«شكري»: لن نرسل قوات لليمن ونرفض التدخل الخارجي بسيناء

الأحد 10 ديسمبر 2017 10:12 ص

نفى وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، إرسال قوات مصرية إلى اليمن، داعيا إلى أن تنحسر الأوضاع العسكرية بها، كما نفى تحديد موعد لعودة السياحة الروسية إلى مصر.

ولفت إلى أن زيارة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، إلى مصر، غدا، تهدف إلى دعم التعاون الثنائي بين البلدين، وبحث التحديات التي تمر بها المنطقة، نافيا طلب مصر تدخلا عسكريا على الأرض لمواجهة الإرهاب، وإنما «تريد مؤازرة ودعما سياسيا ولوجستيا».

وأشار «شكري»، خلال حوار له مع فضائية «روسيا اليوم»، إلى تشجيع بلاده نظام «بشار الأسد» على انتهاج مواقف مرنة لإنجاز التسوية السياسية.

السياحة الروسية

وردا على سؤال بشأن اقتراب موعد استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة، قال «شكري»: «ليس هناك تاريخ محدد، وهذه القضية مثارة بين الجانبين، وهناك اتصالات عديدة على المستوى الفني بين وزارة الطيران ووزارة النقل الروسية، في وقت تستمر فيه الاستفادة من الخبرات الروسية لرفع الكفاءات والقدرات المصرية في تعزيز الإجراءات الأمنية بالمطارات المصرية».

وأكد أنه «سيتم العمل على استئناف الطيران تحت الظروف التي تحقق المنفعة للطرفين».

ولفت إلى أن الزيارة المرتقبة لـ«بوتين» إلى مصر، تأتي في إطار دعم التعاون الثنائي بين البلدين، وبحث التحديات التي تمر بها المنطقة، مشيرا إلى أن «مصر وروسيا تربطهما علاقات تاريخية مشتركة».

وأضاف أن زيارة «بوتين» ستساهم في دعم العلاقات بين البلدين، وإيجاد مجالات جديدة للتعاون، وتكثيف الجهود المشتركة للاستفادة الكاملة من الرصيد التاريخي للعلاقات بين البلدين.

الضبعة

وردا على سؤال بشأن وجود تقدم على صعيد الاتفاق حول بناء محطة الضبعة النووية، قال وزير الخارجية المصري: «هناك تطورات كبيرة، واستمرار البحث في كل المجالات المرتبطة بهذا المشروع القومي المهم، لأنه متشعب بنواحي كثيرة متصلة بالتصميم والنواحي القانونية والمالية».

وأضاف أنه «تم إنجاز مراحل متعددة مهمة في كل ذلك».

مواجهة الإرهاب

وبشأن تصريحات «السيسي»، بأن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم والتفسيرات الكثيرة لهذا التصريح، والتي ذهب بعضها إلى أن «السيسي» يدعو التحالف الدولي للمساعدة فى مواجهة الإرهاب في سيناء، قال «شكري» إن «السيسى يعبر عن كل ما يشعر به المواطن المصري والدول المصرية، وإن الاستهداف المتواصل على مدى السنوات الماضية من قبل قوى الإرهاب والشر في محاولة لزعزعة الاستقرار والانقضاض على الإرادة الشعبية يعد أمرا واضحا، والتضحيات التي ضحت بها مصر وشعبها سواء من القوات المسلحة أو الشرطة أو المدنيين الأبرياء».

وأضاف «شكري»، أن الإرهاب يستهدف مصر باعتبارها الجائزة الكبري، ولذا فإن «مصر تقاوم هذا الإرهاب بكل ما لديها من قدرات ونحن على استعداد للتضحية خلال مواجهتنا لقوى الشر»، مضيفا أن «نجاح مصر في القضاء على الإرهاب سيؤدي إلى حماية دول الجوار والدول الآخرى من شروره».

وأكد «شكرى» قائلا: «تصريحات السيسي ليست دعوة لأي تحالف للعمل على الأراضي المصرية، ولكنها دعوة للوقوف إلى جانب مصر ومساعدتها في صورة الدعم السياسي والاقتصادي، وتوفير الإمكانات المادية والأسلحة المرتبطة بمقاومة الإرهاب، كأسلحة الرصد والنفاذ إلى الاتصالات، التي تتم بين الإرهابيين، والعمل على وقف منابع تمويل الإرهاب وتكثيف التعاون الاستخباراتي والأمني»، مؤكدا أن «مصر لديها القدرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها».

