بـ«الكافيار» و«التدليك».. هكذا تنفي السلطات السعودية تعذيب أمرائها المعتقلين

الاثنين 27 نوفمبر 2017 12:11 م

نفى عضو في اللجنة الخاصة لمتابعة عملية مكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» حدوث أي أعمال تعذيب للأمراء والوزراء المحتجزين بفندق ريتز كارلتون، بينما ألمحت مراسلة «هيئة الإذاعة البريطانية» إلى أن الموقوفين يتمتعون بحياة الـ5 نجوم التي يشتهر بها هذا الفندق.

وذكر المسؤول السعودي أن الموقوفين رفعوا قائمة أشياء وأمور يحتاجونها، موضحا أن منهم من طلب مدلكته الخاصة، وحلاقه الخاص، وحتى أن أحدهم أوصى بإضافة الكافيار الروسي على قائمة طعامه.

وبحسب المسؤول السعودي يوجد في الفندق موظفون يعملون على مدار الساعة لتقديم خدماتهم، قائلا: «نقدم لهم الطعام الموجود في الفندق، لا نستطيع إحضار طعام آخر من الخارج».

وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في تقرير لها، أمس الأحد، عن زيارة فريقها الصحفي للفندق، بأن أفراد طاقمها سمح لهم بالدخول إلى الفندق الذي لا يدخل أو يخرج من بوابته المعدنية السوداء بدون إذن رسمي، بصحبة رجال الشرطة خلال منتصف الليل.

ونشر حساب «بي بي سي» على «يوتيوب» تقريرا مصورا لمراسلة الشبكة من داخل الفندق الذي أصبح معتقلا لأمراء ومسؤولين في الرياض.

وأظهر التقرير المتلفز أشخاصا دون وجوه، مشددين على أنه لا مجال لا لتصوير الوجوه، ولا المحادثات.

وبحسب المسؤول السعودي، فإن السلطات اختارت هذا الفندق خوفا من أن يهرب أحد المطلوبين؛ ورأت أنه مناسب للتحفظ عليهم، وهو التفسير الذي وصفته مراسلة «بي بي سي» بـ«الغريب».

وقال المسؤول: «كل شخص هنا لديه ملف وكل شيء موثق فعلى مدى العامين الماضيين، وتحت إشراف ولي العهد، قام فريق بتجميع الأدلة المزعومة في سرية كبيرة مع بعض الوثائق التي يرجع تاريخها إلى عقود».

وحول ما نشر عن تعرض المحتجزين لعمليات تعذيب أضاف: «العملية تتم بشكل ودي، نعرض عليهم الدليل ونسألهم أن يعيدوا الأموال التي أخذوها».

من داخل الريتز

ووفقا لمراسلة «بي بي سي»، يوجد في الفندق إلى جانب الـ201 محتجز، خبراء من الوزارات الحكومية وسوق الأوراق المالية والمصرفيين والمتخصصين في غسيل الأموال والعدالة والعقارات إلى جانب فرق طبية وحراس أمن، وهم يتجولون في الفندق على مدار 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع للمساعدة في هذه القضايا، مشيرة إلى هناك أكثر من 500 شخص يقيمون في الفندق وعلى حساب المملكة.

وذكرت أن هناك 7 من المحتجزين ثبتت براءتهم، وهم يتجولون بحرية داخل الفندق، بينما تقول مصادر رسمية إن 4% من المتهمين يقولون إنهم سيقدمون قضاياهم إلى المحكمة، لكن 95% من الأشخاص المدرجين في القائمة أصبحوا الآن على استعداد للتوصل إلى اتفاق، وهذا يعني تسليم مبالغ كبيرة من النقد أو الأصول إلى الخزينة السعودية مقابل حريتهم.

ومع العلم أنه تم تجميد 1900 حساب بنكي، يبلغ مجموعها 800 مليار دولار، يقول أحد المسؤولين في اللجنة: «حتى لو استطعنا استعادة 200 مليار أخرى فإن ذلك سيكون جيدا».

ونقلت المراسلة عن أحد الموقوفين القول: «أقضي معظم وقتي في الغرفة، ومعي محام يركز على قضيتي ويتابع الموقوف ذو اللحية الرمادية وهو جالس أمام التلفاز يتابع مباراة كرة القدم، أتكلم مع عائلتي كل يوم، وهنا لا يفضلون أن يأتي أحد منهم لزيارتي».

وأوضحت أن الموقوفين يقومون بإجراء مكالمات وزيارات مع المسؤولين العاملين في شركاتهم الخاصة حتى يتمكنوا من الحفاظ على الأعمال التجارية الجارية، لافتة أن الزوار يدخلون من خلال الأبواب الخلفية لحماية خصوصيتهم، ويتم ترتيب أمورهم عبر رسائل البريد الإلكتروني.

وكانت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نقلت عن مصدر داخل السعودية- لم تحدد هويته- أن عناصر أمن تابعين لشركة أمريكية خاصة يربطون الأمراء ورجال الأعمال السعوديين، الذين جرى اعتقالهم مطلع الشهر الجاري في خضم صراع على السلطة، من أقدامهم وينهالون عليهم ضربا.

وأشارت الصحيفة في تقرير حصري إلى أن هؤلاء المحتجزين هم أقوى الشخصيات في البلاد، وتم اعتقالهم بناء على أوامر من «بن سلمان» قبل 3 أسابيع، في إطار حملة ضد فساد مزعوم طالت 11 أميرا على الأقل، ومئات من رجال الأعمال والمسؤولين السعوديين.

كما كشف تقرير صحفي، عن تعرض 6 من أمراء «آل سعود» المعتقلين لتنكيل شديد نقلوا على إثره إلى المستشفى، وأبرزهم الأمير «متعب بن عبدالله» الذي كان يعتبر غريما لولي العهد «محمد بن سلمان» الذي يقود الحملة الراهنة على عدد من أبناء عمومته وشخصيات أخرى تحت شعار مكافحة الفساد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان أمراء فساد اعتقال الأمراء ريتز كارلتون تعذيب اعتقال مكافحة الفساد