انتشرت قوات أمريكية، الأربعاء، في كركوك المتنازع عليها، في نطاق خطة لإحياء إدارة أمنية مشتركة للمدينة.

وقال شهود عيان من أهالي المدينة، إن قافلة تابعة للجيش الأمريكي تحمل مئات من الجنود وأسلحة متوسطة ومعدات دخلت كركوك من محافظة أربيل.

وأكدت مصادر عسكرية حكومية، أن تحرك القوات الأمريكية كان بالتنسيق مع القوات العراقية، وأن هدف التحرك هو تأسيس غرفة عمليات مشتركة تضم، إضافة إلى الجيش الأمريكي، قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية، وفقا لـ«الحياة».

وأنزلت طائرات نقل أمريكية كبيرة جنودا في قاعدة «كي-1» التي ستكون مركزا للقوات الأمريكية، بعدما كانت تلك القوات انسحبت منها في 13 الشهر الماضي قبيل دخول قوات عراقية برفقة فصائل «الحشد الشعبي».

وأعلن عضو البرلمان العراقي عن «الاتحاد الوطني الكردستاني» محمد عثمان، أن القوة الأمريكية التي وصلت إلى كركوك غرضها حماية أمن المحافظة.

وأضاف أن «قوة أمريكية كبيرة يبلغ قوامها أكثر من 40 سيارة همر تمركزت في كركوك ليلا»، مضيفا أن «إرسال قوات التحالف عبر البر والجو إلى المحافظة لا يزال مستمراً».

وزاد: «يوجد أكثر من 9 آلاف جندي أمريكي في العراق، يتم تحريكهم وفق الحاجة». وأكد أن «استقدام هذه القوة إلى كركوك يهدف إلى الحفاظ على أمن المحافظة».

ويعكس هذا التطور قلقا أمريكيا يتنامى في الآونة الأخيرة من عدم قدرة القوات العراقية والكردية على تطبيع العلاقة في ما بينهما في كركوك، في ضوء اعتراضات كردية مستمرة على إقصاء دورها في حماية أهالي المدينة الذين تؤكد الحكومة الكردية هجرة عشرات الآلاف منهم من كركوك وقضاء طوزخرماتو إلى إقليم كردستان.

يشار إلى أن قوات «البيشمركة» (حرس إقليم شمال العراق) و«الآسايش» (أمن الإقليم)، كانتا تسيطران كليا على إدارة الملف الأمني داخل كركوك حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين سيطرت القوات العراقية على المحافظة.

وتصاعد التوتر بين العراق وإقليم الشمال «كردستان»، عقب إجراء الأخير استفتاء الانفصال عن العراق في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية على عدم دستوريته.

وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية بدأتها في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها كركوك، دون أن تبدي «البيشمركة» مقاومة.