وتابع: «المجتمع الدولي عليه مسؤولية في دعم مصر، لدينا احتياج لأجهزة الرصد التي تحدد أماكن محاولات نفاذ الإرهابيين، كما شهدنا من الحدود الغربية لمصر الممتدة 1200 كم وتكلفة رصدها والتحكم فيها في ضوء عدم وجود شريك بالجانب الآخر من الحدود تضع أعباء كبيرة على مصر، وهناك تقنيات ليست لدينا تستطيع الدول الصديقة أن توفرها وتخفف عنا هذه الأعباء».

أزمة القدس

وردا على سؤال بشأن انتهاء عملية السلام بعد اعتراف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، قال «شكري» إن عملية السلام لن تنتهي إلا ببلوغ الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإقامة دولته، وتكون القدس الشرقية عاصمة لها.

وأضاف: «هذه هي نهاية عملية السلام، لأنه لا يمكن أن نتجاوز في القرن 21 عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في أن ينعم بمثل ما ينعم به بقية شعوب العالم».

وتابع: «أتصور أنه لا يمكن أن يستقيم هذا الوضع بأن يرزخ شعب بهذه القدرات والإمكانيات والكوادر تحت احتلال أجنبي، ويتم حرمانه من حقوق الإنسان التي هي أصبحت في صدارة العلاقات الدولية والمبادئ التي يصاغ على أساسها العلاقات الدولية، فإن الشعب الفلسطيني له حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية لابد أن تتحقق».

الأزمة الخليجية

وبشأن الأزمة بين القاهرة والدوحة، إلى أين وصلت؟ قال وزير الخارجية المصري: «الأزمة كما هي»، معربا عن أسفه من عدم توجه حقيقي من قبل قطر للاعتراف بالـ13 قضية التي طرحت من الدول الأربع أو المبادئ الستة التي طرحت في هذا الصدد.

وأضاف: «حتى الآن في ضوء عدم وجود أي مؤشرات لتجاوب وتفهم وتقدير للسياسات القطرية وتأثيرها السلبي على أمن الدول الأربع والأوضاع بالمنطقة، سنستمر في الحفاظ على مصالحنا وأمننا، كدول أربع لها قدر كبير من التوافق فى رؤيتها وهدفها هو حماية شعوبها».

وحول التنسيق والتفاهم بين القاهرة والرياض، حول تدخل إيران فى المنطقة، قال «شكري»: «هناك تفاهم ورؤية مشتركة بين مصر والسعودية والأشقاء في الخليج، فيما يتعلق بحماية الأمن القومي العربي، ورفض كل أشكال التدخل من خارج النطاق العربي سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي».

وأشار إلى اعتماد الدول العربية خاصة مصر ودول الخليج على الحفاظ على أمنها القومي، ولديها من القدرات ما يؤهلها إلى ذلك، وسوف نستمر في توحيد هذه الرؤية وتعزيز القدرات المشتركة.

وأشار إلى أن ما لدينا من قدرات هي كفيلة بتحقيق أهدافنا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «المبادئ التي تقوم عليها العلاقات الدولية من عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل لابد أن تكون هي المبادئ الحاكمة».

سوريا واليمن وليبيا

وعن الأوضاع في المنطقة، قال وزير الخارجية المصري، إن بلاده شاركت في صياغة منطقتين من مناطق خفض التصعيد بسوريا، لافتا إلى أن «مناطق خفض التصعيد في سوريا مهمة لإنجاح المسار السياسي».

وأضاف: «نشجع الحكومة السورية على انتهاج مواقف مرنة لإنجاز التسوية السياسية».

وعن العمل العسكري في اليمن، أشار «شكري»، إلى أنه «يرتبط بالتهديدات الموجهة للأراضي السعودية وتدخل دول خارجية».

وأضاف: «العلاقة الخاصة بين مصر واليمن تجعلنا نحرص على استعادة الشرعية وإنهاء الصراع العسكري».

وتابع: «يجب أن تنحسر الأوضاع العسكرية في اليمن، وأن تلجأ كل الأطراف إلى الحوار».

ونفى «شكري»، إرسال قوات مصرية إلى اليمن، وقال إن هذا الأمر «ليس مطروحا».

وعن الوضع في ليبيا، قال الوزير المصري، إن بلاده «تدعم حكومة الوفاق الليبي، وتعمل مع مجلس النواب لما له من دور في العملية السياسية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا مصر الضبعة السياحة الروسية سوريا اليمن الأزمة الخليجية