أعلنت المملكة العربية السعودية أن عزم الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) سيكون لها تداعيات بالغة الخطورة، وسيضفي المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيؤدي إلى عرقلة الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام.

وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، اليوم الثلاثاء، عن قلق المملكة البالغ بشأن مما يتردد في وسائل الإعلام حول تلك الخطوة.

ووفقا لما نشرته «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس)، أوضح المصدر أن المملكة ترى أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها.

وصرح المصدر بأن الخطوة الأمريكية -في حال اتخاذها- تمثل تغييرا جوهريا وانحيازا غير مبرر في موقف الولايات المتحدة الأمريكية المحايد، في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل واشنطن على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام.

وأضاف المصدر أن هذه الخطوة من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم، في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى.

وشدد المصدر على أهمية أخذ الإدارة الأمريكية في الحسبان العواقب البالغة السلبية لهذه الخطوة، وأمل السعودية في عدم اتخاذها، لكي لا تؤثر على قدرة الولايات المتحدة على مواصلة مساعيها في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأكد المصدر موقف المملكة الثابت من القدس، ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها «القدس الشرقية».

إلى ذلك، صرح البيت الأبيض بأن الرئيس «دونالد ترامب» لن يعلن قرارا بشأن ما إذا كان سيرجئ مجددا نقل السفارة الأمريكية في (إسرائيل) إلى القدس برغم انتهاء المهلة للإعلان عن ذلك، أمس الإثنين.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «هوجان جيدلي» للصحفيين إن إعلانا بشأن القرار سيصدر خلال الأيام المقبلة.

وكان من المقرر أن يتخذ «ترامب» قرارا بشأن ما إذا كان سيوقع إجراء استثنائيا يمنع نقل السفارة من تل أبيب لمدة 6 أشهر أخرى، وذلك مثلما فعل جميع الرؤساء الأمريكيين منذ أن أصدر «الكونغرس» قانونا بهذا الشأن في العام 1995.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «هيذر نويرت» قالت، الأسبوع الماضي، إن «ترامب» يجب أن يبلغ «الكونغرس» قبل 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بشأن قراره حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدة أنه يدرس هذه المسألة بجدية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله قبل أيام، إن «ترامب» قد يعلن يوم الأربعاء المقبل (غدا) عن اعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، لكنه من المتوقع أن يؤجل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس .

وأثار إعلان واشنطن عن قرار محتمل للرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل) تحذيرات عربية من عواقب خطيرة لخطوة غير مسبوقة دوليا في هذا الاتجاه.