في الوقت الذي يسعى فيه النظام السوري لتلميع صورة القيادي في «الحرس الثوري الإيراني»، اللواء «قاسم سليماني»، عبر إبراز دوره في المعارك الدائرة هناك، تعمل موسكو على تهميش دوره.
وفي هذا الصدد، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، قبل أيام، إن العميد الركن «سهيل حسن»، القيادي البارز في جيش النظام، هو من قاد المعارك في مدن حلب (شمال غرب) وحماة وحمص (غرب) ودير الزور والبوكمال (شرق) وباقي المناطق، وليس «سليماني».
في المقابل، وفي محاولة على ما يبدو لتلميع الجنرال الإيراني، نشر حساب «مراسلون سوريون»، التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون للنظام السوري، مقطع فيديو يظهر تفقد «سليماني» للقوات الإيرانية المتواجدة على أطراف مدينة «الميادين» (شرق).
وفي نهاية الفيديو، سأل أحد المقاتلين الإيرانيين «سليماني» مستغرباً عن دوره وما يفعله هناك، قائلا له باللغة الفارسية «فرمانده توئي؟!»؛ أي «هل أنت القائد؟!»
وظهر «سليماني» في بداية الفيديو، وكأنه يعطي تعليمات للمقاتلين الإيرانيين، وفي مقطع آخر من الفيديو يرسم بعض العلامات على خريطة منطقة.
ويحاول النظام الإيراني من خلال الدعاية الواسعة أن يصور «سليماني» بأنه بطل معركة محاربة «الإرهاب»، وأن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا تمت بفعل قيادته.
«سليماني»، من جانبه، يعمل على تهميش الدور الروسي في هزيمة «الدولة الإسلامية» بسوريا.
ففي نوفمبر/تشرين ثاني المنصرم، اكتفى «سليماني»، بتوجيه الشكر إلى الميليشيات الموالية لإيران والحكومتين العراقية والسورية، بالانتصار على التنظيم، متجاهلا ذكر أي دور للتحالف الدولي أو روسيا.
ولم يكسب الجنرال «سليماني» الشهرة العالمية إلا بعد دخول «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري الإيراني»، الذي يقوده، الحرب السورية إلى جانب القوات جيش النظام ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ حيث ذاع صيت الجنرال في سوريا والعراق.
