أمير الكويت يدعو لآلية خليجية لفض النزاعات وينتقد سياسات إيران

الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 03:12 ص

دعا أمير الكويت، «صباح الأحمد الجابر الصباح»، الثلاثاء، إلى تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي بما يضمن لنا «آلية محددة لفض النزاعات»، وانتقد سياسات إيران في المنطقة.

جاء ذلك في كلمة خلال افتتاح القمة الخليجية الـ38 التي تستضيفها الكويت، والتي تابعها «الخليج الجديد».

وأضاف: «خلال الأشهر الستة الماضية عصفت بنا أحداث مؤلمة (في إشارة للأزمة الخليجية)، لكننا وبفضل حكمة أخواني قادة دول المجلس استطعنا التهدئة، وسنواصل دورنا في مواجهة الخلاف الأخير، ولعل لقائنا اليوم مدعاة لمواصلتنا بهذا الدور ليلبي تطلعات شعوبنا».

وأكد «الصباح» أن «أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا، ومهما بلغ، لابد أن يبقى مجلس التعاون بمنأى عنه، ولا يتأثر فيه أو تتعطل ألية انعقاده»، في إشارة إلى المخاطر التي هددت بعدم انعقاد القمة الخليجية الحالية جراء الأزمة الخليجية، والتي هددت وجود المجلس نفسه.

‏وأوضح أن «نجاحنا في عقد الدورة الثامنة والثلاثين في موعدها المقرر يثبت للعالم أجمع حرصنا على هذا الكيان وأهمية استمرار آلية انعقاده».

في سياق آخر، دعا «الصباح» جماعة «الحوثي» إلى الامتثال لنداء المجتمع الدولي، وحل الأزمة اليمنية بالحوار الجاد، وفق المرجعيات الثلاثة (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، قرارات مجلس الأمن ولاسيما القرار 2216، ومخرجات الحوار الوطني في اليمن).

وأشاد بالجهود التي يبذلها التحالف العربي في اليمن السياسية والاقتصادية والعسكرية، التي تعمل على دعم الشرعية، وتقديم كل المساعدات الإنسانية للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي يشهدها الأشقاء.

انتقاد سياسات إيران

وبخصوص إيران، اعتبر «الصباح» أن تعاملها في المنطقة ما زال مخالفا لقواعد القانون الدولي والمتمثلة بحسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تشكل هاجسا كبيرا لنا.

وأشاد بدور السعودية وجهود المملكة البناءة في تحقيق اللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة السورية، ونجاحهم في توحيد كلمة المعارضة.

وعن الأوضاع في العراق، أكد «الصباح» السعي إلى مواصلة العمل مع الحكومة العراقية لصيانة استقرار العراق، ونشدد على أهمية المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار المناطق المتضررة من ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» المقرر عقده في دولة الكويت منتصف فبراير/شباط 2018.

أدنى مستوى تمثيل

وفي وقت سابق من مساء اليوم، انطلقت القمة الخليجية الـ38 في الكويت، بحضور زعيمين فقط هما أمير الكويت (الذي تترأس بلاده القمة)، وأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد»، وغياب قادة بقية الدول الخليج الأربع (السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان).

ويعد ذلك أدنى مستوى تمثيل في تاريخ القمم الخليجية منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981.

ويمثل سلطنة عمان في القمة، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء «فهد بن محمود آل سعيد»، ويعد هذا هو التمثيل الطبيعي بالنسبة لعمان؛ حيث يغيب السلطان «قابوس بن سعيد» منذ عام 2011 عن حضور القمم الخليجية.

وفي المقابل، شاركت الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين) بمستوى تمثيل هو الأدنى في تاريخ مشاركات تلك الدول في القمم الخليجية.

إذ غاب عن القمة عاهل السعودية الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وعاهل البحرين الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، ورئيس الإمارات «خليفة بن زايد»، والأخير كان عادة ينوب عنه نائبه الشيخ «محمد بن راشد» رئيس الوزراء حاكم دبي الذي يغيب هو أيضا.

ويترأس وفد السعودية وزير الخارجية «عادل الجبير»، فيما يترأس وفد البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء «محمد بن مبارك آل خليفة»، ويترأس وفد الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور قرقاش».

وكانت تلك الدول تشارك عادة في القمم الخليجية على مستوى ملك البلاد أو ولي العهد (السعودية والبحرين)، أو رئيس الدولة أو نائبه (كما في الإمارات).

وتنطلق القمة الخليجية الـ38، في ظل أزمة حادة تعصف بالمنطقة جراء مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، منذ 6 شهور، وتحديدًا منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، بدعوى "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة مراراً.

وكان الخليجيون يعولون على القمة لحل الأزمة القائمة مع قطر منذ 6 أشهر؛ خاصة أنها تنعقد في الكويت التي تقود وساطة لحلها.

لكن تخفيض الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر من مستوى تمثيلها أدى إلى تقليص مستوى التوقعات والطموحات بشان النتائج المرتقبة منها، وخصوصا على صعيد الأزمة الخليجية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الكويت أمير الكويت القمة الخليجية آلية لفض النزاعات