مواجهة «الحوثيين» في اليمن ما بعد «صالح»

الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 09:12 ص

لم يحتسب «الحوثيون» العواقب التي يمكن أن تجلبها عليهم عمليات الإقصاء، قتلًا أو تفجيراً أو مطاردة، لأي من قادة المشهد السياسي في اليمن، وأحدثهم الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، الذي كان يهيئ نجله «أحمد» للرئاسة خلفا له، وما زال حضوره قويا لدى فئة كبيرة من العسكريين.

ويُعتقد أن نجل «صالح»، العميد «أحمد علي عبدالله صالح»، الموجود في دولة الإمارات (هناك أنباء بتوجهه إلى الرياض) سيكون فاعلا في مستقبل اليمن السياسي، فهو الرجل الذي يبدو مرشحا للسيطرة على قيادة مواجهة أنصار والده ضد «الحوثيين» في الفترة المقبلة.

ولا تزال فرضيات المواجهة قائمة، خصوصا مع توسع قائمة المتضررين من «الحوثيين»، لكن فرضيات أخرى تذهب إلى صعوبة الأمر بعد رحيل «صالح»، بما كان يمثله وجوده من حضور شعبي ما زال كبيراً في العديد من مناطق اليمن.

ولا تبدو الأمور، على الأقل في المدى المنظور، مقلقة عسكرياً لجماعة «الحوثي»، لكن يبقى المشهد اليمني حاضناً لمفاجآت لا أحد يستطيع التكهن بخباياها، والتي كان أحدثها، وليس آخرها على ما يبدو، هو سقوط الرجل القوي «صالح».

وقد تعمل دول التحالف، خصوصاً الإمارات، على إطلاق سراح نجل «صالح»، الذي سبق لحزب المؤتمر الشعبي العام (بزعامة صالح) أن اتهمها باعتقاله في أبوظبي، بعد إقالته، عام 2015، من منصبه كسفير لليمن في الإمارات، ومن ثم تجهيزه كقوة عسكرية ضاربة لمواجهة «الحوثيين».

وإضافة إلى «أحمد»، الذي كان يقود وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، إبان فترة حكم والده (1978-2012)، لدى «صالح» أبناء عسكريون، هم «خالد» و«صلاح»، اللذان لا يُعرف مصيرهما، كما لديه أبناء شقيقه، وهم: «طارق صالح»، و«يحيي صالح»، و«عمار صالح».

ولا يُعرف مصير «طارق صالح»، الذي كان يقود المعركة الأخيرة ضد «الحوثيين» في صنعاء، ويقود معسكراً تدريبياً في منطقة سنحان أثار ريبة «الحوثيين».

لكن نجل شقيقه الآخر، وهو «يحيي صالح»، يتواجد خارج اليمن، وقد يشكل مع «أحمد علي عبدالله صالح» ثنائياً قوياً يقود المواجهة ضد «الحوثيين».

ولا بد أن الرئيس اليمني، «عبدربه منصور هادي»، حصل على ضوء أخضر من التحالف العربي، قبل أن، يدعو، أمس الإثنين، القوات الموالية لـ«صالح» إلى التحالف مع القوات الحكومية ضد «الحوثيين».

وبعد أن عزى في «صالح» وبقية القتلى، خاطب «هادي» أنصار «صالح»، في خطاب متلفز، قائلاً: «نحن معكم في خندق واحد، وهدف واحد، إنها معركة الجمهورية والثورة والخلاص من الميليشيات الحوثية الإيرانية المتمردة».

وإضافة إلى القوات النظامية، التي ستتكاتف لقتال «الحوثيين»، فإن الطريقة البشعة التي قتل بها «صالح» والروايات المتداولة محلياً عن تصفيته بعشرات الرصاصات في بطنه ورأسه ستثير غضب قبائل سنحان، التي ينحدر منها «صالح»، وهي من أبرز القبائل حول صنعاء، وستسعي حتماً إلى الثأر من «الحوثيين».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

علي عبدالله صالح الحوثيون الحرب في اليمن العلاقات الإماراتية اليمنية صنعاء