ناشطون عن «اليمن.. كيد الأشقاء»: وثيقة تفضح دور أبوظبي

الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 02:11 ص

لم يمر الفيلم الوثائقي «اليمن.. كيد الأشقاء» الذي بثته فضائية «الجزيرة»، قبل يومين، ضمن برنامجها «الصندوق الأسود»، مرور الكرام، بل وجد تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي.

إذ اعتبر ناشطون الفيلم وثيقة استخباراتية تفضح دور الإمارات الخفي في اليمن، وتكشف دور فضائية «العربية» ومراسلها «محمد العرب»، في تنفيذ أجندة أبوظبي، بعيدا عن الهدف الذي يعلنه التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وتحت وسم حمل اسم الفيلم «اليمن.. كيد الأشقاء»، عبرّ الناشطون عن صدمتهم مما جاء في الفيلم من شهادات موثقة عن عمليات تعذيب ممنهج تمارسها الإمارات والميليشيات التي تدعمها في سجونها السرية المنتشرة في عدة أماكن باليمن.

ودعا هؤلاء الناشطون إلى الاعتماد على هذه المعلومات للانتفاض ضد معسكرات الإمارات باليمن، خاصة في الجنوب.

شهادات ووقائع

وكشف الفيلم قيام الإمارات بأعمال استخباراتية ضد السعودية، وتورط قواتها في إسقاط طائرة سعودية باليمن خلال هذا العام.

ونُقل عن الصحفي اليمني، «عيدروس عبد الوارث»، الذي عمل في جريدة «البيان» الإماراتية على مدار 17 عاماً، تعرضه لتعذيب ممنهج لمدة عامين ونصف بسجون الإمارات منذ 2014.

كما لفت إلى تعرضه للضرب والإهانة، وتهديده بتعذيب زوجته وأبنائه، من أجل الاعتراف بصلته بالعديد من التيارات السياسية، منها التيار الإصلاحي، وجماعة الإخوان المسلمين، وعلاقته بالثورات العربية، وحركة «حماس».

وكشف مصور قناة «العربية»، «عبدالله صلاح»، خلال الفيلم، أن القوات الإماراتية استخدمت بعض أعضاء فريق العمل الخاص بالقناة السعودية، في الحصول على معلومات استخباراتية عن القوات السعودية في اليمن.

وأكد أن بعض أعضاء الفريق كان يقدم يوميا تقريرا استخباراتيا عن القوات السعودية، كما كشف عن تورط الإمارات في إسقاط مروحية سعودية حربية على الأراضي الإماراتية خلال هذا العام.

ما خفي أعظم

ولفت المغردون والناشطون، الذين تابعوا الفيلم، إلى أن ما كشفه الوثائقي، جزء فقط مما يحدث من الإمارات في اليمن.

وقالت المحامية اليمنية، «عبير الخولاني»، إن «كل ما أورده فيلم (اليمن.. كيد الأشقاء) عن الدور الإماراتي حقائق، وما خفي أعظم وأعظم.. وكل اليمنيين يدركون ذلك؛ لهذا نقول من يعتقد أن الإمارات تحارب المشروع الإيراني بالمنطقه فهو مظلل أو واهم، والشواهد كثيره وأبرزهم أبناء زعيم الانقلاب (الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح) في ضيافتها في نعمة وسكينة».

أما «سعد المنهدي» فقال: «كل يوم يطلع دليل أقوى من الثاني عن خيانة الامارات وتآمرها على السعودية.. ويرد الكثير من المغفلين السعوديين بأن لن تنجحوا في الفتنة بيننا.. براڤو (أحسنتم).. استمروا في الانبطاح.. والعالم يتفرج على غبائكم».

وغرد الأكاديمي «سالم المنهالي»، قائلا: «عيال زايد (حكام الإمارات) يقومون بضرب حليفهم محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) من تحت الحزام، وهو غارق في تمكين نفسه من الحكم».

وقال «أبو خالد»: «بات واضحا وجلي للصغير قبل الكبير وللمجنون قبل العاقل دور الإمارات في اليمن، من خلال دعم انفصال الجنوب، والسجون السرية، والجزر المحتلة، والسيطرة على الموانئ، والاغتيالات، والقواعد العسكرية، وتنفيذ الأجندة الخفية، وتحجيم الدور السعودي».

