لا تزال صورة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وفريق مستشاريه خلال اتصاله بالرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، قبل أيام، تثير جدلا واسعا، وسط إشادات بطريقة الإدارة التركية لمثل هذه الأحداث، والرسائل التي تضمنتها الصورة.

وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، نشر الثلاثاء، تغريدة عبر حسابه الشخصي في «تويتر»، حول مكالمته الهاتفية مع نظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، مرفقة بصورة تضمنت تفصيلات مهمة، أثار تساؤلات لدى المتابعين.

وقال «أردوغان» في تغريدته: «أجرينا اليوم مكالمة هاتفية مثمرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».

ورافق «أردوغان» في الصورة، كل من رئيس الاستخبارات «هاكان فيدان»، ووزير الخارجية «مولود جاويش أوغلو»، والمتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم قالن»، فضلا عن مستشارين رئاسيين.

الصورة لاقت انتشارا واسعا وتفاعلا كبيرا بين المتابعين، الذين أشادوا بطريقة الإدارة والمؤسسة، التي اتخذها «أردوغان»، خلال الاتصال، معتبرين أن حضور هذا العدد من قيادات الدولة، يشير إلى أن القرار الصادر عن الإدارة التركية يصدر بشكل جماعي.

وأشاد الناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي، بحضور مستشاريين لـ«أردوغان»، لتحليل الاتصال والترجمة الحرفية للكلمات والمصطلحات، واقتراح الحلول والبدائل، وطرح الرؤى والأفكار حول ما يستجد خلال الاتصال.

أما صحيفة «حرييت» التركية، فتناولت الصورة تحت عنوان «3 تفاصيل مذهلة في غرفة المكالمة بين أردوغان وترامب»، مشيرة إلى وجود راية للجيش العثماني، ومجسّم لتذكار شهداء المحاولة الانقلابية الفاشلة، ومجسم آخر لدبابة ألطاي التركية المحلية.

ويرمز العلم المذكور إلى الفرقة 57 بالجيش العثماني، وتأتي أهميته من كونه ظل مرفوعا في إحدى جبهات معركة جناق قلعة بين 25-26 من شهر أبريل/نيسان 1915.

وقد تناوب على بقاء العلم مرفوعاً أثناء المعركة جميع أفراد الفرقة العثمانية المؤلفة من 628 عسكرياً بقيادة المقدم «حسين أفندي بيك».

وفي نهاية المعركة، عُثر على العلم معلقاً على أحد أغصان شجرة، وكان تحتها جندي عثماني قتل بعد أن علّقه هناك، ليظل مرفوعاً ويحول دون سقوطه، وقد قتل حينها معظم عناصر الفرقة.

الكاتب التركي «إسماعيل قليج أرسلان»، علق على الصورة بتغريدة عبر حسابه في «تويتر»، مشيرًا إلى أن «الراية الموجودة في الصورة تعني بالنسبة له بأن الفرقة 57 لوحدها تكفي لمواجهة جميع الأعداء».

أما الصحفي «حمزة تكين»، فعلق على الصورة بالقول: «راية الخلافة الإسلامية العثمانية في الصورة التي نشرها الطيب أردوغان خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من ترامب تلقى اهتمامًا واسعا في الإعلام ومواقع التواصل».

فيما قال الناشط التركي «قادر دميرباش»، فعلق على الصورة بالقول إن «الراية العثمانية هي خادمة الإسلام، وإن رسالة أردوغان منها واضحة للغاية، إمّا الاستقلال أو الموت».

وكانت مصادر في الرئاسة التركية، قالت إن «أردوغان» و«ترامب» بحثا هاتفيا العلاقات الثنائية بين البلدين، وقمة «سوتشي»، والتطورات على الساحة الإقليمية.

وأوضحت المصادر، أن رئيسي البلدين تناولا التطورات على الساحة السورية.

وفي قت سابق، قال الرئيس التركي إن «تركيا تمتلك واحدا من أقوى الجيوش في العالم من حيث القدرة العملياتية والخبرة»، مؤكدًا أن المدارس العسكرية التركية تفتح أبوابها لجميع أبناء تركيا، وقد باتت اليوم تحت إدارة كوادر محليّة ووطنية خالصة تحول دون سيطرة أي فئة أو أيديولوجية أو عقلية متطرفة عليها.