أذرع «السيسي» الإعلامية تهاجم «شفيق»: طعن مصر في ظهرها

الخميس 30 نوفمبر 2017 11:11 ص

هاجمت الأذرع الإعلامية للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق «أحمد شفيق»، عقب إعلانه عزمه خوض انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.

وعبر المحطات التليفزيونية المؤيدة لنظام «السيسي»، هاجم إعلاميون مقربون من النظام، «شفيق».

وأمس، قال «شفيق» في خطاب متلفز لـ«رويترز»: «أتشرف بأن أعلن عن رغبتي في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة في مصر لاختيار رئيسها للسنوات الأربع المقبلة»، مضيفا أنه سيعود لمصر خلال الأيام المقبلة.

وبعد ذلك بساعات، بث «شفيق»، خطابا متلفزا عبر فضائية «الجزيرة»، قال فيه إن الإمارات تمنعه من العودة إلى بلاده، لأسباب لا يعرفها ولا يتفهمها، مضيفا: «رغم تقديري لاستضافتي الكريمة (يقيم في الإمارات منذ 2012) إلا أنني أرفض التدخل في شؤون بلادي، بإعاقة مشاركتي في ممارسة دستورية ومهمة وطنية».

فيما أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي «أنور قرقاش»، عبر «تويتر»، عن «أسف بلاده لقيام الفريق شفيق برد الجميل لبلاده بالنكران»، مؤكدا أنه «لا يوجد عائق لمغادرة شفيق الدولة».

أزمة «الجزيرة»

الإعلامي المقرب من النظام «عمرو أديب»، أبدى «استغربه بشدة» من تصريحات «شفيق» بشأن منعه من مغادرة الإمارات، متهكمًا «الآن الإمارات تتدخل في الشأن المصري؟ وأنت (شفيق) فيها (تقيم بها) منذ 5 سنوات».

ويقيم «شفيق» في الإمارات، منذ خسارته الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الأسبق «محمد مرسي» في 2012.

وتساءل «أديب»، عبر برنامجه المذاع على فضائية «ON E» (خاصة): «لماذا اختار شفيق (فضائية) الجزيرة ليختصها بفيديو حصري؟»، ووجه حديثه لـ«شفيق»: «الإمارات ظلت تأكل وتشرب وتنام فيها 5 سنوات (...) الإماراتيون يشعرون بالألم حينما تظهر على الجزيرة بالتحديد».

وتعد الإمارات أبرز حليف وداعم لنظام «السيسي»، ورحبت بانقلابه حين كان الأخير وزيرا للدفاع، ضد نظام «مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بالبلاد، في 3 يوليو/ تموز 2013، بعد مضي عام واحد على حكمه.

كما تشكل الإمارات ودول مصر والبحرين والسعودية تحالفًا يحاصر قطر، بدعوى دعمها لـ«الإرهاب»، وهو ما تنفيه الأخيرة، وطالبوا في أكثر من مرة بغلق قناة «الجزيرة»، وهو ما اعتبرته الدوحة تدخلاً في شؤونها الداخلية.

سقطة

وفي السياق ذاته، هاجم الإعلامي والبرلماني المصري «مصطفى بكري»، «شفيق»، معتبرا أن حديثه إلى قناة «الجزيرة»، يمثل «سقطة في حق مصر لن تغتفر»، وقال: «كنت أتمنى أن ينأي الفريق شفيق بنفسه عن ذلك».

وغرد «بكري» عبر «تويتر»: «لسنا ضد أن يترشح شفيق كيفما يشاء، ولكن لا يجب أن يتحول الأمر إلى خنجر في ظهر الوطن».

وتابع: «أحمد شفيق ابن المؤسسة العسكرية ويدرك أن الوطن يخوض حربا عاتية ضد المتآمرين في الداخل والخارج، فحذار من أن تكون أداة لهذا المخطط في يد هؤلاء المتآمرين».

كما استنكر الإعلامي «أحمد موسى»، عبر برنامجه بفضائية «صدى البلد» (خاصة)، بيان الفريق «شفيق» بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة عبر قناة «الجزيرة».

وقال إن «لجوء الفريق أحمد شفيق لدولة قطر وقناة الجزيرة جريمة ويمحو تاريخه».

بدورها، أفردت صحيفة «اليوم السابع» (خاصة)، تقريرًا عن إعلان «شفيق» الترشح للرئاسة، والذي اعتبرته «سقطة تكشف وجهه الحقيقي».

وقالت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، تحت عنوان «أحمد شفيق يلجأ للجزيرة في الهجوم على الدول العربية»، إنه «لم يكن غريبا أن يهاجم شفيق، الإمارات، التي استضافته عدة سنوات وأكرمته بعدما خرج من مصر خائفا من حكم جماعة الإخوان».

تضامن المعارضين

في المقابل، لاقى إعلان «شفيق» ترشحه للرئاسة، تضامنًا كبيرًا من معارضين، كان أبرزهم المرشح الرئاسي السابق «أيمن نور».

وقال «نور»، في تصريحات صحفية،: «لا أتصور أن نفوذ السيسي وصل إلى حدود مطارات أبوظبي»، في إشارة إلى حديث شفيق عن منعه من مغادرة الإمارات.

وأضاف: «ندين ما حدث وهذا يعد استمراراً لتدخل الإمارات في الشأن المصري».

ولفت عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل المعارضة «شريف الروبي»، في تصريحات صحفية، إن «شفيق لا يجرؤ أن يأخذ قرار الترشح بدون دعم من قيادات المؤسسة العسكرية .. والحركة لم تتخذ موقفاً من دعمه حتى الآن».

و«شفيق» وصيف «مرسي»، برئاسيات 2012، وحصل على أكثر من 12 مليون صوت (49% من أصوات الناخبين)، قبل أن يغادر البلاد إلى الإمارات عقب إعلان خسارته.

وسبق أن وجهت السلطات المصرية لـ«شفيق» عدة تهم بـ«الفساد»، نال البراءة في أغلبها وأسقطت أخرى، قبل أن ترفع اسمه من قوائم الترقب والوصول في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وكانت صحيفة «الأخبار» الحكومية أكدت، نقلًا عن مصادر لم تسمها، أن «الهيئة الوطنية للانتخابات (مستقلة) ستحدد الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية نهاية ديسمبر/كانون أول المقبل، بالتنسيق مع الإدارة العامة للانتخابات بوزارة الداخلية».

ولم يحسم «السيسي»، موقفه من الترشح لولاية ثانية وأخيرة (حسب الدستور)، غير أنه يعد من أبرز المرشحين المحتملين.

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كشف «السيسي» في حوار مع قناة شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، أن انتخابات الرئاسة ستجري خلال مارس/ آذار، أو أبريل/نيسان المقبلين.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

أحمد شفيق انتخابات الرئاسة الترشح للرئاسة الجزيرة قطر حصار قطر أيمن نور المعارضين السيسي