مصادر إسرائيلية: فشل «السيسي» ذريع والفوضى سيدة الموقف بمصر

الأحد 26 نوفمبر 2017 10:11 ص

قالت مصادر إسرائيلية، إن الفوضى الأمنية في مصر باتت سيدة الموقف، لافتة إلى أن مذبحة مسجد «الروضة»، هو ثاني فشل ذريع يكون من نصيب المؤسسة الأمنية المصرية خلال شهر.

صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبريّة، نقلت عن مصادر استخبارات غربيّة قولها إنّه منذ تسلّم الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، مقاليد الحكم في مصر تمكّنت الجماعات الإسلاميّة المُتطرفّة من تنفيذ 1165 عملية إرهابيّة.

وهذا هو ذات الرقم الذي ذكره إحصاء سابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ«الأهرام»، خلال أعوام 2014 و2015 و2016.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، في تقرير أصدرته في يوليو/تموز الماضي، إن النصف الأول من عام 2017 شهد وقوع 6 عمليات إرهابية في شمال سيناء، و25 عملية أخرى في عموم البلاد.

فوضى وفشل أمني

وأضافت الصحيفة، أن الفوضى الأمنية في بلاد النيل، باتت سيدة الموقف.

علاوةً على ذلك، أكّدت المصادر عينها، «عدم وجود حلول عسكرية لمعضلة الإرهاب».

والجمعة، قتل 305 أشخاص، بينهم 27 طفلا، وأصيب 128 آخرين، في هجوم استهدف مسجد «الروضة» بشمال سيناء.

وبحسب روايات نقلتها وسائل إعلام مصرية، عن مصادر أمنية وشهود عيان، فإن عبوة ناسفة جرى تفجيرها في محيط مسجد الروضة ببئر العبد، الجمعة، قبل أن يفتح مسلحون كانوا على متن 5 سيارات نيران أسلحتهم على المصلين أثناء خروجهم من المسجد بعد أداء الصلاة.

في السياق ذاته، رأى مُحلّل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «هآرتس» العبريّة المُستشرق «تسفي بارئيل»، في مقال نشره الأحد، أن العملية الإرهابية، وهي الأكبر في تاريخ مصر، التي يقوم بتنفيذها أحد التنظيمات المسلحة، هي «ثاني فشل ذريع يكون من نصيب المؤسسة الأمنية المصرية، في فترة تزيد على شهر واحد بعدة أيام». (طالع المزيد)

وبحسب مراقبين، فإن خطورة مذبحة «الروضة»، التي جاءت بعد نحو شهر من مذبحة دامية في «الواحات» غربي البلاد، راح ضحيتها 58 ضابطا وجنديا من قوات الداخلية المصرية، تكمن في أن الأمن المصري بات عاجزا عن ملاحقة التهديدات الأمنية، وأن المواجهة التي يخوضها منذ سنوات ضد تنظيمات مسلحة باءت بالفشل، وأن سيناء خرجت بالفعل عن سيطرة الدولة المصرية. (طالع المزيد) (طالع أيضا)

مفاجأة واستغراب

وشدد المستشرق «بارئيل» على أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن الفشل الأول والثاني للقوات الأمنية المصرية، قوبلا بمفاجأة، واستغراب وتعجب، موضحا أنه بالتحديد في شبه جزيرة سيناء، لا يمكن للمؤسسة الأمنية في (تل أبيب)، أن تفهم وأن تستوعب، كيف يتمكن حوالي الألف عنصر من تنظيم «ولاية سيناء»، التابع لتنظيم «الدولة الإسلامية»، أن يقوموا بتنفيذ عملية كبيرة بهذا الحجم، وإيقاع هذا العدد الكبير من الضحايا.

وتابع قائلا إن «عدم جدوى وفاعلية قوّات الأمن المصرية تصرخ حتى السماء، وتحديدا إذا أخذنا بعين الاعتبار التقارير التي نشرها الإعلام الدولي عن قيام (إسرائيل)، بمساعدة مصر بشكل كبير في الاستخبارات، وفي تفعيل طائرات بدون طيار، بهدف الهجوم على معاقل تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء»، على حد قول «بارئيل».

