تنديد خليجي بقرار «ترامب» المرتقب عن القدس.. وصمت بحريني عماني

الأربعاء 6 ديسمبر 2017 12:12 م

توالت ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية على قرار «ترامب» المرتقب بنقل سفارة واشنطن في (إسرائيل) إلى القدس والاعتراف بالمدينة المقدسة المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.

وفيما انصبت تلك الردود على الشجب والتنديد والتحذير من مغبة ذلك القرار وتأثيره السلبي على عملية السلام المتوقفة بالفعل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لم تختلف مواقف العواصم الخليجية «الرياض، وأبوظبي، والكويت، والدوحة» كثيرا عن مثيلاتها العربية والإسلامية والغربية.

لكن اللافت أنه لم يصدر أي بيان رسمي عن البحرين أو سلطنة عمان حيال الأمر، وكأن الأمر لا يعني المنامة أو مسقط من قريب أو بعيد.

السعودية

بدوره، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» خلال اتصال هاتفي بـ«ترامب» الثلاثاء، أن أي إعلان أمريكي حول القدس يسبق التوصل إلى تسوية يعتبر خطوة خطيرة ستزيد من التوتر بالمنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الملك «سلمان» تأكيده للرئيس الأمريكي خلال الاتصال أن «سياسة المملكة كانت ولا تزال داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية»، مشددا على أنه «من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين».

الإمارات

وعلى النسق ذاته، أعرب «أحمد عبدالرحمن الجرمن»، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي بالإمارات، عن قلق الإمارات البالغ والعميق، معتبرا أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي ويخالف القرارات الدولية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها.

وحذر «عبدالرحمن الجرمن» من أنه سيكون لهذه الخطوة تداعيات بالغة الخطورة وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام، كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى.

وأكد «الجرمن» على موقف دولة الإمارات الثابت من القدس ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

الكويت

وحذر مندوب دولة الكويت لدى جامعة الدول العربية السفير «أحمد البكر»، من خطورة هذه الخطوة، مشددا على «ما تحمله -إن حدثت لا قدر الله ـ من مخاطر على عملية السلام وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في المنطقة».

وأكد على «الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في السيادة على هذه المدينة المقدسة»، مشددا على أن «الكويت لتؤكد مجددا على كل حقوق الشعب الفلسطيني وسيادته على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وأكد تمسك بلاده بمبادرة السلام العربية لعام 2002 وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن (242) و(338) وأن السلام العادل والشامل «هو خيار استراتيجي للدول العربية كافة».

وأدان «أي إجراءات أو سياسات من شأنها المساس بمدينة القدس أو تشويه هويتها أو عزلها عن محيطها، ونطلب من أصدقائنا في الولايات المتحدة تغليب صوت العقل والحكمة في التعامل مع هذا الموضوع الحساس والحفاظ على دورهم كوسيط نزيه بعملية السلام».

قطر

وأكد أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، على موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، والقدس بشكل خاص، باعتبار أهميتها الدينية والسياسية للعرب والمسلمين والعالم أجمع.

كما أشار وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبد الرحمن»، عبر تغريدات له على «تويتر»، إلى أن «من شأن مثل هذه الإجراءات تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين».

وجدد الوزير القطري موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

البحرين

لم يصدر أي رد فعل حتى الآن من مملكة البحرين على ذلك القرار المرتقب، وهي المرة الأولى ربما التي تتأخر فيها المنامة عن حذو مواقف السعودية التي تعودت الفترة الأخيرة أن تكون في ركابها.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت في وقت سابق عن تقارب بحريني إسرائيلي تمثل في دعوة ملك البحرين إلى التطبيع وانتهاء مقاطعة العرب لـ(إسرائيل)، ما يعبر عن مشاعر بحرينية تبدو متعاطفة مع الكيان الصهيوني وصل لحد عزف أوركسترا دولة البحرين، النشيد الوطني الإسرائيلي «هتكفا»، بحضور نجل ملك البحرين الشيخ «ناصر بن حمد آل خليفة»، أثناء حضوره الحفل الذي أقامه مركز «شمعون فيزنتال» في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، سبتمبر/ أيلول الماضي، رفقة وفد مكون من 40 شخصا، بهدف التوقيع على إعلان لإدانة الكراهية الدينية والعنف.

سلطنة عمان

أما سلطنة عمان فلم يكن موقفها غريبا عن نهجها السياسي المستقل إلى حد كبير عن بقية الدول الخليجية خاصة في علاقاتها القديمة مع (إسرائيل)، ونظرتها إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي، حيت كانت مسقط من أوائل الدول التي أيدت اتفاقية «كامب ديفيد»، وغردت ساعتها منفردة خارج السرب العربي الذي قاطع مصر بسبب اتفاقية السلام مع (إسرائيل).

لكن صمتها الآن عن حتى مجرد الشجب أو التنديد لا يبدو مفهوما، خاصة أنها حاولت خلال السنوات الأخيرة التوازن بين علاقتها مع (إسرائيل) ومراعاة المشاعر العربية والإسلامية حين تُمس من قبل الكيان الصهيوني، خاصة أن الأمر متعلق في هذه الأثناء بالمدينة المقدسة التي تضم ثالث الحرمين وأولى القبلتين.

يذكر أنه في وقت سابق الثلاثاء، أبلغ الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، عبر اتصال هاتفي، نظيره الفلسطيني «محمود عباس»، نيته نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس.

كما أبلغ «ترامب» القرار ذاته إلى كل من: العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، والرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».

ومؤخراً، تداولت وسائل إعلام أمريكية تقارير بشأن اعتزام «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لـ(إسرائيل)، وإعلان نقل سفارة بلاده إلى القدس، خلال خطاب يلقيه غدا الأربعاء.

وكبقية الدول الأخرى في العالم، لم تعترف الولايات المتحدة بالضم الإسرائيلي غير الشرعي لمدينة القدس الشرقية.

ودأبت الإدارات الأمريكية السابقة على اعتبار القدس إحدى قضايا الحل النهائي للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.

ويصر الفلسطينيون على أن أي حل نهائي مع (إسرائيل) يجب أن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القدس مجلس التعاون الخليج نقل السفارة السعودية الإمارات قطر البحرين الكويت ترامب