عداوة المنتخبات في كرة القدم، عادة ما تتسبب فيها أحداث تأتي من خارج المستطيل الأخضر، كالأزمات السياسية والحروب وغيرها، بينما العداوة والكراهية بين منتخبي البرازيل والأرجنتين تسببت فيها أحداث داخل الملعب، فكل مباراة تجمعهما أشبه بالمعركة الحربية.

فمع انتشار كرة القدم في أوائل القرن العشرين في البلدين، كانت العلاقة بين المنتخبين جيدة، وخاضا معا بطولة كأس «ريكو» عام 1913 بروح رياضية عالية، وكان عدو الأرجنتين منتخب أوروجواي الذي تغلب عليه في أولمبياد 1928، وكأس العالم 1930.

وكان بداية العداوة بين البرازيل والأرجنتين يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 1920، في مباراة ودية أقيمت بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وانطلقت بمشاركة 8 لاعبين من كل جانب بسبب رفض بعض اللاعبين البرازيليين اللعب بعدما أهانتهم الصحف الأرجنتينية ووصفتهم بـ«القردة الصغيرة».

وفي عام 1937، ببطولة كوبا أمريكا، هتفت الجماهير الأرجنتينية قائلة: «ماكاكيتوس» -أحد فصائل القرود- في إشارة عنصرية إلى المنتخب البرازيلي.

وفي كأس العالم 1978، وقع المنتخبان في مجموعة واحدة، وفي الجولة الأولى فازت البرازيل على بيرو 3-0 وتغلب الأرجنتين على بولندا 2-0، قبل أن يلتقي البرازيل والأرجنتين معاً وتنتهي المواجهة بينهما بالتعادل السلبي.

وفي الجولة الأخيرة من المجموعة فازت البرازيل على بولندا 3-1، قبل أن تقام مواجهة الأرجنتين وبيرو وكانت الأولى في حاجة للفوز بأربعة أهداف على أقل تقدير من أجل التأهل إلى المباراة النهائية حسب نظام البطولة آنذاك، وكانت المفاجأة أنها فازت بنتيجة 6-0.

وأشارت الصحافة البرازيلية بأصابع الاتهام إلى حارس مرمى منتخب بيرو والمولود في الأرجنتين، كما اتهمت النخبة العسكرية التي كانت تحكم الأرجنتين آنذاك بالتواطؤ وعقد اتفاقية مع حكومة بيرو لتحسين صورة الأرجنتين عالميا بسبب الديكتاتورية خاصة أنها الدولة المستضيفة للبطولة وتسعى لإسعاد شعبها وإبعاده عن الوضع السياسي السيء.

وأوضحت الصحف البرازيلية أن الاتفاق بين الجانبين يقضي بحصول بيرو من الأرجنتين على كميات كبيرة من القمح بجانب رشوة مالية 50 ألف دولار للاعبي منتخب بيرو.

أما في كأس العالم 1990، بالولايات المتحدة كانت فضيحة «الماء المقدس» حيث التقى المنتخبان بدور المجموعات وهي آخر مواجهة جمعتهما بالمونديال حتى الآن، وحينها فازت الأرجنتين بنتيجة 1-0، وعقب المباراة ثار الكثير من الجدل بعدما صرح البرازيلي «برانكو» الذي كان مكلف بمراقبة الأسطورة الأرجنتينية «مارادونا» بأنه شعر بالنعاس بعدما منحه أحد أعضاء الجهاز الطبي للمنتخب الأرجنتيني زجاجة ماء أثناء توقف اللعب لعلاج أحد اللاعبين الأرجنتينيين، متهماً إياه بوضع مادة مهدئة بها.

وتواجه البرازيل والأرجنتين عبر تاريخهما في 104 مباراة فازت البرازيل في 40 مباراة مقابل 38 لصالح الأرجنتين، فيما سيطر التعادل على 26 مباراة، وأحرز السيليساو 162 هدفاً بينما سجل راقصو التانجو 160 هدفاً.

وعادة ما تتسم مباريات البرازيل والأرجنتين بالقوة والحماس الشديدة التي تصل في بعض الأحيان إلى العنف الزائد، وكثيرا ما تعرض لاعبون لإصابات بالغة خلال المواجهات التي تجمعهما كان أبرزهم قائد المنتخب الأرجنتيني «سولوموا» الذي تعرض لكسر خطير في الساق بعد تدخل عنيف من لاعب المنتخب البرازيلي «جيرو روز» ما تسبب في اعتزاله اللعب نهائيا.