حالة من الاستياء سرت على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إثر الإعلان عن بدء تصوير مسلسل يحمل عنوان «سعوديات»؛ الأمر الذي اعتبره ناشطون وناشطات يسيء إلى المرأة السعودية.
المسلسل، المقرر عرضه على التلفزيون السعودي، رمضان المقبل، اضطر القائمون عليه، أمام الغضب الإلكتروني، إلى تغيير اسمه ليكون «صيف بارد»، وسط هجوم من منتج ومخرج العمل على الحملة الموجهة ضد المسلسل.
ويطالب الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بوقف تصوير المسلسل باعتباره يسيء للمرأة السعودية، خصوصاً بعد انضمام الممثلة المغربية «مريم حسين» إلى فريق العمل؛ لتكون الشرارة التي أشعلت الهجمة الشرسة ضده، وترتفع معها حدة الأصوات المطالبة بمنع إكمال التصوير كون فريق العمل ليسوا سعوديين، والمسلسل يتناول القضايا السعودية.
والمسلسل مأخوذ عن رواية للكاتبة السعودية، «سارة العليوي»، صدرت العام 2006، والتي تحمل اسم «سعوديات».
وتحت وسمي «سعوديات» و«منع إكمال مسلسل سعوديات»، شن ناشطون وناشطات، هجوما حادة على المسلسل، معتبرين أن بطلات المسلسل لليس بينهن سعودية واحدة، وأنهم أقدر على تجسيد مشكلاتهن، وحلها بعيدا عن الأعمال التليفزيونية.
إذ قالت الكاتبة «بنت سعودية»: «لا نريد أن يمثلنا أحد، ولا نريد أن يزيد من حضارتنا أحد، ولا نريد أن يتدخل بنا أحد، قضايانا لنا، ومشاكلنا لنا، وأمورنا من شأننا.. نحن قادرون على حل مشاكلنا بأنفسنا، قادرون على أن نناقش قضايانا، كل ما نريد منكم ألا تتدخلوا فيما لا يعنيكم».
كما دعا المنتج السعودي «أحمد الغامدي»، إلى وقف تصوير المسلسل، وقال في رسالة وجهها إلى وزير الإعلام السعودي «عواد العواد»، عبر «تويتر»: «وصلتني كثير من الرسائل بطلب إيقاف مسلسل سعوديات والذي لا يمثل بنات الوطن، ويقوم عليه ممثلات لسن سعوديات، أساءوا لبنات السعودية».
وأضاف: «نرجو من معاليكم التوجيه بإيقافه والتحقيق في محتواه وما يقدمه».
فيما قال الإعلامي السعودي «أمجد طه»: «شعث حذاء المرأة السعودية أفضل من تمثيل مريم حسين».
وأضاف: «كلنا مع منع إكمال تصوير مسلسل سعوديات؛ لأن مريم قد أساءت لأخواتنا وأمهاتنا في السعودية.. ومن يسيء يجب أن يعاقب أياً كان.. نعيد أياً كان.. ومهما طال الزمن.. ومن تعدى على سمو المرأة السعودية العربية عليه أن يدفع الثمن».
كما غردت الإعلامية السعودية «غادة العلي»، بالقول: «مسلسل يحمل عنوان يمسنا ويخصنا بشكل مباشر مثل مسلسل سعوديات لا يجب أن يمر مرور الكرام».
وأضافت: «لن نقبل المساس بخصوصية الفتاة السعودية وإقحامها في أمور لا تمثل قيمها ومبادئها، حتى وإن كان من مثل سعوديات فما بالكم إن لم يكن سعوديات».
وتساءلت «هيام» مستنكرة: «مسلسل ممثلاته مغربيات بحرينيات كويتيات، ومخرجه أردني، يحمل اسم سعوديات.. المسلسل يسئ للمرأة السعودية.. أين دور وزارة الإعلام؟».
وتابعت «ندى»: «صرخة استغاثه يا ولي عهدنا. أوقف هذه المهزلة والإهانة قبل صدورها. لم نسمع عن مسلسل مغربيات أو مصريات أو أي دولة. لماذا يُشهر بنا؟ لما تعطى البطولة لمن قذفتنا واتهمتنا.. هو عمل مقصود للإهانة».
وقال المخرج السعودي، «سلطان العبدالمحسن»: «أتمنى منع إكمال تصوير مسلسل سعوديات»، مضيفا: «زمان كنا نقبل حججهم بعدم وجود كفاءات وطنية، لكن الآن ما لهم حجة.. المخرجون والممثلون والكتاب السعوديون ينتظرون أي فرصة لإظهار إبداعاتهم وبربع أجر الأجنبي!».
وعبر حساب «فن» بالقول: «هذا المسلسل قائم على الاستهزاء والتهريج على اللهجة السعودية الأصيله، وجميع طاقم العمل عرب وليس سعوديات.. بدءاً من المخرج ووصولاً للمنتج وأبطال العمل، وأيضاً لدرجة أن يتم تصويره خارج السعودية».
