المعارضة السورية ترفض «مقترح فاروق الشرع»: لعبة يروج لها «الأسد»

الأحد 10 ديسمبر 2017 09:12 ص

مع تواتر الحديث عن المرحلة الانتقالية ومراحلها من العمليات الانتخابية والدستورية، ظهرت أسماء ارتبطت بشكل أو بآخر برئيس النظام السوري «بشار الأسد» منذ سنوات، ومن أبرز تلك الأسماء التي تردد لعبها دورا محوريا خلال الفترة المقبلة نائب «الأسد» السابق، «فاروق الشرع».

وتردد اسم «الشرع» على نطاق واسع حيث أعلنت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، بأن النائب السابق لـ«الأسد»، سيفتتح مؤتمر الحوار في سوتشي وربما سيترأسه.

ووفقا لوكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن «الشرع» سيدعى لافتتاح المؤتمر، فيما يدور حديث عن أن يترأس الشرع المؤتمر»، بحسب ما نشرته الوكالة الروسية في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

كما نقلت مصادر موالية للنظام السوري أن «المسؤولين الروس أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأن موسكو وطهران والأسد، يوافقون على تولي الشرع إدارة المرحلة الانتقالية».

لعبة أبواق النظام

وفي رده على تلك الأنباء، اعتبر الناطق الرسمي باسم وفد «الهيئة العليا» السورية المعارضة «يحيى العريضي»، أن المعارضة تنظر إلى المرحلة الانتقالية من جهة أخرى تماما و«أن الحديث عن تنصيب فاروق الشرع لقيادة المعارضة في سوتشي أو قيادة المرحلة الانتقالية، هو لعبة دولية تحبك خيوطها في موسكو وتروجها أبواق النظام السوري ضمن حملة واضحة الأجندات، والأهداف المكشوفة».

وأضاف «العريضي» ان «اسم فاروق الشرع، لم يعرض على الهيئة العليا للمفاوضات، ولا موضوع ترؤسه لمؤتمر سوتشي أو تنصيبه لأي مركز كان، وأن أبواق النظام تشيع ما يحلو لها لتخدم مشروعا معينا وأجندات باتت معروفة للجميع».

كما أكد أن «وفد المعارضة لم تتم دعوته إلى سوتشي؛ علاوة على أن تاريخه غير واضح وجوهره غير محدد، ولم يعرف المشاركون فيه»، بحسب ما نقله عنه «القدس العربي» في اتصال هاتفي.

وأشار «العريضي» إلى أن هدف المفاوضات أكبر من أن يتلخص في اقتراح فاروق الشرع او اسم بديل له، يقود المرحلة الانتقالية، وقال «نحن لا نريد تبديل شخص بشخص، ولا أنياب بمخالب، ولا نقاتل من أجل شخص بعينه، والمعارضة لا تقاتل من أجل أن تجلس على كرسي بشار الأسد، فالمسألة هي تمكين اهل سوريا لكي يختاروا بحرية، ضمن مرحلة انتقالية يقرر فيها السوريون من يقود البلاد، ويمارسون حقهم في اختيار من يحكمهم، بعقد شريف ومحترم يحمل سوريا من حالة العلة والمرض الى حالة المعافاة».

وقال «العريضي» في معرض حديثه عن المرحلة الانتقالية إن «المسألة ليست بحثا عن أشخاص، وحرام أن يهان الإنسان السوري بهذه الطريقة وأن نحشره في زاوية البحث عن مستبد جديد، فضلا عن أن المعارضة لا تبحث عن كراسي أو مناصب».

وأضاف: «قيادة المعارضة في المرحلة الانتقالية عبارة عن جسد سياسي كامل الصلاحيات تنظمه مبادئ دستورية تنظم المرحلة الانتقالية حتى يتم إيجاد جمعية وطنية تكلف لجنة خبراء في الدستور لصياغة دستور دائم للبلاد، ويحدد انتخابات، ويقرر السوريون أي جهة يعقدون معها عقد الحكم، وهذه مقررات دولية تحترم السوريين، فبيان جنيف واضح وبيان القرار 2254 واضح».

شروط

وفي ذات السياق، قال مصدر مسؤول من وفد المفاوضات في جنيف -فضل حجب هويته- إنه لن يتم قبول أي طرح من قبل النظام لقيادة المرحلة الانتقالية، وأي شخص يمكن أن يقود تلك المرحلة شرط أن يتفق عليه السوريون بحرية.

