عمدت بعض القنوات المصرية والإماراتية الناقلة لفعاليات الاجتماع العاجل للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، مساء السبت، إلى قطع البث المباشر، مع بدء وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» إلقاء كلمته، ومن بينها قناتا «أون لايف» و«إكسترا نيوز» المصريتان، و«سكاي نيوز عربية» التي تُبثّ من الإمارات.

وعاد البث مرة أخرى في آخر كلمة للوزير القطري وكان ينهي حديثه بالقول «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، ولم تتوجه الكاميرا إلى وجه المندوب القطري أيضًا بل تعمدت إظهاره من الخلف.

وبحسب الكلمة، فقد كان الوزير القطري هو الوحيد الذي لم يتلفظ بمصطلح «القدس الشرقية» من بين وزراء الخارجية العرب جميعا، وتحدث بوضوح عن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس.

وتعد هذه المشاركة الأولى لوزير الخارجية القطري في اجتماعات وزراء خارجية الجامعة العربية، منذ قطع دول الحصار الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، للعلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في 5 يونيو/حزيران الماضي، حيث اعتاد أن ينيب عنه إما وزير الدولة للشؤون الخارجية، «سلطان المريخي»، أو مندوب الدوحة في الجامعة العربية، «سيف بن مقدم البوعينين».

وخلال كلمته، قال الوزير القطري إن «القضية الفلسطينية تواجه تطورات خطيرة، بتوقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرارا يعترف فيه بالقدس المحتلة كعاصمة لـ(إسرائيل)، في خطوة تمثل تصعيدا خطيرا، واستفزازا لمشاعر المسلمين، والمسيحيين حول العالم، علاوة على كونها انتهاكا صارخا لقوانين وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها الصادرة عن مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة».

واستشهد بقرارات الشرعية الدولية بشأن بطلان جميع القرارات، والتدابير التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوضعية القانونية للقدس، مؤكدا أن قرار الولايات المتحدة هو «خطوة منحازة للاحتلال ومجحفة للحقوق القانونية المشروعة للفلسطينيين»، فضلا عن أنه خلق واقعا يستدعي وقوف العرب صفا واحدا، وبصلابة، أمام تداعياته.

وأشار الوزير إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم من خطوات، يكفلها القانون الدولي، دفاعا عن مدينة القدس بمكانتها التاريخية والدينية، لافتا إلى أن علاقة أمريكا مع الأمتين العربية والإسلامية، باتت على المحك، في ضوء قرارها، الذي يعقد الأوضاع في الشرق الأوسط، ويزيد من المخاطر التي تواجهها المنطقة، ليس عليها فحسب، بل على الأمن والسلم الدوليين، على حد قوله.

ودعا «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته نحو الحفاظ على الوضع القانوني للقدس، وتجنيب المنطقة خطر الصراعات، التزاما بقرارات الشرعية الدولية للمدينة المحتلة، مطالبا الجامعة العربية بوضع خطة عمل جماعية تعكس المسؤولية التي يتحملها أعضاؤها، وإرسال وفود تحت مظلتها إلى المحافل الدولية المختلفة، لاستغلال الحالة الدولية الرافضة للقرار.

جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها قطع البث عن كلمة قطر في القنوات المصرية منذ قطع العلاقات في أعقاب الأزمة الخليجية، حيث تكرر المشهد تجاه كلمة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، «سلطان المريخي» خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ148 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي انعقد في سبتمبر/أيلول الماضي.