اعترافات جديدة لـ«عيتاني»: تسجيلات جنسية وراء عملي مع «الموساد»

الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 09:11 ص

كشفت مصادر أمنية وقضائية أن الممثل المسرحي ​اللبناني «زياد عيتاني»​ تراجع عن جزء من الرواية التي قدمها بشأن علاقته بضابطة ​الاستخبارات الإسرائيلية، التي تولت تشغيله لجمع المعلومات عن سياسيين وإعلاميين، مشيرة إلى أن آخر ما قاله للمحققين إنه لم يتلق منها أموالا، وإنه عمل لحسابها مجانا، بعدما ابتزته بتسجيلات جنسية صوتية تمكنت من الحصول عليها منه، بداية علاقتهما، عندما لم يكن يعلم أنها إسرائيلية.

وأكدت المصادر أن القصة بدأت في عام 2014، وفي الأشهر الأولى من ذلك العام، انفصل «زياد عيتاني» عن زوجته الأولى، وفي الأشهر الأخيرة من العام نفسه، تعرف إلى الفتاة التي ستصبح زوجته الثانية بعد 3 أعوام.

وما بين أول العام وآخره، سجل دخول فتاة سويدية إلى حياة «عيتاني» عبر بوابة «فيسبوك»، ونسجت هذه الفتاة معه علاقة مشبوهة، لم يكن واضحا في تحديدها، وأخبر المحققين أنها أوهمته بأنها تنتسب إلى «جمعية ​السلام​ والصداقة الأوروبية» التي تهتم بالشرق الأوسط​ و​الدول العربية​.

وذكر أن الحديث تطور معها إلى أمور ثقافية وسياسية وآراء في مواضيع عامة، كان بينها السلام المطلوب في الشرق الأوسط نتيجة معاناة الشعوب العربية، موضحا أنه في أوائل عام 2015، في إحدى المحادثات، لمحت المرأة المذكورة إلى أنها من أصل يهودي وتقيم في السويد، سائلة إياه إن كان لديه مشكلة في ذلك، فأجابها بأنه ليس لديه مشكلة مع اليهود، مضيفا أنها طلبت تزويدها برقم هاتفه الخاص لتبدأ التواصل معه يوميا عبر «واتس آب».

وذكرت المصادر أنه بعد أحاديث طويلة، بدأ يلاحظ أن أسئلتها تميل نحو تطبيع فكري مع الكيان الصهيوني، فعارضها وهاجمها لطرح هذه الفكرة.

واعترف بأنها أخبرته بداية عام 2016 أنها تعمل بصفة عميل محرك لدى الاستخبارات الإسرائيلية وأن عليه العمل معهم، فصدم، وأقفل الخط في وجهها.

وقال إنها حاولت الاتصال به فلم يجب، عندها أرسلت له رسالة تمنحه فيها من 48 ساعة إلى 72 ساعة ليحسم أمره بالعمل معهم، وإلا فستقوم بفضحه في وسائل إعلامية لبنانية وعبرية، وطلبت منه رفع تقارير عن الأهداف والأشخاص الذين ستعلمه عنهم تباعا.

وأبلغ «عيتاني» المحققين أن الفتاة كانت تتكلم اللغة العربية بلهجة مكسرة أقرب إلى الخليجية، وقال إن مجرد الفكرة أرعبته، ولا سيما أنه لا يملك في هذه الدنيا سوى سمعته ورصيده من الشهرة، لكونه لا يحمل شهادة البكالوريا حتى.

وذكر أن طلبها الأول كان تزويدها بمعلومات عن التوزيع الديموغرافي في بيروت، وتحديدا في الطريق الجديدة والبسطة ومناطق الأكثرية المسلمة والأكثرية المسيحية، ومناطق النفوذ السني والنفوذ الشيعي، وكانت تسأله عن حياته الشخصية ووضعه المادي وعن خدمته في ​الجيش اللبناني (خدمته الإلزامية)، والأسلحة التي استخدمها وخبرته العسكرية.

وفي أغسطس/آب من عام 2016، أبلغته أن مهمته الأساسية الاتصال بشخصيات سياسية مؤثرة من خلال مستشاريهم والمقربين منهم، وطلبت منه أن يختار أهدافه ممن لا يحبون العنف والحروب وأن يكونوا ليبراليين داعمين للسلام، وكذلك تشكيل لوبي سياسي وإعلامي فاعل يروج للسلام.

واعتبرت المصادر القضائية أن دوافع «عيتاني» للتعامل مع العدو استوقفت المحققين، ولا سيما أن إفادته كانت غير مقنعة ومجتزأة، بحسب لجهة ادعائه أنه كان خائفا من نشر تسجيلات صوتية فحسب.

وذكر «عيتاني» أنها أبلغته أن اسمها «كوليت فيانفي»، وبدأت تطلب منه بصيغة الأمر التقرب من السياسيين ومستشاريهم الإعلاميين وبعض الإعلاميين البارزين من داعمي السلام في الشرق الأوسط.