قوات غير جاهزة

وكشف المستشرق الإسرائيلي، النقاب أن الأمريكيين أيضا يشاطرون الإسرائيليين في قضية المفاجأة والاستغراب والارتباك، مضيفا في السياق عينه أن صناع القرار في واشنطن قاموا عدة مرات بلفت نظر «السيسي» حول جهوزية قواته الأمنية، وعن عدم جدوى هذه الجاهزية التي تتسم بعدم السرية المطلقة، الأمر الذي يجعلها متوقعة من قبل إرهابيي «الدولة الإسلامية».

علاوة على ذلك، أشار «بارئيل» إلى أن الأمريكيين، أكدوا لنظرائهم المصريين على أنه في حرب العصابات يتحتم عليهم العمل بسرعة وبشكل مفاجئ، مع تأكيد وجود تعاونٍ وتنسيق كاملين بين المعلومات الاستخبارية وبين قوّات «الكوماندوز» في الميدان.

وشدد على أن الأمريكيين والإسرائيليين، على حد سواء، على قناعة تامة بأن المصريين ما زالوا بعيدين جدا عن تطبيق هذه المعادلة للحرب على الإرهاب، وهذه المعادلة التي نجحت (إسرائيل) في تطبيقها في حربها المعلنة على الإرهاب بشكل عام.

«بارئيل» أكد أنه من وجهة النظر المصرية، فإن الوضع ليس سيئا، كما تعتقد المؤسسة الأمنية في (تل أبيب) ونظيرتها في واشنطن، وذلك على الرغم من المذبحة الرهيبة وعدد القتلى والجرحى الذين سقطوا فيها.

ولفت إلى أنه بالنسبة للنظام الحاكم في القاهرة، فإن التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا كان وما زال المشكلة الأهم بالنسبة له، مضيفا أن المصريين يؤكدون في كل مناسبة لنظرائهم من أجهزة المخابرات الغربية، على أن الحرب ضدّ الإرهاب في سيناء، يجب أنْ تستمر وقتا طويلا، وأنهم يتمتعون بالصبر من أجل القضاء على الإرهاب في تلك المنطقة.

إنجازات وهمية

وبحسبه، فإن المصريين يتباهون ويفتخرون بعدة إنجازات تم تحقيقها في الحرب على الإرهاب، وفي مقدّمتها نجاح النظام الحكام في مصر بتجنيد عدد من القبائل البدوية إلى جانبه، والعمل معه في الحرب ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء.

وأشار إلى أن هذا الأمر، ربما كان السبب وراء تنفيذ الهجوم الإرهابي الأخير، لأنه استهدف إحدى القبائل في شبه الجزيرة التي أعلنت عن ولائها للنظام ضدّ التنظيم، على حد قوله.

وتوعد مشايخ وقيادات قبائل سيناء، بالثأر من الجناة الذين نفذوا مذبحة مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء، في الوقت الذي بدأت فيه تحركات على الأرض لمنع تسلل المسلحين أو هروبهم إلى الجبال. (طالع المزيد)

وأعلن الجيش، أنه أطلق عملية عسكرية وأمنية في وسط وشمال سيناء، لتعقب منفذي الهجوم.

يشار إلى أن «السيسي» توعد، الجمعة، بالثأر والرد بـ«قوة غاشمة» على الهجوم، وهو ما رد عليه ناشطون على «تويتر»، باتهامه بالظلم وعدم التمييز والخيانة، لافتين إلى أن هذا «الغشم» هو من أوصل مصر إلى الحضيض، قبل أن تخرج الرئاسة بتوضيح للفظ بالقول إنها تعني القوة التي لا ترحم المعتدين.

ويعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية»، المشتبه به الرئيسي في الهجوم، لكنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم حتى كتابة هذه السطور. (طالع المزيد)

وبحسب مراقبين، فإن مذبحة مسجد «الروضة»، تدخل إلى مستنقع «العرقنة» (طالع المزيد).

ويعد هذا الهجوم هو الأكثر دموية في تاريخ الهجمات الإرهابية في مصر، وتجاوز عدد ضحايا الهجوم على المسجد عدد قتلى تفجير وسقوط طائرة «متروجيت» في سيناء الذي أسفر عن مقتل 224 شخصا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل فشل أمني الواحات الروضة سيناء واشنطن تل أبيب السيسي القبائل