«هآرتس»: العرب لا يملكون سوى «الكلام» لمواجهة قرار «ترامب»

الجمعة 8 ديسمبر 2017 08:12 ص

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الجمعة، إن الدول العربية لا تملك سوى شن حرب كلامية على إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» نقل سفارة بلاده في (إسرائيل) من تل أبيب إلى القدس، مشيرة إلى أن هناك مجالا ضئيلا جدا للمناورة الدبلوماسية.

وأضافت الصحيفة في تحليل لها تحت عنوان «العرب لا يملكون سوى الكلام لمواجهة قرار ترامب»، أن «عجز العرب في ضوء إعلان ترامب ينبع من الظروف التي تطورت في الشرق الأوسط منذ الربيع العربي».

وتابعت أن «الدول العربية تحارب الدول العربية الأخرى أو تقاطعها، وإيران تشكل تهديدا جديدا لهم، أكبر حتى من المنظمات الإرهابية، فالدول التي كانت تقود في وقت سابق معارك دبلوماسية مثل مصر والعراق وسوريا لم تعد قادرة على إملاء التحركات، في حين عانى الزعيم الجديد، المملكة العربية السعودية، من فشل آخر في كل مرة حاول فيها إملاء تحركات استراتيجية إلى الدول الشقيقة».

وأشارت الصحيفة إلى أن «الولايات المتحدة تجاهلت بشكل صارخ مطالب القادة العرب المهمين وتحذيراتهم من الاعتراف بالقدس مثل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني، وجميعهم حلفاء مقربون من واشنطن».

ولفتت إلى أن «إيران نددت بطبيعة الحال ببيان ترامب، ويمكنها الآن أن تنظر بسعادة إلى الازدراء الأمريكي للمنافسين العرب الإيرانيين، وعلى رأسهم السعودية».

وبينت الصحيفة أن «المفارقة هي أنه على الرغم من إظهار الغضب الحالي من قرار ترامب، فإن الدول العربية ومعظم الدول الإسلامية سوف تستمر في رؤية الولايات المتحدة كحليف حيوي للحفاظ على مصالحها، في حين أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيبقى موضوعا لحفلات عشاء المحادثات ويذهب في تغذية الروايات المعتادة».

ووفق الصحيفة، فإن الصوت العالي الذي ظهرت به مصر والأردن، غير واقعي، فلا «السيسي» يستطيع التخلي عن مصالحه مع (إسرائيل)، ولا «عبد لله الثاني» يمكنه فعل ذلك.

وقالت إنه في الوقت نفسه يصعب فقط التنبؤ بأفعال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وإن كان هو الآخر لديه مطالب من الولايات المتحدة وعلى رأسها مطالبته بأن تقوم واشنطن بتسليم «فتح الله كولن»، زعيم الحركة الدينية التي يتهمها بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عليه في صيف 2016.

وأمس الأول الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، موجها بنقل سفارة بلاده إلى القدس، ما أثار ردود فعل غاضبة في مختلف عواصم العالم.

واحتلت (إسرائيل) مدينة القدس عام 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إلى القدس الغربية، معتبرة إياها «عاصمة موحدة وأبدية» لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

ويتمسك الفلسطينيون بمدينة القدس عاصمة لدولتهم المأمولة.

  كلمات مفتاحية

القدس مصر السعودية ترامب العرب هآرتس إسرائيل