لكنه شدد في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» على أن يكون من أهم مؤهلاته «حسن سلوك»، و«ألا يقتل شعبه» و«له القدرة على احترام كل مكونات الشعب السوري» ويتعهد بألا يسحقهم عند أول كلمة «لا» على عكس الوضع الراهن إذا ما قورن مع هذه المنظومة الاستبدادية التي تدفع رموزها ورجالات السلطة لسحق السوريين وسرقة حقوقهم من أجل المهانة والإذلال.

وكانت وكالات إعلام موالية نقلت منذ فبراير/شباط 2014 أن «بعض التسريبات تفيد بأن القيادة الروسية أخذت ضمانات من الأسد بضمان سلامة نائبه فاروق الشرع، لأنه ربما يكون من الشخصيات الأساسية التي يمكنها لعب دور جوهري في المرحلة الانتقالية، وفقا لوجهة نظر موسكو»، حسب المصدر.

من جانبه، رجح مصدر مطلع من الهيئة العليا للمفاوضات احتمال أن تشهد الجولة الثامنة من مباحثات جنيف مفاوضات مباشرة بين وفد المعارضة ووفد النظام السوري، وذلك بعد عودة الوفد الحكومي الذي وصل صباح أمس الأحد إلى جنيف، لاستئناف الجولة الثامنة من المفاوضات التي كانت قد علقت في الأول من الشهر الجاري، بعد انسحاب وفد النظام من الجولة الماضية وذلك بعد يومين من مشاركته في الجولة الحالية (الثامنة)، الأمر الذي وصفته المعارضة بـ«المحرج لروسيا» حليفة النظام.

وقال المصدر: «ليس من المؤكد بعد أن تشهد الجولة الحالية مفاوضات مباشرة»، مؤكدا استعداد المعارضة للبدء بها.

ذرائع

بدوره قال رئيس منصة موسكو للمعارضة، «قدري جميل» إن «مهمة هذه الجولة فتح الطريق أمام تحقيق مفاوضات مباشرة، وإزالة العوائق الموجودة والتي يتحمل مسؤوليتها الطرفان».

وأضاف أنه «في حال عدم بداية المفاوضات المباشرة في الجولة الحالية، فستكون جاهزة مع بداية الجولة المقبلة من محادثات جنيف».

وحمل «جميل» مسؤولية عدم البدء بمفاوضات مباشرة للآن، إلى من وصفهم بـ«الأطراف المتشددة من المعارضة والنظام».

وقال: «المعارضة تتحمل مسؤولية ذلك بسبب شروطها المسبقة، والنظام يتحمل المسؤولية بسبب عدم جديته وتذرعه بذريعة شروط وفد المعارضة المسبقة».

وأضاف «الذريعة تعني أن السبب غير حقيقي، ونحن نتفهم موقف النظام السوري الذي يوجد الذرائع، لأن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة يعني الذهاب إلى الحل، الذي يستوجب تنازلات مؤلمة من الطرفين»، وشدد قائلا: «لكن لا بد من الذي لا بد منه في نهاية المطاف».

من جانبها، قالت عضو وفد المعارضة، «بسمة قضماني»، إن وفد المعارضة ناقش مع المبعوث الأممي «ستيفان دي ميستورا»، إجراءات تسهيل العملية السياسية، في ظل المرجعية الواضحة المتمثلة بعملية انتقال سياسي.

وأضافت في مؤتمر صحفي سابق، أن المباحثات خلال الأيام المقبلة ستركز على مناقشة السلال الثلاث، أي الدستور والانتخابات والحكم.

وانطلقت الجولة الأولى من «جنيف 8» في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، واستمرت 4 أيام، ثم توقفت لعدة أيام، قبل أن تستأنف قبل يومين بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.

وتأمل «الأمم المتحدة» إطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة التي ستمتد حتى منتصف الشهر الجاري، حيث جدد المبعوث الأممي «دي ميستورا»، في مؤتمر صحفي التأكيد على أن المحادثات السورية في جنيف يجب أن تكون دون شروط مسبقة، وقال: «نسعى لأن تكون المحادثات ذات مغزى ومباشرة».

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فاروق الشرع يحيى العريضي المعارضة السورية أبواق النظام موسكو سوتشي الهيئة العليا للمفاوضات جنيف 8