موقف «ترامب» من القدس يجدد انقسامات الاتحاد الأوروبي

الجمعة 8 ديسمبر 2017 06:12 ص

قالت فرنسا، الجمعة، إن الولايات المتحدة استبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام بالشرق الأوسط باعتراف رئيسها «دونالد ترامب» بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، لكن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أصرت على أن واشنطن ستظل وسيطا.

وأعاد قرار «ترامب» نقل السفارة الأمريكية في (إسرائيل) إلى القدس توترات قديمة بين حكومات الاتحاد الأوروبي التي ترغب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، لكن تعاطفها مع (إسرائيل) والفلسطينيين متباين، حسب وكالة «رويترز».

وقال وزير الخارجية الفرنسي، «جان إيف لو دريان»: «أسمع البعض، ومنهم السيد ريكس تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي)، يقولون إن الأمور ستحدث في وقتها وإن هذا هو وقت المفاوضات. حتى الآن كان بوسعها (الولايات المتحدة) أن تلعب دور الوساطة في هذا الصراع، لكنها استبعدت نفسها بعض الشيء».

وأضاف «لو دريان» متحدثا لراديو«فرانس إنتر»: «الواقع أنهم يقفون بمفردهم ومعزولون في هذه القضية».

ويزور «تيلرسون» باريس، الجمعة، بعد زيارة لبروكسل وفيينا.

وتعهدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، «فيديريكا موغيريني»، الخميس، بتنشيط التواصل الدبلوماسي مع روسيا والولايات المتحدة والأردن وغيرهم لضمان حصول الفلسطينيين على عاصمة في القدس أيضا.

وقالت إن واشنطن لا تزال صانعا أساسيا للسلام.

لكن المجر منعت صدور بيان كان مخططا أن تصدره حكومات الاتحاد الأوروبي ردا على قرار «ترامب» الذي أعلنه، الأربعاء، وتركوا لـ«موغيريني» توصيل رفضهم للقرار.

وقالت وزارة خارجية جمهورية التشيك، مساء الأربعاء، إنها ستبدأ التفكير في نقل سفارة التشيك إلى القدس، ولكن «بناءً فقط على نتائج مفاوضات مع شركاء رئيسيين في المنطقة وفي العالم».

فيما قالت «موغيريني»، الجمعة، إن وزير خارجية التشيك، «لوبومير زاوراليك» أكد لها أن البيان: «لا يمثل دعما لقرار الإدارة الأمريكية».

وأضافت في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الأردن: «أكد لي أن جمهورية التشيك ستظل متمسكة بالموقف الأوروبي الموحد».

ويقول دبلوماسيون إن براغ تقبل سيادة (إسرائيل) على القدس الغربية فقط.

ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة مستقبلية لهم.

واستولت (إسرائيل) على القدس الشرقية في حرب عام 196، وضمتها إليها لاحقا في خطوة لا تحظى باعتراف دولي.

وشددت «موغيريني» على ضرورة وحدة جميع حكومات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالقدس، والسعي لحل يفضي لإقامة دولة فلسطينية في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي احتلتها (إسرائيل) منذ 50 عاما.

وسيعمل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على إبداء موقف موحد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو» في اجتماعهم به في بروكسل، الإثنين.

وقال دبلوماسي فرنسي كبير إن من الضروري أن ترسل حكومات الاتحاد رسالة واضحة لـ«نتنياهو».

وقال الدبلوماسي: «ما سنحاول القيام به هو إقناع شركائنا الأوروبيين عندما نلتقي نتنياهو (…) بغية إبلاغه بأن ما تفعله الولايات المتحدة مسألة خطيرة بالنسبة له ولإسرائيل ولأي إمكانية لتحقيق السلام».

وتتباين مواقف حكومات الاتحاد الأوروبي بين دعم جمهورية التشيك القوي لـ(إسرائيل)، والذي تشاركها فيه ألمانيا، إلى قرار السويد في 2014 بالاعتراف بدولة فلسطينية في المستقبل.

  كلمات مفتاحية

الاتحاد الأوروبي أمريكا ترامب القدس إسرائيل التشيك ألمانيا فرنسا فيديريكا موغيريني