ساعات قليلة، تفصلنا عن ديربي مدينة مانشستر أحد أقوى ديربيات الكرة الإنجليزية وأكثرها إثارة، عندما يستضيف مانشستر يونايتد ضيفه وجاره اللدود مانشستر سيتي، مساء الأحد، على ملعب «أولد ترافورد»، ضمن منافسات الجولة الـ16 من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز «بريمير ليغ» موسم 2017-2018.

ويتصدر السيتي ترتيب البطولة برصيد 43 نقطة من الفوز في 14 مباراة والتعادل في واحدة وعدم تليقي أي خسارة حتى الآن، بينما يأتي اليونايتد ثانياً برصيد 35 نقطة، من الفوز في 11 مباراة والتعادل في اثنين والهزيمة في مثلهما.

وعادة ما تشهد مواجهات مان يونايتد ومان سيتي منافسة شرسة وقوة وإثارة وحماس ليس بسبب المنافسة على اللقب فقط، لكن من أجل إعلان الزعامة الكروية على مدينة مانشستر، المباريات بينهما حرب ألقاب وسمعة ومكانة، وفي هذا الإطار نستعرض مجموعة عوامل تجمعت على مدار السنوات وتسببت في العداوة بين قطبي مدينة مانشستر بشقيها الأحمر والسماوي.

البداية تعود إلى عام 1888 عندما احتكر نادي نيوتون هيث -المسمى القديم لمانشستر يونايتد- كأس المدينة لـ6 سنوات متتالية على حساب أردويك - المسمى القديم لمانشستر سيتي-، وهو ما دفع الأخير لشعور بالظلم بحجة تعرضه لمؤامرات تحكيمية دون أسباب واضحة.

وزاد شعور السيتي بالظلم عندما تم تصنيف اليونايتد في دوري الدرجة الأولى بدءاً من عام 1892 بينما تم وضعه في دوري الدرجة الثانية رغم أن الأخير كان بطل مدينة مانشستر في ذلك عام.

كما تم إيقاف مانشستر سيتي مؤقتاً وحرمان 17 لاعباً من ارتداء قميصه بسبب فضيحة مالية عام 1906، وانتقل 4 لاعبين إلى مانشستر يونايتد بعد رفع الحرمان عنهم عام 1907 وساعدوه على إحراز لقب دوري الدرجة الأولى في ذلك الموسم مما أشعر إدارة السيتي وجماهيره بالإحباط الشديد.

التنافس بين الناديين وصل إلى أشده وبلغ ذروته العالمية كأقوى مباراة كرة قدم بين ناديين من نفس المدينة خصوصاً بعدما بلغ مجموع دخل مواجهة الفريقين عام 1906 في دوري الدرجة الأولى ألف جنيه إسترليني، وهو مبلغ يعد قياسي ولا يمكن تصوره في تلك الحقبة من الزمن.

ويظل موسم 1967-1968 هو الذي جعل المنافسة بين الناديين تصل إلى مرحلة متطورة جداً، اليونايتد حينها دخل الدوري الإنجليزي كحامل للقب وبطل للمسابقة في 7 مناسبات مقابل لقب وحيد لجاره السيتي، لكن لسوء حظ الشياطين الحمر فإن جاره السيتي جرده من لقبه بفارق نقطتين فقط لينغص على رجال المدرب «مات بوسبي» فرحتهم بحصد لقب دوري أبطال أوروبا في ذلك العام.

الطريف في الأمر أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان أهالي مدينة مانشستر يشجعون اليونايتد في مباراة والسيتي في مباراة، ولكن المنافسة بين الناديين تطورت بداية من فترة الستينيات.

وشكل انتقال النجوم بين الناديين عامل مؤثر في إشعال المنافسة والصراع بينهما، ومن أبرز اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان قطبي مانشستر «آندي كول»، «بيتر شمايكل» «أوين هارجريفز» و«كارلوس تيفيز».

وخاض الفريقين 174 مباراة، كانت الغلبة للشياطين الحمر في 72 مناسبة، فيما انتصر النادي السماوي في 50، وانتهت 52 مباراة بالتعادل، ونتيجة 6-1 هي الأكبر في تاريخ لقاءات الناديين على الإطلاق، وحدثت مرتين الأولى كانت في 23 يناير عام 1926، والثانية كانت في 23 أكتوبر عام 2011 وفي المرتين كان الفريق الفائز هو مانشستر سيتي.