تحقيقات الاتصال بروسيا تطال «ترامب» نفسه.. وصهره «كوشنر» أكثر المتورطين

السبت 2 ديسمبر 2017 06:12 ص

اعترف مستشار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب السابق للأمن القومي «مايكل فلين» الجمعة بالكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بشأن روسيا ووافق على التعاون مع ممثلي الادعاء الذين يحققون في تصرفات الدائرة الداخلية لترامب قبل توليه مهام منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال العضو الديمقراطي في اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي «جيري نادلر» إن إقرار «فلين» بالذنب يشير إلى أن هناك أدلة تكفي وزيادة لتكون أساسا لتحقيق في الكونغرس يستهدف الرئيس ترامب.

كما قال النائب العام السابق «بريت بهرارا» إن فريق مولر يدقق في كل فرد في الحملة حتى الرئيس الأمريكي نفسه.

وأثار هذا التحول السريع في الأحداث مزيدا من التساؤلات بشأن تصرفات صهر «ترامب» «جاريد كوشنر».

وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) وضع «كوشنر» أحد كبار مستشاري «ترامب» قيد التحقيق فيما يتعلق بالتعامل مع روسيا.

وقال أشخاص على دراية بالتحقيق إن «كوشنر يخضع للتحقق بسبب لقاءاته في ديسمبر/ كانون الأول وتعاملاته المحتملة مع السفير الروسي ومصرفي من موسكو.

و«كوشنر» هو المسؤول الوحيد من البيت الأبيض المعروف بأنه يعتبر شخصا رئيسيا في التحقيق.

ويبحث (إف.بي.آي) وعدد من لجان الكونغرس ومستشار عينته وزارة العدل في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 وفي العلاقات المحتملة بين حملة «ترامب» الرئاسية ومسؤولين روس يسعون للتأثير على الانتخابات.

ويعصف الجدل بإدارة «ترامب» منذ أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «جيمس كومي» في مايو/ أيار الماضي. ونفت موسكو مرارا المزاعم وينفي «ترامب» أي تواطؤ مع روسيا.

وأبلغ مسؤولون (إن.بي.سي نيوز) بأن الاهتمام بكوشنر لا يعني أن المحققين يشتبهون به أو يعتزمون توجيه اتهام له.

وقالت «جيمي جورليك»، وهي واحدة من محاميي كوشنر، في بيان إن موكلها سيتعاون مع التحقيق.

وأضافت «سبق أن تطوع السيد كوشنر بإطلاع الكونغرس على ما يعرف بشأن هذه الاجتماعات. سيفعل الشيء نفسه إذا جرى الاتصال به فيما يتعلق بأي تحقيق آخر».

ولم يرد (إف.بي.آي) ولا البيت الأبيض على طلب للتعليق.

واعترف «فلين» الجمعة بالكذب بشأن مطالبة السفير الروسي بالمساعدة بتأجيل تصويت في الأمم المتحدة كان ينظر إليه على أنه يضر بـ(إسرائيل). وقالت مصادر إن مسؤولا كبيرا جدا طلب من «فلين» الاتصال بروسيا ودول أخرى للتأثير على أصواتهم.

وأصبح «فلين» أول عضو في إدارة «ترامب» يعترف بارتكاب جريمة كشف عنها التحقيق الخاص في محاولات روسيا المزعومة للتأثير على انتخابات 2016 وتواطؤ مساعدي «ترامب المحتمل.

واعترف «فلين»، وهو عضو كبير سابق في حملة ترامب الانتخابية، في محكمة بوسط واشنطن بأنه قدم تصريحات كاذبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في يناير/ كانون الثاني بشأن اتصالات أجراها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة آنذاك سيرغي كيسلياك.

وعندما سأله القاضي بالمحكمة الجزئية الأمريكية «رودولف كونتريراس كيف خطط للحديث في قاعة المحكمة المكتظة أجاب الجنرال المتقاعد «مذنب... سيادتكم“.

ويمثل قرار «فلين» التعاون مع التحقيقات تطورا كبيرا في تحقيق يلازم إدارة «ترامب منذ توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني.

البيت الأبيض يرد

في المقابل، قال محامي البيت الأبيض «تاي كوب في بيان الجمعة «لا شيء بخصوص الاعتراف أو التهمة يدين أحدا غير السيد «فلين»“.

وذكر ممثلو الادعاء أن «فلين» وكيسلياك ناقشا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على موسكو وتصويت مجلس الأمن الدولي الذي ينظر إليه على أنه يضر بـ(إسرائيل).

واعترف «فلين» لاحقا بأنه أبلغ مسؤولي مكتب التحقيقات كذبا بأنه لم يطلب من السفير الامتناع عن تصعيد الخلاف الدبلوماسي بشأن العقوبات.

وكانت إدارة الرئيس السابق «باراك أوباما» فرضت عقوبات على روسيا بشأن تدخلها المزعوم في الانتخابات.

وقال ممثلو الادعاء في وثيقة قضائية إن «فلين» استشار أحد كبار أعضاء فريق ترامب الانتقالي بشأن ما إذا كان في الإمكان التواصل مع السفير الروسي بشأن العقوبات الأمريكية.

وقالت الوثيقة «اتصل فلين بالسفير الروسي وطلب ألا تصعد روسيا الموقف وأن ترد فقط على العقوبات الأمريكية بطريقة متبادلة».

وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أي قبل يوم واحد من قول الادعاء إن مكالمة جرت بين مساعدي «ترامب، قلل «ترامب علنا من أهمية معاقبة روسيا بزعم اختراقها الإلكتروني للحزب الديمقراطي.

وأجبر «فلين»، الذي يواجه عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات، على ترك منصبه بالبيت الأبيض في فبراير/ شباط بعدما تكشف أنه ضلل مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي بشأن محادثات مع السفير الروسي.

ونفت موسكو ما توصلت إليه أجهزة المخابرات الأمريكية من أن روسيا تدخلت في الحملة الانتخابية لمحاولة دعم ترامب. ونفى «ترامب» أي تواطؤ من جانب حملته ووصف تحقيق «مولر بأنه حملة ملاحقة.

والأسئلة المطروحة حاليا في أروقة العاصمة الفيدرالية هي التالية: ما هي المعلومات التي تعهد هذا الجنرال السابق بنقلها إلى المحققين؟ وإلى أي حد سيذهب في محاولته الإفلات من السجن؟ وهل سيتهم مباشرة مقربين من ترامب أو حتى الرئيس نفسه؟

و«فلين» هو رابع شخص من الأوساط المقربة من الرئيس الأمريكي، الذي يتهمه المدعي العام «روبرت مولر» بعد «بول مانافورت» المدير السابق لحملة «ترامب».

ويحاول «ترامب» بدعم من عدة نواب جمهوريين وبعض أوساط المحافظين تحويل القضية من منحاها القضائي إلى السياسي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب كوشنر فلين روسيا