إقليم كردستان يلتزم الصمت حيال قرار «ترامب» بشأن القدس

الأحد 10 ديسمبر 2017 06:12 ص

لم تصدر إدارة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق أي تعليق على قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» باعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ما أثار تساؤلا حول هذا الصمت الذي قد يكشف تحالفًا خاصًا بين الإقليم و(إسرائيل).

وتبرز عدة افتراضات حيال هذا الصمت تتراوح بين المنافع السياسية إلى اللامبالاة التاريخية، وحتى العداء تجاه العرب وأحوالهم.

وقال الأستاذ بكلية العلوم السياسية في أربيل «كامران منتك» لموقع «إرم نيوز»، إن الصمت في إقليم كردستان هو جزء من ترتيب إقليمي أكبر، وليس بالضرورة لصالح الأكراد.

وأضاف: «أعتقد أن هناك صفقة إقليمية أكبر تكمن وراء كل هذا، فرئيس الوزراء الإسرائيلي كان أول من أيّد الاستفتاء على الاستقلال الذي أُجري في سبتمبر/أيلول الماضي، ونتيجة لذلك فإن هذا لم يكن من قبيل المصادفة، وبالتأكيد ليس دون مقابل».

وتابع: «لابد أن هناك تخطيطًا مسبقا لهذا الصمت في هذا الوقت تم الترتيب له سابقا بين الولايات المتحدة، و(إسرائيل)، وحكومة إقليم كردستان».

 ويقول «منتك»: «إن عائلة بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني تربطهما علاقات وثيقة وتاريخية مع (إسرائيل)، ولكن الأحزاب الكردية الأخرى ليست بالضرورة سعيدة حيال التحرك الأمريكي بخصوص القدس».

وقال النائب البرلماني «معروف أيدين»، وهو من الجبهة التركمانية العراقية وأحد النواب الذين يمثلون أربيل في برلمان إقليم كردستان، إن «الصمت في الإقليم لم يكن موقفا إيجابيا»، ولكنه أكد على أن «الصمت الرسمي لا يعني بأي حال من الأحوال أن الأكراد العراقيين يؤيدون (إسرائيل) أو التحرك الأمريكي».

وأضاف: «جميع أجزاء المجتمع هنا من تركمان وعرب وأكراد، غاضبون لما حدث، وعلى الرغم من أنه لم يتم الحديث عن هذا إقليميا، لكن تصريحات الحكومة المركزية تشملنا»، مشيرًا إلى إدانة بغداد لموقف «ترامب».

وقال: «آمل أن يقوم برلمان إقليم كردستان أيضًا بالإدلاء ببيان خلال الأيام المقبلة».

وبحسب ما يقول «منتك»، فإن «الأكراد سيكونون أفضل حالًا إذا سعوا إلى إقامة شراكات متينة مع جيرانهم في ظل تشكل النظامين العالمي والإقليمي الجديدين».

ويضيف: «القرن العشرين مليء بالأمثلة على خيانة أمريكا للأكراد، ولن يساعدهم الآن الاعتماد على الوعود الأمريكية والإسرائيلية، وينبغي على الأكراد أيضًا عدم إغفال الاتحاد الروسي-التركي-الإيراني».

وبالرغم من معارضة الولايات المتحدة للاستفتاء على الاستقلال الكردي في سبتمبر/أيلول الماضي، لا تزال تشكل الأمل الأكبر، والحليف للأكراد العراقيين للانفصال عن العراق.

وكانت (إسرائيل)، هي الوحيدة التي أيدت علنا استفتاء الاستقلال الكردي، وربما كانت تنظر إلى الأكراد شمال العراق كمصدر جيد يمكن استخدامه ضد نظام طهران القريب من حدود كردستان، وربما كوسيلة محتملة لاستخدامها ضد الحكومة التركية التي تدهورت العلاقات معها تدهورا شديدًا منذ العام 2010.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن القوات الخاصة الإسرائيلية وعملاء الموساد يقومون بتدريب وتجهيز قوات البيشمركة الكردية.

وبحسب موقع «ميدل إيست آي» فإن المعارضة الإقليمية لقرار الرئيس الأمريكي لم تكن مبنية تماما على أسس دينية، حيث سارعت العديد من الأحزاب والجماعات التي لا تحمل توجهات دينية في جارة الإقليم إلى إدانة قرار الإدارة الأمريكية بكل قوة، ومن بينها الحزب الشيوعي التركي، وحزب الشعب الجمهوري العلماني، وغيرهما.

كما لم يلعب الأصل العرقي أي دور في تحفيز الإدانة الإقليمية لتحركات «ترامب»، حيث انتقد حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي، ذو الميول اليسارية والموالي للأكراد، هذه الخطوة بشكل واضح وصريح.

  كلمات مفتاحية

كردستان العراق العلاقات الكردية الإسرائيلية الموساد قوات البيشمركة القدس ترامب انفصال كردستان