صحفي إسرائيلي من أبوظبي يشيد بانفتاح الإمارات على بلاده

السبت 2 ديسمبر 2017 05:12 ص

أشاد صحفي إسرائيلي زار أبوظبي، بـ«انفتاح الإمارات بعد عقود من الانغلاق»، مؤكدا أنه «بعد 46 سنة على تأسيس الاتحاد بدأت ثورة ثقافية حقيقية وسمح لليهودية بالحضور».

وأوضح الصحفي «الداد باك» في مقال له على صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن «الأنباء الأولى عن المذبحة التي نفذت في المسجد في سيناء يوم الجمعة الماضي وصلتني في أثناء زيارتي الأولى في متحف لوفر أبوظبي، الذي فتح أبوابه فقط قبل أسبوعين بعد خمس سنوات من الموعد المخطط لافتتاحه».

وتابع «عدت إلى المتحف (...)، وبحق كبير: المعرض الحالي الذي يقام فيه يفتح صفحات التأريخ الإنساني، من خلال انفصالها عن وجهة النظر المركزية الذاتية للغرب، في الأساس أوروبا، وتعطي سياقا عالميا لتطور الثقافة الإنسانية مع إعطاء تجديد معين للشرق الأوسط والإسلام، لكن ليس من خلال تحويلها إلى مركز الأحداث العالمية».

وأضاف «الإماراتيون يصممون على تحويل الاتحاد إلى مفترق طرق للفن العالمي، وفتح العالم العربي أمام الثقافات الأخرى، في الوقت الذي يقوم فيه في سيناء نشطاء داعش بقتل عشرات المصلين الصوفيين، فقط بسبب انتمائهم لمذهب آخر من مذاهب الإسلام الذي هو مرفوض من قبلهم».

واستدرك «تجولت في قاعات لوفر أبو ظبي، نساء يلبسن النقاب وينظرن باهتمام كبير إلى تماثيل رجال ونساء عراة من الغرب، وقطع فنية للفن الحديث المتمرد من عوالم أكثر تحررا، من دون أن يخطر ببال أحد المس بهذه المعروضات بسبب انتهاك حرمة الإسلام».

وأضاف «يمكنك أن تشاهد بسهولة نساء يضعن الخمار ورجالا ملتحين يلبسون الجلابيات البيضاء والكوفيات على رؤوسهم، يشاهدون باهتمام كبير شيئا محميا بوساطة زجاج سميك. وحارسا شديد القسمات يشرف على ما يحدث حول المعروض الأول في غرفة الكتب المقدسة القديمة للديانات الثلاث التوحيدية. هذه هي التوراة التي كتبت في اليمن في 1498 ـ أحد المعروضات الأولى في المتحف».

وأكد أن «هناك سلسلة معارض مشهورة والتي ستفتح أبوابها في قرية المعارض المستقبلية في أبوظبي، واحد منها سيكون معرض غوغن هاين، (معرض يهودي) وهو الأول الذي سيقام في الشرق الأوسط والأكبر في العالم، حسب البرنامج الأصلي أيضا هذا المعرض كان يجب أن يكون مفتوحا أمام الجمهور الواسع، لكن بنائه ما زال بعيدا عن نهايته وموعد افتتاحه ما زال مجهولا».

وأشار إلى أن «عددا من الذين تحدثوا معي فسروا التأخير بأنه ما زال من الصعب على العالم العربي استيعاب وجود معرض له اسم يهودي»، مضيفا «الناس هنا غير معتادين على العلاقة مع اليهود»، قال أحد المحليين، «لأنه لا يوجد في الإمارات أو السعودية أية جالية يهودية واليهود الذين جاءوا إلى هنا عند فتح الإمارات أمام التجارة والاسثمارات من أرجاء العالم يخفون بشكل عام يهوديتهم، أيضا من أجل عدم ربطهم بإسرائيل».

وتابع الكاتب الإسرائيلي «لذلك تأتي أهمية تضمين قطع يهودية في المعرض وفي معروضات اللوفر الذي يثير الاهتمام الكبير في أوساط الجمهور المحلي والعالم العربي القريب والبعيد، حتى لو كان التطرق لليهودية في معرض لوفر أبوظبي هو تطرق متواضع جدا، فلا شك أن الأمر يتعلق ببداية ثورة: بعد عشرات السنين من الكراهية والإقصاء والتجاهل يتم إعادة اليهودية إلى قلب العالم العربي».

وقال «ما زالت هناك قيود واضحة جدا على الانفتاح التدريجي على اليهودية، النزاع على الأرض المقدسة، الانشغال باليهودية هو أمر ديني كمركز المهم للمسيحية والإسلام، لا يوجد هنا سياسة، قريبا من التوراة التي كتبت في اليمن هناك عرض محوسب مدهش يشرح بالتفصيل عرف كتابة كتب التناخ. وهناك مقارنة أيضا بين ثقافة تفسير الكتب المقدسة اليهودية والكتب الإسلامية».

وأكد أن «بن زايد من مواليد 1961 ينتمي للجيل الأوسط لزعماء العالم العربي وليس للشباب من بينهم، لكنه يتبع سياسة مصممة على الانفتاح على العالم وليبرالية نسبيا، التي تم التعبير عنها بنمط حياة متسامح جدا في أرجاء الإمارات».

واختتم الصحفي الإسرائيلي مقاله قائلا، «حتى نهاية السنة يتوقعون في أبوظبي وصول 4 ملايين سائح، حيث تحولت إلى أحد الأماكن الأهدأ والأكثر أمنا في الشرق الأوسط الدموي والذي يغلي».

وتثير سياسات الإمارات جدلا واسعا في المنطقة؛ فهي -حسب مراقبين- تدعم الثورات المضادة للربيع العربي والأنظمة القمعية في مصر وليبيا وتونس، كما تعادي جماعات الإسلام السياسي التي أوصلتها العملية الديمقراطية إلى الحكم في بعض الدول بعد عام 2011، وتتبنى علاقات وثيقة مع (إسرائيل)، ويعتبر «حماس» المقاومة للاحتلال الإسرائيلي «حركة إرهابية».

كما تشير تقارير إلى أن الإمارات هي التي حرضت ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، على افتعال الأزمة مع قطر، فضلا عن دعم المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا منتصف يوليو/تموز 2016.

يذكر أن رسائل البريد الإلكتروني المخترقة لسفير الإمارات في واشنطن «يوسف العتيبة» التي تم نشرها في سبتمبر/ أيلول الماضي، كشفت عن ملامح العلاقة الوثيقة بين الإمارات و(إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

متحف لوفي أبوظبي الإمارات إسرائيل العلاقات الإماراتية الإسرائيلية