ضوء أخضر يؤجج معركة «صحوات سيناء» ضد «الدولة الإسلامية»

الاثنين 27 نوفمبر 2017 09:11 ص

كشفت تقارير إعلامية، عن عمليات تنسيق تجري تحت إشراف أجهزة سيادية لحشد قبائل سيناء، شمال شرقي مصر، لدعم الجيش المصري في المواجهة ضد التنظيمات المسلحة، عقب «مجزرة الروضة» الدامية، الجمعة الماضي، التي خلفت 305 قتلى على الأقل، و128 جريحا، في حادث هو الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث.

وأكدت التقارير، أن اجتماعات مكثفة جرت خلال اليومين الماضيين بين قيادات عسكرية بالجيش المصري وممثلي 10 قبائل في سيناء، لتنسيق جهود وآليات العمل خلال الفترة المقبلة لمواجهة الجماعات المسلحة.

وقال اتحاد قبائل سيناء (غير حكومي)، في بيان السبت، عقب اجتماع له: «لا عزاء إلا بعد الثأر من التكفيريين».

ودعا الاتحاد «كل رجال وشباب قبائل سيناء للانضمام لإخوانهم في منطقة البرث (قرية جنوبي رفح المصرية)، لتنسيق عملية كبرى مع الجيش، من أجل الإنهاء التام على ذلك الإرهاب الأسود (في إشارة لهجوم مسجد الروضة)».

ووفق خبير عسكري، واثنين من قادة قبائل سيناء، فإن التعاون بين الجيش والقبائل لن يتجاوز الخطوط الحمراء، ولن يصل مرحلة المواجهات المسلحة مع العناصر الإرهابية، وإنما سيقتصر على التعاون المعلوماتي والأمني فحسب، بحسب «الأناضول».

وبدو سيناء ينتمون لقبائل عربية سكنت شبه جزيرة سيناء منذ القدم، وتبلغ نسبتهم نحو 90% (بحسب مصادر قبلية) من إجمالي تعداد سكان سيناء بمحافظتيها الشمالية والجنوبية، البالغ نحو نصف مليون نسمة، وفق أحدث تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي).

ومن أبرز قبائل سيناء، «الأخارسة، والبياضية، والسواركة، والمساعيد، والسماعنة، والعبايدة، والرميلات، والدواغرة، والترابين».

وفي أبريل/نيسان الماضي، وقعت مواجهات بين قبيلة «الترابين» وعناصر مسلحة، نشر على إثره مقطع مصور لأفراد من القبيلة يحرقون أحد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، حسب ما أوردت وسائل إعلام مقربة من السلطات آنذاك.

وكان «اتحاد القبائل» نشر سلسلة تسجيلات صوتية لعملية استجواب أجراها لأحد عناصر «الدولة الإسلامية» تمكن من توقيفه، كشف فيها أسماء عناصر في التنظيم غالبيتهم ينتمون إلى العائلات والقبائل الرئيسية في شمال سيناء، إضافة إلى مقرات عناصر وقيادات التنظيم الذين اتخذوا بيوتاً ومنازل داخل الأوساط البدوية كملاذات آمنة، كما أعلن تصفية وتوقيف عدد من مسلحي هذا التنظيم الإرهابي في مواجهات وعمليات دهم.

تركيبة ديموغرافية مانعة

واستبعد أحد رموز قبائل العريش بشمال سيناء، الشيخ «خالد عرفات»، انخراط قبائل سيناء في مواجهات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية هناك، لكن لم يحدد حجم التنسيق مع الجيش المصري.

وقال قيادي سيناوي آخر، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن «الهجوم الأخير لن يدفع القبائل للتحول إلى جيش ثان يواجه الإرهاب».

وقال الخبير العسكري المصري، «عادل سليمان»، إن «هذه القبائل لها تركيبة ديموغرافية (خصائص سكانية) مانعة للتحول إلى المواجهات مع الإرهابيين».

وأضاف أن «قبائل سيناء لا تعاني صراعا طائفيا بين الشيعة والسنة كقبائل العراق على سبيل المثال، ما يحول دون انتهاج مسار العنف المسلح مع الإرهابيين».

ورجح أن يقتصر التعاون بين الجيش المصري وقبائل سيناء على مجالي تقديم المعلومات الاسترشادية والتأمين، دون المشاركة في أعمال مسلحة.

وعلى الرغم من ترجيح تعزيز التعاون المستقبلي بين الجانبين، فإن «سليمان» لم يبرئ بعض أفراد قبائل سيناء (لم يسمّهم) من التورط في القيام بأعمال إرهابية ضد الجيش والشرطة في سيناء.

ويتهم المسلحون في شمال سيناء البدو هناك بشكل معتاد بالإرشاد عنهم للجهات الأمنية، في حين تتهم الدولة بعضا من عناصرهم الشابة بمساعدة التنظيمات المسلحة.

ومنذ أشهر، يحاول الجيش المصري، تقاسم الأدوار مع قبائل سيناوية، فيما يعرف بـ«صحوات سيناء»، لوقف تنامي نفود تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتواجه قوات مكافحة الإرهاب في سيناء سواء من الجيش والشرطة، أزمة كبيرة لجهة نقص المعلومات المتوفرة لديها عن التنظيمات المسلحة، وتحاول تعزيز قدراتها عبر الاستعانة بأبناء المنطقة.

و«صحوات سيناء» تنظيم يضم مسلحين ينتمون إلى قبائل سيناوية، ويحملون أسلحة زودهم بها الجيش المصري، ويقيمون نقاطا للتفتيش في ظاهرة تشبه الصحوات التي تشكلت في العراق لمساندة السلطة ضد جماعات متشددة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مجزرة الروضة قبائل سيناء الجيش المصري الدولة الإسلامية الترابين السواركة الصحوات