«الموساد» يكشف تفاصيل استقبال «الأسد» لأحد عملائه

السبت 2 ديسمبر 2017 06:12 ص

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، عن استقبال رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، عميلا لـ«الموساد» الإسرائيلي، تنكر في شخصية رجل أعمال، وبحثا معا سبل التعاون في تحقيق السلام بين البلدين.

وكشف برنامج تحقيقات بثته القناة الإسرائيلية الثانية، عن مقابلة مطولة لـ«الأسد» مع رجل الأعمال الكندي اليهودي وعميل الموساد «ناتان جيكوبسون»، الذي سبق له أن لعب دورا باغتيال القيادي في حركة «حماس»، «محمود المبحوح» في الإمارات، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وحسب برنامج التحقيقات «عوفداه» (الحقيقة)، فقد بدأ «جيكوبسون» (62 عاما)، المولود في كندا وله علاقات متينة في (إسرائيل) وخدم في جيشها، أعماله التجارية في روسيا، بالتزامن مع انهيار الاتحاد السوفييتي، في تسعينيات القرن الماضي.

وعندها تحول إلى رجل ثري، من خلال بيع سيارات أمريكية محصنة للأثرياء الروس الجدد الذين أصبحوا يملكون رؤوس أموال نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي.

وأقام في روسيا 600 محطة وقود يعمل فيها 1800 عامل ومن خلال أعماله هذه، تعرف «جيكوبسون» على المافيا الروسية، حيث مارس أعمالا مشبوهة، بينها جباية عمولات من اتصالات مواطنين في مواقع إباحية.

ووفقا للتحقيق التليفزيوني، فإن بداية علاقات «جيكوبسون»، مع أجهزة الاستخبارات كانت مع المخابرات الكندية، التي أبدت اهتماما بعلاقاته مع رجال أعمال روس.

وقال «جيكوبسون» في المقابلة إن الاتصال الأول مع «الموساد»، بدأ باتصال من القنصلية الإسرائيلية في تورنتو، حيث قال له مندوب «الموساد» هناك إن بإمكانه تقديم مساعدة كبيرة بفضل علاقاته.

بعد ذلك اتصل به قائد وحدة «تسيلتسال» في الموساد «أودي ليفي»، وهي وحدة تتعقب أموال المنظمات الفلسطينية و«حزب الله» وغيرها.

وأضاف انه اصطحب «ليفي» إلى «بنك نوفا سكوتيا» الكندي للقاء نائب مدير البنك، حيث عرّف «ليفي» نفسه بأنه ضابط في الموساد، قبل أن يبدأ تهديده للمسؤول في البنك الكندي، بأن «حزب الله» هو «اليوم أكبر وكيل للكوكايين في أمريكا الجنوبية».

وحسب «جيكوبسون»، تابع «ليفي» تهديده بأنه «إذا استخدم حزب الله هذا البنك فإنكم ستكونون متهمين وبدا الخوف على نائب مدير البنك».

لقاء «الأسد»

وحسب روايته، كلف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق «إيهود أولمرت»، «جيكوبسون» بمهمة سرية عام 2007 حيث التحق برجل إسرائيلي – كندي آخر في دمشق، يدعى «موشيه رونين»، وهو قيادي معروف في المجتمع اليهودي بكندا، ولديه شبكة علاقات واسعة مع الوسط التجاري الإسرائيلي.

وجاء في التحقيق أنهما توجها إلى مهمتهما السرية في القصر الرئاسي في دمشق.

وقال «جيكوبسون»، إنه في الطريق إلى القصر الرئاسي: «كنا داخل سيارة مرسيدس، وسيارة أمامنا وأخرى خلفنا ودراجات نارية إلى جانبنا، حتى وصلنا إلى قصر بشار الأسد، وامتد الاجتماع ساعتين ونصف الساعة».

وحسب «جيكوبسون»، فإن «الأسد قال لنا: فكروا ماذا بإمكان أن يحقق السلام بين دولتينا. بين الخبرات التكنولوجية الإسرائيلية والقوى البشرية لدي. تخيل أية قوة سنكون».

ورفض «جيكوبسون»، التحدث أكثر من ذلك عن هذه الزيارة.

اغتيال «المبحوح»

في سياق الحديث عن اغتيال عملاء «الموساد» للقيادي في حركة «حماس»، «محمود المبحوح»، بدبي، قال «جيكوبسون» إنه كان يعرف كل شيء عن دبي، من الألف إلى الياء.

بيد أنه لم يحرك ساكنا عندما سُئل عن أنه يقال إنه استأجر الغرف الفندقية لعملاء «الموساد» الذين نفذوا الاغتيال، مكتفيا بالقول «بإمكانهم أن يقولوا ما يريدون».

وحسب التحقيق التليفزيوني، فقد اضطلع «جيكوبسون» بدور كبير وعميق في عملية اغتيال «المبحوح».

فيما اكتفى هو بالقول إنه «حدثت أخطاء كثيرة جدا في هذه العملية. وتحدثت مع (رئيس الموساد السابق مئير) داغان حول ذلك»، بحسب موقع «عرب 48».

وأظهر البرنامج التلفزيوني، وثائق خاصة بتجنيد أثرياء روس لـ«الموساد»، في إطار حربه ضد البرنامج النووي الإيراني، وهي تظهر الرحلات الجوية لـ«جيكوبسون» كي يلتقي مع قيادة «الموساد» في أوروبا و(إسرائيل).

اتهامات فساد

من جهة أخرى، كان «جيكوبسون» يقيم علاقات متينة مع قياديين في (إسرائيل)، بينهم رئيس الحكومة الأسبق «إيهود أولمرت»، والحالي «بنيامين نتنياهو»، وكشف البرنامج عن تقديم رشاوى واسعة لجهات مختلفة في (إسرائيل).

لكن التحقيق الصحفي، أفاد بأن «الموساد» طلب من محققي الشرطة ألا يتعاملوا معه بعدائية، وبعد ذلك تمت تبرئة «جيكوبسون»، لكن في المقابل تمت إدانة المرتشين.

وفي حالة أخرى، تورط «جيكوبسون» في مخالفات تبييض أموال بعشرات ملايين الدولارات التي جناها من عمليات بيع أدوية عبر الإنترنت وبشكل مخالف للقانون لأنها لم تخضع لأية رقابة.

وتم تقديم لوائح اتهام ضده بعد تسليمه من كندا إلى الولايات المتحدة، وحينها قال «جيكوبسون» إن ضابطين من وكالة الاستخبارات المركزية حققا معه حول علاقاته مع «الموساد»، وقال إنه «لم يعترف بأي شيء».

ووفقا للتحقيق الصحفي، فإن الجميع كان يعلم بعلاقاته مع «الموساد»، وخاصة جهاز مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وأن «جيكوبسون» نفسه كان يعلم أن «ما سينقذه سيورط (إسرائيل)»، قبل أن تصدر المحكمة الفيدرالية في كاليفورنيا قرارا بتبرئته وإلغاء كافة الاتهامات ضده.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل سوريا الأسد الموساد المبحوح جيكوبسون