ماذا وراء تعيين «الشريان» رئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية؟

الأربعاء 29 نوفمبر 2017 06:11 ص

أصدر «عواد بن صالح»، وزير الثقافة والإعلام السعودي ورئيس مجلس هيئة الإذاعة والتلفزيون، الاثنين، قرارا بتعيين الإعلامي السعودي، «داوود الشريان»، رئيسا تنفيذيا للهيئة، وهو ما عده مغردون على «تويتر« بالإضافة إلى محللين ومتابعين جزءا لا يمكن فصله عن التغييرات المتلاحقة مؤخرا في المملكة.

وكان «الشريان» قدم استقالته من مجموعة «إم بي سي»، مطلع الشهر الجاري، حيث عرض برنامجه «الثامنة» لسنوات، وبثت الحلقة الأخيرة من البرنامج الشهير في 12 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، علما بأنه بدأ عام 2012، وتطرق إلى مواضيع سياسية واجتماعية عدة وأهم الأخبار في المملكة العربية السعودية.

كما أن عرض البرنامج على «إم بي سي» سيتواصل بعد رحيل «الشريان»، وفق ما أفادت المجموعة.

ومنذ استقالة «الشريان»، انتشرت شائعات عدة ترجح تعيينه رسميا في «هيئة الإذاعة والتلفزيون» التي تضم أكثر من 20 مؤسسة إعلامية تلفزيونية وإذاعية، إلى أن تأكد الخبر الاثنين.

وتذهب توقعات إلى وضع الخطوة في إطار إجراء تغيير واسع في الـسياسة الإعلامية السعودية، حيث يرى البعض أن السلطات تهدف إلى وضع «الشريان» تحت جناحها، خاصة أن برنامجه «الثامنة» أثار جدلا واسعا في البلاد، وتطرق إلى موضوعات حساسة، بينها تنظيم «الدولة الإسلامية»، بالإضافة إلى مناقشة قضايا فساد عدة.

ويقول خبراء ومغردون إنه لا يمكن فصل هذه الخطوة عن التغييرات المتتالية في السعودية، ومن ضمنها حملة الاعتقالات الواسعة الأخيرة، والتي أثارت قلقا من تقييد متزايد على الحريات عامة والإعلام خاصة. وكان بين المعتقلين رئيس مجلس إدارة «إم بي سي»، «وليد آل إبراهيم»، بالإضافة إلى إمبراطور الإعلام، مؤسس مجموعة «روتانا»، «الوليد بن طلال»، ورجل الأعمال مالك شبكة «إيه آر تي» التلفزيونية، الشيخ «صالح كامل».

وكما تؤكد مصادر أنه لا يمكن تجاهل مقاربة الرئيس التنفيذي لهيئة الثقافة والإعلام للأمور الدينية الحساسة في السعودية، وخاصة قضايا الجهاد والتطرف وغيرها، بعد تعيينه في منصبه الجديد، إذ هاجم، في يناير/كانون الثاني الماضي، الشيخ «محمد العريفي»، والشيخ «سلمان العودة» المعتقل حاليا، متهما الأخير بالتغرير بالشباب السعودي ودفعهم إلى «الجهاد» في سوريا.

لذا، قد يصب تعيينه مديرا تنفيذيا لـ«هيئة الإذاعة والتلفزيون» في إطار منحى جديد قد تعتمده المملكة في التعاطي إعلاميا مع القضايا الدينية ورجال الدين، خاصة أن ولي العهد «محمد بن سلمان» أعلن عن إصلاحات دينية في البلاد وإعادتها إلى «الإسلام المعتدل»، ولم تقنع خطوته كثيرين، واعتبرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، على سبيل المثال، «مجرد تسويق تجاري»، فهل يخدم تعيين «الشريان» هذا «التسويق»؟

يذكر أن تصنيف المملكة العربية السعودية انخفض 3 مراكز هذا العام، إلى المركز الـ168 من أصل 180 بلدا في مؤشر تصنيف حرية الإعلام الذي تصدره مؤسسة «مراسلون بلا حدود».

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان بن صالح الشريان هيئة الإذاعة والتلفزيون تسويق إسلام معتدل قضايا حساسة