بعد عودة «الحريري».. هل ينجح «عون» بالضغط على «حزب الله»؟

الأحد 26 نوفمبر 2017 01:11 ص

طرحت خطوة رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» بشأن التريث في تقديم استقالته أثار بعد أن أعلنها مؤخرا من العاصمة السعودية الرياض، سؤالا حول ما إذا الكرة أصبحت في ملعب الرئيس ميشال عون، ليقرر مع حزب الله، حليف إيران والمتهم بالتورط في الصراعات التي تشهدها سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلدان العربية، كيفية الالتزام بالنأي بالنفس قولا وعملا.

ورفض النائب السابق «سليم عون»، والقيادي في التيار الوطني الحر، الذي تزعمه الرئيس «عون» قبل وصوله إلى سدة الرئاسة أن تكون الكرة في ملعب رئيس الجمهورية.

وقال للأناضول، إن هناك صلاحيات موزعة على الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والنواب والحكومة)، خصوصا حين يمر البلد بأزمة فعلى الجميع تحمل مسؤولياته.

وردا على سؤال حول قدرة رئيس الجمهورية في الضغط على حزب الله للالتزام بمبدأ النأي بالنفس، اعتبر «عون» أن الجميع يلعب الدور المناط به، لكن الرئيس اللبناني يستطيع أن يلعب دورا إيجابيا لإيجاد حلول وكلنا ثقة به.

والنأي بالنفس، سياسة أقرتها طاولة الحوار للقوى السياسية اللبنانية عام 2012، عقب اندلاع الحرب السورية في مارس/آذار 2011، وتتمثل في تحييد لبنان عن جميع الصراعات الإقليمية.

واعتبر «سليم عون»، أن رئيس الحكومة أصبحت لديه الخبرة والقوة الشعبية والقناعة الكافية للخروج من الأزمة.

وقال إن الأمر نفسه يسري على رئيس مجلس النواب نبيه بري»، وحزب الله، والاثنان لديهما النية والقدرة من أجل تسهيل الأمور للوصول إلى حل.

وأعرب عن ثقته بإيجاد حل أو مخرج يرضي الجميع، خصوصاً أن جميع الفرقاء في البلد رحبوا بتريث «الحريري» عن الاستقالة، التي لاقت أثرا إيجابيا على الوضع الاقتصادي أيضا.

وأضاف النائب «عون» «رغم أننا اعتقدنا أن الحريري سيقدم استقالته (وتريّث)، فنحن اليوم أقرب إلى مخرج يرضي الجميع».

أما كتلة المستقبل النيابية وأعضاء المكتب السياسي والتنفيذي في تيار المستقبل الذي يتزعمه «الحريري» ، فعقدوا اجتماعا برئاسته، واعتبروا خطوته حكيمة لأجل المزيد من التشاور، حول الأسباب والخلفيات، وإعادة الاعتبار لمفهوم النأي بالنفس.

وقال «راشد فايد»، عضو المكتب السياسي للتيار، الذي شارك بالاجتماع، إن التريث في الاستقالة أدى إلى ارتياح عام، وأنعش السوق الاقتصادي والمالي في لبنان، وأبعد الشعور بالضياع.

واعتبر أن التريث سيسمح بإعادة تجديد مضمون التسوية السياسية التي استغلها حزب الله ليمضي قدما في توجهاته.

وأوضح أن التريث هو فترة سماح محدودة في الزمان لأسبوعين أو أكثر، تتيح لكل الفرقاء أن يتفاهموا.

وتابع: «الأمر متروك لرئيس الجمهورية الذي لن يعقد طاولة مستديرة أو حوار؛ بل سيجري محادثات ثنائية مع الفرقاء الآخرين كل على حدا، ليستخلص منهم نقاطا مشتركة تؤدي إلى تفاهم يطور التسوية باتجاه الاستقرار الأعمق والأفضل».

وشكك «فايد»، في قدرة رئيس الجمهورية على انتزاعه أي تنازل من حزب الله لا يريده.

ورأى أن التصريحات المتكررة للأمين العام لحزب الله «حسن نصرالله»، حول إنجاز مهمة مقاتليه في العراق وسوريا، هو تمهيد للقول إنه سيسحب قواته من هناك ويعيد الأمر إلى رئيس الجمهورية.

أما بالنسبة لليمن، فلاحظ «فايد»، أن «نصرالله» تدرج من القول إن دوره في اليمن ليس موضوع نقاش، إلى نكران أي دور له هناك، ثم اعترافه بأنه أرسل مدربين أو خبراء إلى هناك.

يشار أن كتلة حزب الله النيابية أشادت بعودة «الحريري» إلى البلاد، وبالتصريحات الإيجابية التي صدرت عنه، ورأت أن المسار الايجابي للمشاورات يبشر بإمكانية عودة الأمور في لبنان إلى طبيعتها.

وكان «الحريري» أعلن في 4 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري استقالته من منصبه أثناء وجوده في السعودية، وبرر الخطوة المفاجئة بخوفه على حياته وبرفضه سعي إيران و«حزب الله» لزعزعة استقرار البلاد.

في المقابل، اتهم مسؤولون لبنانيون السعودية على رأسهم الرئيس «ميشال عون» بوضع «الحريري» قيد الإقامة الجبرية في الرياض وإجباره على الاستقالة لاستغلال ملفه في خصومتها مع إيران في لبنان والمنطقة.

وبعد وساطة فرنسية غادر «الحريري» وبعض أفراد عائلته إلى باريس حيث التقى الرئيس «إيمانويل ماكرون» قبل أن يعود إلى بيروت ويقرر العدول عن استقالته.

  كلمات مفتاحية

لبنان الحريري «حزب الله» عون