وأشارت المصادر إلى أنه في محاضر التحقيق مع «عيتاني»، ظهر تركيز «كوليت» على اسمين: وزير الداخلية ​«نهاد المشنوق»​ ومستشاره ​«محمد بركات»​، حيث طلبت «كوليت» حرفيا من «عيتاني» توطيد العلاقة مع «بركات»، بغية معرفة تحركات «المشنوق» وعلاقاته الشخصية واجتماعاته الخاصة.

وطلبت منه أيضا جمع معلومات عن سياراته ومواكبه وعددها والأماكن التي يتردد عليها باستمرار، بل حتى تحديد تحركاته خارج لبنان قبل سفره ومعلومات عن عائلته.

وذكر «عيتاني» أنه بدأ يتقرب من «بركات»، محاولا دعوة وزير الداخلية إلى الغداء، بناء على طلب «كوليت»، مشيرا إلى أنها كانت تهينه لأنه لم يتمكن من لقاء «المشنوق».

وقال إنها كانت ترسل له مبلغا شهريا يراوح بين 500 و1000 دولار لتحسين وضعه وتمكينه من القيام بما طلبت منه، مضيفا أن المبالغ التي تقاضاها منها بلغ مجموعها 10 آلاف دولار، بدءا من الفترة الممتدة من بداية عام 2016.

وبعد تدقيق فرع المعلومات في ​قوى الأمن الداخلي​ بسجل تحويلاته المالية، تبين أنه لم يتلق سوى ثلاث حوالات من الخارج، اثنتان من شقيقته، والثالثة من لبناني يعيش في الإمارات دفع ثمن بطاقات لإحدى مسرحياته.

وعندما واجه محققو ​أمن الدولة «عيتاني» بهذه الواقعة، رد بأنه كان يقدم لهم دافعا لكونه لم يرد أن يفصح عن السبب الحقيقي (الابتزاز بفيديوهات جنسية)، ثم ما لبث أن تراجع عن إفادته، ليقول إنها لم تحول له أي مبالغ عبر «ويسترن يونيون​»، وإنه قبض منها نقدا مبلغ 5 آلاف دولار عندما التقاها في ​تركيا​ قبل أسابيع، ثم عاد وتراجع ليجزم بأنه لم يتلق منها أي مبلغ، وأنه استمر بالتواصل معها والاستجابة لطلباتها خضوعا لابتزازها.

وأوضحت المصادر أن الموضوع المالي لم يكن هو وحده ما عدل «عيتاني» إفادته بشأنه، فقد روى للمحققين أنه لم يلتق «كوليت» في تركيا، بل حددت له منطقة لينتظر فيها سيدة ستلاقيه بسيارة، وأنها ستقترب منه وتطلب منه أن يصعد في السيارة، وستناديه باسمه.

وقال إن ما ذكرته له «كوليت» جرى حرفيا، حيث اصطحبته زميلة «كوليت» إلى مكان يجهله.

وذكر خلال التحقيق أنه أخبرها أنه تمكن من زيارة الأمين العام لـ«​تيار المستقبل»، ​«أحمد الحريري​» في يوم جمعة في منزله في فردان، ثم كتب تقريرا وأرسله إليها، فسألته عن تفاصيل اللقاء وكيفية الدخول والخروج والحرس ومواقف السيارات وآلية العمل الأمني.

وأبلغها كذلك أنه اجتمع بكل من الوزير السابق ​«أشرف ريفي» ومستشاره ​«أسعد بشارة​»، مكررا الخطوة نفسها، وتقرب أيضا من المدير السابق لموقع ​القوات اللبنانية​ الإلكتروني «طوني أبي نجم».

وأفاد خلال استجوابه بأنها طلبت منه التقرب من الصحفيين «وسام سعادة» و«مصطفى فحص»، وكان لافتا ما قاله للمحققين عن أنه طلب إجازة من التواصل مع «كوليت» مدة شهر، بهدف التحضير لمسرحيته، فوافقت مؤكدة أنها تريده أن يكون شخصا ناجحا في المجتمع.

وطلبت منه دعوة الوزير «المشنوق» إلى المسرحية، وبعد عرض المسرحية، هنأته على نجاحها، فأخبرها أنه تعرف إلى «​مريم البسام» و«كرمى الخياط» و«​بولا يعقوبيان»​ و«​سالم زهران»​ و«نوفل ضو» ومستشار النائب «سامي الجميل»، و«​سيرج داغر»​، فشجعته على ذلك، طالبة منه الاستمرار بالتواصل مع «محمد بركات» مستشار «المشنوق».

  كلمات مفتاحية

لبنان إسرائيل زياد عيتاني المشنوق الموساد

لبنان.. توقيف المسرحي «عيتاني» بتهمة «التخابر» مع (إسرائيل)

تاجر الجنس الملياردير الأمريكي إبستين كان جاسوسا للموساد