تركيا تحقق مع مبعوث رئاسي أمريكي بتهمة دعم جماعات إرهابية

السبت 9 ديسمبر 2017 05:12 ص

بدأت السلطات التركية، تحقيقاتها في تورط مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «بريت ماكغورك»، بالتواطؤ ودعم جماعات إرهابية.

وتقدمت «منصة النضال المدني ضد فتح الله كولن» و«جمعية العدالة الاجتماعية والتضامن» التركيتان، بمذكرة إلى محكمة إزمير (غربي البلاد) تدعو للقبض على «ماكغورك»، واتهمته بـ«التصرف نيابة عن منظمة إرهابية وتسليم أسلحة لهم»، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

ويتهم «ماكغورك» بالتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية)، وإمدادهما بالأسلحة في إطار التنسيق في الحرب على «الدول الإسلامية»، وهو ما يمثل أحد أهم ملفات التوتر بين أنقرة وواشنطن.

وذكرت صحيفة «خبرتورك» التركية، أن المنظمتين أرسلتا طلباً إلى مكتب المدعي العام في أنقرة عن طريق المحامي تانكوت تانر، حيث طالبتا باعتقال ماكغورك وإحضاره إلى تركيا.

وأشارت المذكرة إلى «تعاون المبعوث الأميركي في التحالف، مع المنظمات التي هددت أمن تركيا، ولا بد من اعتقاله لأنه ينتهك القانون التركي».

وخلال السنوات الماضية التقى «ماكغورك» في أكثر من مناسبة، مع قيادات من «قسد»، شمال شرقي سوريا، تزامناً مع منحهم تطمينات أمريكية بخصوص مستقبلهم.

ونشرت الصحيفة التركية، صور آخر زيارات «ماكغورك» للمناطق الكردية، ولقائه ممثلي «مجلس الرقة المدني»، المشكل من قبل الوحدات الكردية في مدينة الطبقة تزامناً مع عملية الرقة.

وطالبات تركيا على لسان وزير خارجيتها «مولود جاويش أوغلو»، في مايو/أيار الماضي، بتغيير «ماكغورك» واتهمته بدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.

و«بريت ماكغورك»، محام ودبلوماسي أمريكي، عينه الرئيس الأمركي السابق «باراك أوباما»، في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2015، ليكون المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، خلفا للجنرال «جون ألين»، بعدما كان نائبا له منذ 16 أيلول/سبتمبر 2014.

وأمس، كشف المتحدث السابق باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) «طلال سلو»، الذي انشق مؤخرا عن التنظيم، وسلم نفسه لتركيا، في مقابلة مع «رويترز»، أن «ماكغورك»، «كان مؤثراً جداً معهم».

وقال: «عندما جرى الحديث عن تحرير منبج، اقترح أن نؤسس مجلساً عسكرياً للمدينة، غالبيته من العرب لإقناع الجانب التركي. وبهذا الشكل يتم خلق انطباع لدى الأتراك بأن أبناء منبج هم من حرروا المدينة».

وأضاف: «شاهدنا المقترح نفسه في الرقة أيضاً، وعندما كان يقدم المقترحات، كان يقول: (علينا إقناع الجانب التركي)، ولهذا كان يؤكد ضرورة خلق صورة تفيد بأن العناصر على الأرض مكونة من العرب».

وتابع: «كان يتم إظهار أن هناك (وحدة تركمان منبج) ضمن المجلس العسكري لمنبج، بينما في الواقع لم يكن يضم أحداً من هؤلاء، حتى أنا (سلو) اختلقت أسماء المجموعة التي تبدو مرتبطة بي، بطلب من ماكغورك».

واستطرد: «كما جرى الإعلان عن أن التحالف العربي فقط سيشارك في عملية الرقة، لكن في الحقيقة لم يكن هناك شيء اسمه التحالف العربي. كان ماكغورك يوجه سياسات (قسد) التي يقودها شاهين جيلو».

وأشار إلى أنه بعد تحرير منبج، «طلب منا إصدار بيان يفيد بأن (قسد) هي مَن حررتها، وأن وحدات حماية الشعب الكردية انسحبت إلى خارج المدينة، وأن من بقي فيها هم أبناؤها فقط. وطبعاً لم يكن للبيان صلة بالواقع».

وكانت تركيا طالبت الولايات المتحدة مراراً بتنفيذ وعدها بإخراج مقاتلي الوحدات الكردية من منبج إلى شرق الفرات، وأكدت أن واشنطن لم تلتزم بتنفيذ وعدها في هذا الشأن.

وتستنكر أنقرة الدعم الأمريكي العسكري للأكراد في سوريا؛ حيث تخشى من طموحاتهم المعلنة بإنشاء دولة لهم في سوريا، في مرحلة أولى، وتشمل في مراحل تالية أجزاءً من جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا والعراق وغربي إيران.

وتعتبر أنقرة «قوات سوريا الديمقراطية» امتدادًا لحزب «العمال الكردستاني» المحظور في تركيا والمصنف «إرهابيا».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا مبعوث أمريكي قسد طلال سلو التحالف الدولي الدولة الإسلامية