رجل «شفيق» الأول ينقلب عليه ويصفه بـ«حصان طروادة الإخواني»

السبت 2 ديسمبر 2017 12:12 م

انقلب رئيس تحرير صحيفة «البوابة» وعضو مجلس النواب (البرلمان) المصري «عبدالرحيم علي» على رئيس الوزراء الأسبق «أحمد شفيق» بعد إعلان عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية في 2018، وقال «علي» -الذي كان يوصف بأنه رجل «شفيق» الأول- إن الجماعات الإرهابية يستخدمون الفريق كـ«حصان طروادة لتمزيق وحدة المصريين».

وفي مقاله الذي تصدر صحيفته، الصادرة اليوم السبت، قال «علي»: «الفريق أحمد شفيق خيب ظنه، كما خيب ظن البسطاء من المصريين قبل جمهوره من الطبقة المتوسطة والطبقة العليا، عندما ظهر على قناة الجزيرة القطرية معلنا منع دولة الإمارات له من السفر، بل وتدخلها في الشأن المصري عبر منعه من ممارسة حقه الدستوري في الترشح للرئاسة».

وبينما قال إنه لا أحد يزايد على علاقته الخاصة بالفريق «شفيق»، وإنه سانده في أحلك اللحظات وأسدى له النصيحة تلو النصيحة في خضم غيوم كثيفة أحاطت به، فإنه قال إن آخر تلك النصائح عندما أخبره بـ«ضرورة رفض أي تفاهمات مع الإخوان أو القطريين»، و«ألا تدفعه مواقفه من نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى السقوط في ذلك الشرك الذي أعد له بعناية فائقة».

ورغم أن «علي» قال إنه ليس في حاجة أيضا لتأكيد إيمانه بحق أي مواطن مصري في ممارسة حقه الدستوري في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية أو أي منصب يجرى الاقتراع بشأنه، طالما أنه لا توجد لديه أي موانع قانونية تمنعه من ذلك، فإنه عاد ليقول «لكننا بصدد أمر مختلف تماما».

وأضاف: «لقد كنت صادقا، إلى أبعد الحدود، مع الرجل الذي أكلت معه عيش وملح، أكدت له أن كل المعلومات الموجودة لدى الجميع هنا في الإمارات أو هناك في مصر تشير بوضوح إلى قيامه باتصالات عبر وسطاء مع القطريين والإخوان، وأنهم يستخدمونه كحصان طروادة لتمزيق وحدة المصريين».

وتابع: «شرحت له الوضع الداخلي في مصر وحجم التحديات التي تحتاج منا إلى توحد الجميع لهزيمة المخطط الذي أعد لتقسيم مصر وإذلالها وتركيع جيشها، ونفيت له ما حاول الإخوان وأعوانهم تأكيده له، من أن البلاد مجهزة له لكي يمتطيها كفارس قديم ويهرع بها إلى حيث ذهب (دون كيشوت) من قبل».

وذكر «علي» بموقف سابق لـ«شفيق» قائلا: «أوقفته عند زمن سحيق وذكرته بكلماته الجارحة لي إبان حكم الجاسوس مرسي العياط عندما فاجأني، في فندق «شنجير لا» الشهير بأبوظبي، بأن رسولا اتصل به من قطر يعرض عليه التوسط بينه وبين الإخوان لتولي منصب رئيس الحكومة، قلت له آنذاك إنهم يتلاعبون بك، يعرفون شوقك إلى السلطة وإحساسك بالقهر، قال لي: ولماذا أرفض عرضا كهذا في الوقت الذي أستطيع من خلاله أن أخدم بلادي.. ومضى في أحلامه حتى جاءته الصفعة، عبر اتصال من الوسيط يخبره بأن الإخوان رفضوا العرض، وبالتحديد خيرت الشاطر».

كما ذكره –والحديث لـ«علي»- بالحديث الذي جرى بينهما عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز «مرسي» بالرئاسة: «عندما قلت له لقد اتصل بك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو ما لم يحدث من قبل مع خاسر في أي انتخابات رئاسية في أي بلد في العالم، ففي العادة يهنئ الرئيس الأمريكي الرابح فقط، ودعاك لتأسيس حزب سياسي باعتبارك تحوز على تأييد نصف عدد المصوتين في تلك الانتخابات، فلماذا لا تؤسس حزبا يلتف حوله المصريون لمواصلة المعركة مع الإخوان».

وجاءت إجابته صادمة لي ولغيري ممن أمل خيرا في هذا المشروع، حين قال لي: «أنا رجل لا علاقة لي بالسياسة، لقد خضت تلك الانتخابات على منصب تنفيذي وانتهت بتلك النتيجة وآن لي أن أستريح لأنهم لن يتركوني لا أنا ولا بناتي في حالنا، أنا لست مناضلا، أو ناشطا سياسيا، أنا رجل دولة».

كانت تلك كلماته التي ما زالت ترن في أذني، والتي ذكرته بها في ذلك اللقاء القريب.

وقال «علي» إنه سبق أن قال لـ«شفيق» بوضوح: «إذا سرت على هوى الجماعة الإرهابية ووافقت القطريين في توجهاتهم فإنك خاسر لا محالة، تلك رسالتي الأخيرة لك، لن يغفر لك المصريون ذلك، ولا من استضافوك ردحا من الزمن، ستخسر كل شيء في النهاية، حتى جمهورك ومحبيك»، بحسب نص تعبيراته في مقاله.

كما زعم الصحفي والنائب البرلماني أن الفريق وعده بلقاء قريب كان من المفروض أن يكون اليوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر2017، لنعيد التفكير ونقلب الحديث مرة أخرى تمهيدا لإعلانه عدم المشاركة في هذه الانتخابات «نظرا لما تمر به البلاد من ظروف ونظرا للتحركات القطرية والاتصالات الإخوانية التي تحثه على اتخاذ ذلك القرار لغرض في نفوسهم»، ولكن «الرجل اختار أن ينهي تاريخه بما يليق به. فماذا نفعل؟».

ووعد رئيس تحرير «البوابة» بحلقات أخرى لمقاله يكشف فيها «ما لا يعرفه حواريو الفريق»، بحسب قوله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أحمد شفيق رئاسيات 2018 انتخابات الرئاسة البوابة عبدالرحيم علي مجلس النواب رئيس تحرير