فيلم «رجل نزيه».. الفن يواجه الفساد في إيران

الجمعة 1 ديسمبر 2017 07:12 ص

قال المخرج الإيراني «محمد رسولوف» العالق في بلاده إن «الفساد واقع يومي في إيران، ويطبع المجتمع برمته»، وهو ما يتناوله في فيلمه الأخير «رجل نزيه»، حسب مقابلة مع وكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت.

وفي الفيلم الطويل الذي يخرج، الأربعاء، إلى صالات العرض الفرنسية، يروي المخرج قصة «رضا»، وهو رجل يعيش حياة بسيطة ويحاول محاربة الفساد في شركة خاصة تدفع سكان بلدة الى بيع ممتلكاتهم.

وقال «رسولوف» إن «الفساد يخترق كل الطبقات الاجتماعية» في إيران، وهو بات الآن غير قادر على مغادرة بلده؛ فقد صادرت السلطات الإيرانية جواز سفره منتصف سبتمبر/أيلول الماضي أثناء عودته من مهرجان «تيلورايد» الأمريكي حيث عرض فيلمه هذا؛ ولذا عجز المخرج عن التوجّه إلى فرنسا للترويج لفيلمه كما كان مقررا.

وهو يرى أن «الفساد واقع يومي» في بلده، تخترق المجتمع «من أدنى السلّم الاجتماعي إلى قمة هرم السلطة».

ويتوافق كلام المخرج مع بيانات منظمة الشفافية الدولية التي تعطي إيران درجة 29%، أي ما يدلّ على فساد كبير.

وهذا الواقع هو ما أراد المخرج تصويره في فيلمه الجديد، وقد سبق أن تناول في أعمال أخرى ملامح خفيّة من المجتمع الإيراني.

ويواجه المخرج اتهامات قد تصل عقوبتها إلى السجن ست سنوات، وهي القيام بـ«نشاطات تهدد الأمن القومي» و«الدعاية ضد النظام».

ويعلّق المخرج: «المجتمع الإيراني فقد مثقّفيه بين من دخلوا السجن أو أجبروا على الصمت أو غادروا البلاد».

وفي العام 2011، حكم على المخرج بالسجن سنة بعد إدانته بتهمة القيام بـ«نشاطات تهدد الامن القومي» و«الدعاية» ضد النظام في حين حكم على السينمائي «جعفر بناهي» بالسجن ست سنوات بناء على التهم نفسها.

وكان الحكم على الرجلين أثار موجة إدانة في الغرب.

ويقول «رسولوف»: «أنا في حالة ضبابية، لا أعرف ما سيجري، لكنني لا استسلم»، مؤكدا أنه يعمل على أفكار جديدة.

وأطلقت شركة الإنتاج «إيه آر بي» بيانا للتوقيع على موقع «تشاينج.أورغ» للمطالبة بمنح «رسولوف» حقّه في العمل وحرية الحركة.

ويعلّق «رسولوف» على الحملات الداعمة له، قائلا: «لولا الدعم من الخارج لكان حالي أسوأ.. شعوري بأن الناس لم ينسوني وأن فيلمي يُعرض، هذا ما ينقذني».

قامعون ومقموعون

وبرأيه فإن الإيرانيين ملّوا من هذا الواقع، وهم يريدون أن يخرجوا منه ولكن لا يستطيعون؛ لأن الفساد أصبح نظاما قائما.

ويشدد المخرج على أن «هذا النظام يجبركم على أن تكونوا فاسدين حتى وإن كان الفساد بغيضا في نظر المحيطين بي».

ويضيف: «الناس يتحوّلون إلى قامعين ومقموعين في آن واحد».

ويتصدّى «رضا»، بطل فيلم «رجل نزيه»، لمصالح شركة نافذة لديها أطماع في أرضه، ويلقى في معركته مساندة زوجته في المراحل الأولى، ويتشبّث بمبادئه، لكن الأبواب تُغلق في وجهه واحدا تلو الآخر فتتغيّر أحواله.

وفي مايو/أيار الماضي عُرض الفيلم في مهرجان «كان»، وفاز بجائزة فئة «نظرة ما»، لكن الفيلم محجوب عن الجمهور الإيراني، ويؤكد مخرجه: «ليس من المتوقّع أن يعرض في إيران فيما أنا أنتظر المحاكمة».

  كلمات مفتاحية

إيران رسولوف رجل نزيه الفساد سينما السينما الإيرانية