وأضاف: «لا نرضى كسعوديين أن هؤلاء يمثلون بنات البلد!».
من جانبها، رأت الكاتبة السعودية «سارة مطر»، أن «ثمة رأسماليين لم يكتفوا من محاولة التربح من قضية المرأة السعودية».
وقالت الكاتبة في مقال، نشرته صحيفة «مكة» المحلية، تحت عنوان: «نحن لسنا مجرد شخوص في رواية»، إن المسلسل «لا يمكن أن يتطابق مع ما تعايشه المرأة السعودية، من نضج نفسي وعقلي في الوقت الآني».
وعبرت الكاتبة عن احتجاجها على أن «يقوم على عمل خاص بالمجتمع السعودي، طاقم كامل من غير السعوديين، انطلاقًا من الممثلات، ووصولًا إلى المخرج».
وأضافت أن «مثل هذه الأعمال، تستطيع أن تفهم أنها من أجل جلب مكاسب مادية لا غير، والسكوت عن هذه المهزلة إعلاميًا، أعتبره وصمة بائسة في دستورنا الشخصي».
المخرج يرد
من جانبه، رد منتج ومخرج المسلسل «إياد الخزوز»، عبر حسابه في «توتير»، على الحملة بالقول: «نقوم بتصوير مسلسل تحت عنوان صيف بارد، وليس كما يشاع بأن اسمه سعوديات، والمسلسل اجتماعي لا يسيء لأهلنا السعوديين، أو أي جنسية أخرى، وهو مأخوذ عن رواية (سعوديات) للكاتبة السعودية (سارة العليوي)، ونحن نعلم مَن يقف خلف الشائعات».
وأضاف: «المسلسل يتحدّث عن مجموعة من الفتيات من جنسيات عربية مختلفة يسكنّ بالسعودية ضمن بيئة طبيعية وجميلة، والعجوز الشمطاء (لم يسمها) التي تقف خلف هذه الشائعات لن تستطيع أن توقف عجلة الزمن».
«الخرزوز» الذي لم يوضح من يقصد بـ«العجوز الشمطاء»، أثار فضول متابعين قالوا إنه قد يقصد الممثلة «ميساء مغربي»، الذي سبق أن تعاون معها في مسلسل «لعبة المرأة رجل» للكاتبة «سارة العليوي» أيضاً، وحصل بينهما خلاف، وأنها هي التي تقوم بالتحريض ضد المسلسل بسبب غيرتها من «مريم حسين».
أما «سارة العليوي»، فنشرت عبر حسابها في «تويتر»، صورة مشهد من المسلسل، وكتبت: «مشهد من مسلسل (صيف بارد)، المأخوذ عن رواية (سعوديات) التي صدرت صيف 2006، كثر الجدل حول اسم العمل لذا وجب التوضيح حيث تم اختيار الاسم بعد بدء التصوير وتم التشاور على الاسم النهائي والاتفاق عليه».
وتساءلت: «تعرضت رواية (سعوديات) منذ عام 2006 الى النقد والمدح في حينها، هي ليست وليدة اليوم، فهي في عمر 11 عاماً، فهل هذا الجدل مقصود؟».
تغريدات المنتج والكاتبة، قوبلت لدى بعض المغردين بالانتقاد والاتهام بعدم الصدقية؛ لأنه عند البدء بتصوير المسلسل، منذ شهرين، صرّحت الممثلة «شيلاء سبت» عبر «تويتر» بأنها تصور مسلسل «سعوديات»، وليس «صيف بارد».
وقالت «شيلاء» حينها إنها «ستقوم بدور فتاة سعودية»؛ وهو ما أثار سخط المغردين، الذي تذكروا لها تصريحاتها السابقة، التي أشارت فيها إلى أنها ضد قيادة المرأة للسيارة في السعودية.
وكذلك سبق أن قالت «مريم حسين» في «سناب شات»، إنها ستقوم بدور فتاة سعودية في مسلسل «سعوديات».
واستعاد المغردون ما فعلته «مريم حسين»، منذ أكثر من عام عندما شهّرت بفتاة سعودية، ونشرت صوراً لها من دون حجاب، واتهمتها بمحاولة التحرش بزوجها السابق.
ويتواجد فريق عمل المسلسل، منذ أسابيع في سويسرا لتصوير مشاهده هناك.
والمسلسل من إخراج الأردني «إياد الخزوز»، ويشارك في بطولته عدد من فناني العرب، منهم «مريم حسين» (مغربية)، و«نيرمين محسن» (سعودية)، و«شيلاء سبت» (بحرينية)، و«شيماء سبت» (بحرينية)، و«فاطمة الحوسني »(إماراتية)، و«سوسن القابسي» (سورية)، و«وفاء مكي» (بحرينية).
