إدانات واسعة لاحتجاز «شفيق»: الإمارات تمارس «بلطجة» ووصاية على حكم مصر

الأربعاء 29 نوفمبر 2017 08:11 ص

اعتبر ناشطون وسياسيون، إعلان رئيس الوزراء المصري الأسبق المرشح الرئاسي السابق «أحمد شفيق»، ترشحه للرئاسة، يقلب موازين القوة في البلاد، في مواجهة الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي».

وفي تغريدات لهم، اعتبر الناشطون، احتجاز الإمارات لأبوظبي، ومنعه من السفر والعودة للبلاد، بمثابة «بلطجة»، تشبه ما حدث مع رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» من قبل السعودية.

ترشح ومنع

وفي وقت سابق، قال «شفيق» في خطاب متلفز لـ«رويترز»: «أتشرف بأن أعلن عن رغبتي في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة في مصر لاختيار رئيسها للسنوات الأربع المقبلة»، مضيفا أنه سيعود لمصر خلال الأيام المقبلة.

وبعد ذلك بساعات، بث «شفيق»، خطابا متلفزا، قال فيه إن الإمارات تمنعه من العودة إلى بلاده، لأسباب لا يعرفها ولا يتفهمها، مضيفا: «رغم تقديري لاستضافتي الكريمة (يقيم في الإمارات منذ 2012) إلا أنني أرفض التدخل في شؤون بلادي، بإعاقة مشاركتي في ممارسة دستورية ومهمة وطنية».

وكان «شفيق» ترشح لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2012، أمام الرئيس السابق «محمد مرسي»، وبعد قليل من خسارته في الانتخابات، غادر مصر متوجها إلى دبي.

كسر جدار خوف

وغرد الإعلامي «أسامة جاويش»، بالقول: «إعلان الفريق أحمد شفيق ترشحه للرئاسة يقلب موازين القوة ويطرح تساؤلات عن دور إمارة أبوظبي في اختيار رئيس مصر المقبل».

وقال المستشار العلمي السابق بمصر «عصام حجي»، إن «ترشح أحمد شفيق وخالد علي، بداية لهدم جدار الخوف والسلبية في الانتخابات الرئاسية».

وأضاف: «سعيد بظهور المزيد من المرشحين الذين سيمثلون قوى الإصلاح، وبنيتهم للتشاور والتوافق لتقديم مرشح قوي»، لافتا إلى أنه «مخطئ من يظن أن هناك من يستطيع كبح رغبة المصريين في التغيير السلمي والحضاري».

أما الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، فعلق على إعلان ترشيح «شفيق»، بالقول: «أحمد شفيق أوعى من (الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) بمراحل، وقد يكون تورغوت أوزال الذي تنتظره مصر».

«الحريري» من جديد

بينما قال المفكر المورتاني «محمد مختار الشنقيطي»، إنه «يبدو أن شفيق هو حريري الإمارات.. البلطجة الدبلوماسية مستمرة».

وأضاف: «منع الإمارات لأحمد شفيق من السفر بعد إعلان ترشحه للرئاسة في مصر يدل على تراجع فظيع في مكانة مصر، وتحولها إلى حديقة خلفية لألاعيب سفهاء أبوظبي».

وتابع «الشنقيطي»: «سواء كان ترشح أحمد شفيق باتفاق مع الإمارات وحلف الثورة المضادة أم بمبادرة شخصية منه، فهو فرصة مهمة لخروج مصر من مأزقها الحالي، وتخليصها من غباء السيسي وجهالته».

أما الناشط الإماراتي «حمد الشامسي»، فغرد قائلا: «الحريري في السعودية وشفيق في الإمارات رهائن.. فرنسا فكت عقدة الحريري. لكن شفيق لا بواكي له».

فيما سخر الناشط المصري «وائل عباس»: «آلو برايز.. دلوقت الوضع اختلف. عندنا ثلاث مرشحين السيسي وشفيق وخالد علي، بس شفيق الإمارات حابساه».

وأضاف السياسي المصري «أيمن نور»: «منع سلطات الإمارات للفريق أحمد شفيق من السفر أو العوده لبلده دون سند قانوني هو جريمة في حق مواطن مصري بهدف منعه من حقوقه الدستورية، ويعيد لذاكرتنا مع حدث منذ أيام مع سعد الحريري مع فارق هام أن الحريري يحمل جنسية سعودية والفريق شفيق لا يحمل جنسيه الإمارات».

وتابع: «فقط هي بلطجة مرفوضة».

ولفت الناشط «عمرو»، إلى أن «أيام حسني مبارك كنا بنقول مفيش رئيس حييجي مش على مزاج أمريكا والصهاينة. دلوقتي نقدر نقول إن رئيس مصر لازم يكون علي مزاج أمريكا والصهاينة وآل سعود وعيال زايد».

وأشار الصحفي «عبدالمنعم محمود»، قائلا: «يبدو أن الإمارات والسعودية مبسطوين من فكرة احتجاز حلفاءهم».

أما الإعلامي «جمال ريان»، فتساءل: «مرة الحريري ومرة شفيق.. هل أصبحت السعودية والإمارات الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود؟».

وسبق أن اتهم مسؤولون لبنانيون، على رأسهم الرئيس «ميشال عون»، السعودية، بوضع «الحريري» قيد الإقامة الجبرية في الرياض وإجباره على الاستقالة لاستغلال ملفه في خصومتها مع إيران في لبنان والمنطقة.

فيما علق الكاتب الصحفي «جمال سلطان»، على ترشح «شفيق» من زاوية أخرى بالقول: «من الواضح أن إعلان الفريق أحمد شفيق ترشحه للرئاسة سبب صدمة وإرباكا في دوائر عليا، والأذرع الإعلامية للسلطة ولجانها الإلكترونية في حالة كمون وانتظار للتعليمات».

عرض إماراتي سابق

وفي وقت سابق الشهر الجاري، نفى حزب الحركة الوطنية المصرية، الذي يترأسه «شفيق»، ما تردد عن وجود عرض إماراتي بعودته إلى القاهرة، مقابل عدم ترشحه للرئاسة العام المقبل، في مواجهة الرئيس «عبدالفتاح السيسي».

وتضمن العرض الذي قدمته أبوظبي لـ«السيسي»، «عدم ترشح شفيق خلال الانتخابات المقبلة، مقابل عودته إلى مصر مرة أخرى دون أن يعترضه أحد أو يلفق له اتهامات جديدة».

ووفق صحيفة «العربي الجديد»، فإن «قادة الإمارات أبلغوا الرئيس المصري بذلك، لكن السيسي رفض ذلك قبل أن تنتهي الانتخابات الرئاسية المقبلة». 

وطلب «السيسي» من أبوظبي تحذير «شفيق» من التعليق على الأحداث في مصر، أو توجيه أي هجوم أو انتقاد لطريقة إدارة البلاد.

وحصل «شفيق» فى الانتخابات الرئاسية التى واجه خلالها «محمد مرسي» عام 2012، على ما يقرب من 13 مليون صوت.

وبحسب المادة 140 من الدستور المصري، «تبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بـ120 يومًا على الأقل (أي في يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط المقبلين)، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل».

ومبكرا، أطلقت دوائر استخباراتية وأمنية في مصر، حملة «علشان تبنيها» لدعم ترشح «السيسي» لولاية ثانية حتى 2022، والتوقيع على استمارات لهذا الغرض، على غرار «تمرد» التي موّلتها الإمارات، وتم استخدامها لتبرير الانقلاب على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب للبلاد، منتصف العام 2013.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شفيق الرئاسة انتخابات مصر السيسي الإمارات الحريري