تحول سوداني لافت.. من دعم مصر إلى تأييد إثيوبيا

الأربعاء 29 نوفمبر 2017 09:11 ص

ثمة تحول سوداني لافت في الموقف من أزمة سد النهضة الإثيوبي، من دعم القاهرة، إلى الانحياز لأديس أبابا، بل المشاركة في حماية السد من أي تهديدات مصرية.

وعلى الرغم من أن السودان دولة مصب في نهر النيل إلى جانب مصر، فإن موقفه تحول داخل المفاوضات، ليبدأ بالرفض والوقوف في معسكر القاهرة خلال العامين الأولين من مشروع إنشاء السد المائي، ثم إعلان التأييد والانحياز إلى موقف إثيوبيا خلال السنوات الأربع الماضية.

وتجلى ذلك التحول في أحدث تصريح لوزير الخارجية السوداني «إبراهيم غندور»، 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حين قال بوضوح إن مصلحة بلاده في سد النهضة الإثيوبية تتمثل في أن «السد يحفاظ على حصة مياه السودان التي كانت تذهب إلى مصر».

وأوضح «غندور» أن «مشكلة السودان كانت ولازالت في أنه لم يستخدم مياه النيل التي منحتها لها اتفاقية 1959 والتي كانت تذهب لمصر طوال السنوات الماضية».

ومضي قائلا: «مصر ستخسر مياه السودان التي كانت تذهب إليها؛ بفضل السد».

خلافات واتهامات

وعزا خبيران سياسيان سودانيان، سبب هذا التحول في موقف السودان إلى صراع مكتوم بين الخرطوم والقاهرة، وخلافات متفاقمة، إلى جانب تطلعاته في تحقيق مكاسب اقتصادية وتنموية من بناء السد الإثيوبي، بحسب «الأناضول».

وعارضت الخرطوم تشييد السد سنة 2011، خشية التأثير على حصتها المائية السنوية (18.5 مليار متر مكعب)، غير أن الرئيس السوداني «عمر البشير»، أعلن تأييده أواخر 2013، موضحا أنه سيوفر كهرباء رخيصة لبلده الذي يعاني نقصا في الطاقة.

والأسبوع الماضي، قال وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني، «معتز موسى»، إن بلاده «ستلتزم بالمسار العلمي والمهني، سبيلا أساسيا لحل كل التباينات في الرؤى والمواقف الخاصة بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي».

وقال سفير السودان لدى القاهرة، «عبد المحمود عبد الحليم»، في بيان الإثنين الماضي، إن «إعلان مصر تعثر المفاوضات يثير الشكوك حول مستقبلها (...)، وأن ذلك ليس في مصلحة القاهرة أو الأطراف المتفاوضة معها».

وأكد «عبدالحليم» أن «السودان له الحق في اتباع ما يراه مساندا لمصالح شعبه».

«حلايب وشلاتين»

وقال الخبير السوداني المتخصص في القانون الدولي، «حاتم إلياس»، إن الخيارات أمام مصر تنحصر في استكمال التفاوض أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، وفقا للاتفاقيات الدولية الخاصة بالممرات المائية المشتركة بين الدول.

ودعا «إلياس» القاهرة إلى التخلي عن ما سماه بـ«فوبيا (رهاب) مياه النيل»، والعودة مجددا إلى طاولة التفاوض واستثمار الفرصة للوصول لإدارة مشتركة للسد الإثيوبي.

وأرجع السفير السوداني المتقاعد، «الطريفي كرمنو»، التغير في موقف الخرطوم، إلى صراع مكتوم بين البلدين حيال ملفات أخرى (لم يذكرها).

واعتبر الصحفي والمحلل السياسي السوداني، «فيصل محمد صالح»، موقف بلاده من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي «رماديًا يشوبه الغموض».

ورجح «صالح» استناد بلاده في موقفها إلى مواقف سياسية وليست دراسات فنية، قائلا: «موقف الخرطوم يبدو كأنه رد فعل على العلاقات مع القاهرة، وهذا أمر غير سليم».

والخرطوم والقاهرة في الآونة الأخيرة ليستا على ما يرام بسبب التدخل السياسي المزعوم والنزاعات الإقليمية على منطقة «حلايب وشلاتين» الحدودية التي تخضع حاليًا للسيادة المصرية، وفى مايو/آيار الماضي اتهم الرئيس السوداني، «عمر البشير»، مصر، بتقديم الدعم العسكري للمتمردين في بلاده.

في المقابل، قدم رئيس الوزراء الإثيوبي، «هيلي مريام ديسالين»، تنازلات للخرطوم، ووعود بالاستفادة من السد، في سبيل إقناعها بالخطوة.  

وفي أغسطس/آب الماضي، بحث رئيس الوزراء الإثيوبي، مع المسؤولين السودانيين، وضع «خطة استراتيجية سودانية إثيوبية مشتركة لتأمين سد النهضة».

ووقتها صرح الرئيس السوداني «عمر البشير»، بأن بلاده اطمأنت تماما للتعديلات التي تمت على جسم سد النهضة، والتي أكدت على سلامة جسم السد، وأزاحت المخاوف بشأن انهياره.

  كلمات مفتاحية

مصر السودان إثيوبيا سد النهضة عمر البشير إبراهيم غندور

رسائل عتاب وتحذير على طاولة «شكري» و«غندور»