بينما علق الكاتب التركي «سلمان باشا»، قائلا: «على السعودية أن تدرك عواقب الأمور قبل فوات الآوان. الأوضاع المأساوية وإطالة أمد الحرب ليس لصالحها. (اليمن.. كيد الأشقاء) كشف لنا الحقيقة بالصوت والصورة لدور الإمارات الخبيث في اليمن».

وسخر الأكاديمي «حزام الحزام»، قائلا: «سيكون الرد قاسي على هذا البرنامج.. بأغنية لا صارت ولا استوت!».

ولخصت «فاطمة» الفيلم الوثائقي، بالقول: «السعودية خسرت الحدود وأبوظبي كسبت الجنوب!».

تواطؤ «العربية»

وعن تواطؤ فضائية «العربية» في الدور الإماراتي، قال «علي البهلولي»: «الآن عرفنا أن مراسل قناة العربية في اليمن المدعو محمد العرب، هو عباره عن جاسوس ويعمل من أجل قتل أبناء الشعب اليمني».

وأضاف الباحث اليمني «إسماعيل باعلوي»: «بعد برنامج (اليمن.. كيد الأشقاء)، اتضح بجلاء أن مذيع العربية محمد العرب يعمل كرجل استخباراتي وليس كإعلامي، ومما يؤكد ذلك تحركاته المشبوهة وزياراته المتكررة لمعسكرات الشرعية».

بينما كشفت الإعلامية القطرية «إلهام بدر»، أن «عبد الله صلاح المصور السابق في قناة العربية، أعلن صراحة إنه لا يستبعد استهدافه، بعد إدلائه بشهادته حول عمل البحريني محمد العرب مراسل العربية لصالح الاستخبارات الإماراتية في اليمن».

 

 

وتابعت «مشاعل بنت سحيم»: «التاريخ لن ينسى غدركم باليمن وأهله!».

واتفقت معها «ابتسام آل سعد»، حين غردت بالقول: «التاريخ لن يرحم الساكت عن الظلم الذي دخل اليمن من بوابة التحرير وإعادة الشرعية».

فيما دعا الكاتب اليمني «عباس الضالعي»، السعودية، «ألا تتعامل مع المعلومات التي أوردها فيلم (اليمن.. كيد الأشقاء) بنوع من العاطفة أو من باب الكيد السياسي والإعلامي».

وأضاف: «المعلومات خطيرة والتحقيق هو الفيصل. الفيلم كشف خيوط إسقاط الطائرة السعودية في مأرب (شمالي اليمن)، واستهداف مسجد كوفل وعمليات أخرى، ووجود رابط بين العمليات وقناة العربية».

وباتت التحركات الإماراتية في اليمن، محل جدل واسع، وسط ارتفاع التحذيرات من أن تستغل مشاركتها ضمن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وقوات «صالح»، للسيطرة عليها.

وتعرف الإمارات جيدا أهدافها في اليمن، وفق المراقبين، الذين أشاروا إلى أنها تريد ضمان بقاء ثابت ومستدام للنفوذ الإماراتي على مضيق باب المندب، وتعزيز تواجدها في جزيرتي «سقطرى» و«ميون»، يحقق لها هذا الهدف، حيث تتحكم الجزيرتين في المضيق.

وللمضي قدماً في هذا المخطط، تسعى الإمارات إلى ضمان أن أية سلطة مستقبلية في الجنوب ستكون موالية لها؛ ولذلك تعمل على حرمان حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، من أي دور مستقبلي مؤثر في اليمن، وخاصة في الجنوب.

وتتطلب خطوة السيطرة على المضيق العمل على جانبه الآخر من ناحية القرن الأفريقي، وفي هذا الصدد يمضي المخطط الإماراتي بثبات وبتنسيق كامل مع مصر والولايات المتحدة ممثلا في قواعدها اللوجيستية والعسكرية في إريتريا والصومال.

أيضاً، يأتي السعي الإماراتي لتعزيز نفوذها في اليمن، وخاصة في باب المندب، ضمن جهودها مواجهة النفوذ الإيراني ومنع أن يتحول اليمن لقاعدة خلفية لإيران تهدد أمن الإمارات، وحتى تحرم أبوظبي طهران من أي نفوذ على باب المندب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن الإمارات السعودية التحالف العربي محمد بن زايد الحرب في اليمن اليمن.. كيد الأشقاء