمعت كل الشعب على قلب رجل واحد، يدعو إلى الثأر ولن تهدأ له نفس إلا بسحق الإرهاب سحقاً وقتل الإرهابيين جميعا حيث ثققناهم».

كما قال إن التفويض مستمر لـ«السيسي» في «محاربة الإرهاب»، لكن «العنف جاوز المدى، والإرهاب طال بيوت الله؛ إننا نبايعه على سيف الثأر لله والوطن والشعب، وقدره أن يحمله بيديه».

بينما استعارت صحيفة «اليوم الجديد» عبارة «السيسي» التي قاله في خطابه عن الرد «بقوة غاشمة» فعنونت غلافها بعنوان «بالقوة الغاشمة هذا ردنا»، وزعمت تصفية منفذي الهجوم في محيط القرية.

ترقب حسم مواعيد العمرة 

ونقلت صحيفة «الشروق» عن رئيس لجنة السياحة الدينية الأسبق «باسل السيسي» قوله إن أصحاب الشركات السياحية سيتلقون الإثنين من الجهة الإدارية الممثلة في وزارة السياحة أو لجنة تسيير الأعمال بغرفة شركات السياحة بشأن الجدول الزمني لبدء موسم العمرة بعد فقدان الأمل في تنظيم عمرة المولد النبوي الشريف.

وأضاف أنه في حالة عدم تلقي أي رد في هذا الشأن يصبح من حق كل شركة تحديد علاقتها بموظفيها طبقا لظروف كل شركة على حدة، حيث سيكون من الصعب على معظم الشركات استمرار الوضع على ما هو عليه والاحتفاظ بآلاف العاملين، دون أي نشاط لرحلات العمرة التي تمثل موردا رئيسيا لهذه الشركات.

قافلة الأزهر تصل لـ«الروهينغا»

واهتمت صحيفة «الوطن» بتوزيع قافلة الأزهر الإغاثية 100 طن مواد إغاثية على مسلمي الروهينغا اللاجئين ببنغلاديش، بالإضافة إلى عشرة آلاف بطانية، خلال 4 أيام قامت خلالها القافلة بتوزيعها في مدينة كوكس بزار المتاخمة لحدود دولة بورما.

ووفقا لبيان المشيخة، فإن شيخ الأزهر «أحمد الطيب» قام بتأجيل زيارته لمخيمات لاجئي الروهينغا في بنجلاديش إلى وقت لاحق في أعقاب حادث مسجد الروضة في مدينة بئر العبد بشمال سيناء، وأرسل نيابة عنه وفدًا رفيع المستوى من الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لزيارة مخيمات اللاجئين، بينهم وكيل الأزهر «عباس شومان» وذلك لـ«توصيل رسالة إلى لاجئي بورما بأنهم ليسوا وحدهم».

ضمان مصري لمبادرة فرنسية

وكشفت صحيفة «المصري اليوم» أن فرنسا تدفع باتجاه تسوية لبنانية معدَّلة لا تشمل الداخل اللبناني، لكنها تتضمن الحد من توسع النفوذ الإيراني بالمنطقة، وذلك نقلا عن مصادر دبلوماسية لبنانية.

وقالت إن باريس تبحث استضافة اجتماع وزاري لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا، بهدف تأكيد الحرص الدولي على الاستقرار اللبناني، وتكريس النأي به عن الصراعات المحيطة، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية باتت في صلب هذا الصراع، لأنها تعتبر أن «حزب الله» أكثر أذرع إيران التي ترتكز عليها في تصدير نفوذها، وأن واشنطن لا تخفي إمكانية استخدام مجموعة الدعم الدولية، للقوة العسكرية ضد إيران أو حزب الله، أو ضدهما معاً.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقابل هذا الاتجاه الخليجي – الأمريكي تسعى أوروبا لمحاولة احتواء أي تصعيد عسكري بالمنطقة ينعكس سلباً على الاستقرار اللبنانى، من خلال فتح حوار مباشر مع أطراف الأزمة، خصوصاً إيران، عبر حضِّها على تقليص نشاطاتها الخارجية، والطلب من «حزب الله» إنهاء وجوده بسوريا والعراق واليمن مقابل التعهد بحماية الاتفاق النووي الإيرانى.

احتياطيات الغاز بحقل «ظهر»

وأبرزت صحيفة البوابة تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية «طارق الملا» بأن حقل «ظهر» بالمياه المصرية بالبحر المتوسط، أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، حيث تُقدر احتياطات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

وأضاف في كلمته نيابة عن «السيسي» خلال رئاسته وفد مصر في المؤتمر الوزاري لمنتدى الدول المصدرة للغاز ببوليفيا أن مصر تستعد حاليا لاستقبال إنتاج المرحلة الأولى من الغاز لحقل «ظهر»، حيث سيصل الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب في اليوم فى نهاية عام 2019 مع نهاية مرحلة الوصول للإنتاج الكلي للمشروع.

التعديات على أراضي الدولة

ونشرت صحيفة الوطن تقرير وزارة الري الذي أعلن عن نجاحها خلال الأسبوع الماضي في إزالة نحو 30% من التعديات المستهدف إزالتها في 12 محافظة، والبالغ عددها حسب التقرير 4555 حالة، كما كشف التقرير عن وجود 175 ناديا اجتماعيا على ضفتي النيل لم يحصل منها على تراخيص سوى 56 ناديًا فقط؛ في مقابل 119 ناديا غير مرخص يتم التعامل معها وفقًا لقواعد حماية نهر النيل.

من جانبها، أعلنت لجنة استرداد أراضي الدولة ومستحقاتها اجتماعاتها برئاسة مساعد الرئيس للمشروعات القومية والإستراتيجية «إبراهيم محلب»، التي تلقت تقرير وزارة الري، أن القانون سيطبق على الجميع دون تفرقة، مشددًا على مخاطبة كل الجهات التي تتبع لها تلك الأندية للبدء في تقنين أوضاعها. 

تعافي السياحة «البطيء»

ونقل الملحق الاقتصادي الأسبوعي «مال وأعمال» الصادر عن صحيفة «الشروق» عن رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية «مجدي حنين» قوله إن القطاع السياحي بدأ يستعيد عافيته تدريجيًا خلال الربع الأخير من العام الحالي، وذلك بعد أزمة انحسار الحركة السياحية التي شهدتها مصر عقب تفجير الطائرة الروسية التي سقطت بسيناء نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وأشار إلى أن معدلات التدفقات السياحية الوافدة إلى مصر في تزايد مستمر، كما أن معدل نسبة النمو السياحي خلال العام الجاري تخطت توقعات التقرير الصادر عن المجلس العالمي للسياحة والسفر.