توقعات بانسحاب القوات السودانية من اليمن

السبت 2 ديسمبر 2017 03:12 ص

تصاعدت مطالبات سياسيين وناشطين سودانيين بسحب قوات بلادهم من اليمن، في الوقت الذي يتوقع فيه البعض إقدام الرئيس «عمر البشير» على تلك الخطوة، وخاصة بعد تصريحاته في روسيا، الأسبوع الماضي، التي اتهم فيها الولايات المتحدة بزعزعة أمن بلاده.

ويربط أصحاب تلك التوقعات تحول السودان نحو المعسكر الشرقي بإحساس الخرطوم بتلاعب الولايات المتحدة خصوصا بعد رفض نائب وزير خارجيتها «جون سوليفا» -خلال زيارته الأخيرة للخرطوم- مقابلة «البشير» بزعم أنه مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وقال مصدر حكومي لشبكة «الجزيرة» إن «الأسباب المنطقية تتجلى أمام الحكومة بضرورة إعادة النظر في استمرار القوات السودانية في اليمن».

وتساءل عن مبررات البقاء باليمن وقد تطاول عهد إعادة الشرعية، مع دخول اليمن بحالة مجاعة لم تشهدها البلاد من قبل.

وينادي بعض الجنرالات السابقين في الجيش السوداني بعدم استمرار بقاء القوات باليمن، وذلك وفق مبررات مختلفة قالوا إنها كافية لاستجابة الحكومة لذلك.

وتحدث عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني والوزير السابق «إبراهيم نايل إيدام» عن «متغيرات السياسة وعدم وجود أي ثوابت أو مبادئ لها».

ويرى أن «مسألة سحب القوات بناء على التحولات الحاصلة في السياسة الخارجية من عدمه أمر يصعب التكهن به فهو بيد رئيس الجمهورية الذي يمثل المنظومة السياسية».

وأضاف «إيدام» لـ«الجزيرة» قائلا: «لأن ننكفئ على أنفسنا بالداخل ونتحد ونعالج تشتتنا الداخلي فإذا فعلنا ذلك فلن نكون بحاجة إلى اصطفاف مع الخليج أو روسيا أو أمريكا».

أما اللواء متقاعد «المعز عتباني» فيقول إن «المشاركة في حرب اليمن جاءت استجابة لتحالف يسعى لاستعادة الشرعية وليس وفق نداء دولي من الأمم المتحدة أو بقرار من الجامعة العربية الكيان الإقليمي المعروف».

وبرأي «عتباني» فإن «للسعودية الحق في الدفاع عن حدودها لكن على السودان أن يدرس أمر مشاركته بالطريقة التي لا تجعله محل انتقاد الجميع».

وعلى الرغم من رفض قوى المعارضة المشاركة في حرب اليمن ومطالب بعض القوى المشاركة بحكومة الوفاق الوطني الحالية، فإن تلك المعارضة لم تكن واضحة لقيادة البلاد على ما يبدو، وفق «عتباني».

ويقول إن «المشاركة كانت لصالح الوطن بادئ الأمر، خاصة بعد قطع السودان علاقاته بشكل دراماتيكي مع طهران، وذلك لأجل الوصول إلى مصالح أكبر من التحالف العربي الذي تقوده السعودية».

واستدرك قائلا: «الآن حدثت متغيرات سياسية كبيرة جدا في السودان اضطر معها للذهاب إلى المعسكر الشرقي بقيادة روسيا التي احتفت بالخطوة قبل أن تفرد لها حيزا إعلاميا كبيرا، وبالتالي فإن لهذا الانتقال تبعات أهمها إعادة النظر في استمرار القوات السودانية باليمن».

وحول ما يتردد عن حدوث خسائر في صفوف القوات السودانية، قال «عتباني» إن ذلك «يحتم على الحكومة اتخاذ قرار إعادتها لوأد الشائعة أولا، ولأننا لسنا مجبرين على دخول حرب يمكن أن نخسر فيها أكثر من 10% على الرغم من أن الخسائر لم تصل إلى مئة عنصر من عدد لواءين كاملين حتى الآن».

يشار إلى أن وزير الدفاع السوداني «عوض محمد بن عوف» وصل، الأحد الماضي، إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

ومنذ مارس/ آذار 2015، يشارك السودان في «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية لمحاربة «الحوثيين» وقوات الرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح» في اليمن.

وتعد القوات السودانية هي أكبر القوات العربية التي تشارك في المعارك البرية في مواجهات مباشرة ضد «الحوثيين»، حيث كان لها دور بارز في حسم عدد من المعارك وخاصة في المناطق الساحلية والجنوبية، وتكبدت تلك القوات خسائر في الجنود والضباط.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات السودانية الروسية الجيش السوداني في اليمن التحالف العربي الحرب في اليمن العلاقات السعودية السودانية