أوضح مسؤول لبناني أن دعوة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» للرئيس اللبناني «ميشال عون» (المسيحي) للمشاركة في قمة «منظمة التعاون الإسلامي» الطارئة حول القدس، جاءت بسبب أن قضية مدينة القدس قضية عالمية تعني جميع الديانات السماوية.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية اللبنانية «بيار رفول»، أن دعوة «أردوغان» لـ«عون» لحضور القمة الإسلامية المقررة، بعد غد الأربعاء، في إسطنبول، جاءت بغض النظر عن الاعتبارات الدبلوماسية والبروتوكولية.
وقال: «نحن من المشرق وعشنا معا في هذا المشرق منذ مئات السنين، والقدس تعنينا كما تعني إخواننا المسلمين وبالتالي لن نقبل أن يختطف أحد القدس».
وأضاف الوزير اللبناني: «واجبنا المشاركة في القمة الإسلامية في إسطنبول، وهاجسنا أن تكون هناك وحدة عربية وإسلامية، وألا نكون منقسمين، وهذا الأمر في طليعة اهتماماتنا».
وتابع: «اليوم تشهد مدن كثيرة في العالم اعتصامات وتحركات شعبية، وتم عقد اجتماع لجامعة الدول العربية وقد شارك لبنان فيه».
وفي رده عما يمكن أن تحمله كلمة الرئيس اللبناني في القمة الإسلامية، قال «رفول»: «توجهنا أن القدس مدينة لكل الأديان السماوية وليست لفريق ضد فريق، هذه أورشليم للمسيحيين والقدس الشريف للمسلمين، وبالتالي لا يمكن أن نقبل أن يقرر مصير المدينة بغفلة من الزمن».
ووصف «رفول» قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، بـ«الخطأ» الذي يجب أن تتراجع الإدارة الأمريكية عنه، مضيفا: «أن الإدارة الأمريكية التي تأخذ على عاتقها مسألة السلام، غدرت بنا».
وتابع الوزير: «نعول على مبادرة الرئيس رجب طيب أردوغان بالدعوة لقمة إسلامية طارئة، وهذه مبادرة طليعية في هذا الظرف الدقيق، وأنا عندما أقول أردوغان اقصد كل تركي وتركية».
واختتم قائلا: «الرئيس التركي قام بمبادرة رائدة عبر مطالبة كل الدول أن تأتي وتعطي رأيا مشتركا حول القدس، العالم معنا وينتظرنا».
في غضون ذلك، أكد «أردوغان» أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت شريكة في دماء من قتلوا أثناء المظاهرات التي شهدتها الأراضي المحتلة، بسبب قرارها اعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل).
وقال «أردوغان» في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة، اليوم الإثنين، إن من ضيقوا الخناق على المسلمين وأتباع الأديان الأخرى في القدس لن يستطيعوا تطهير أيديهم من الدماء التي تلطخت بها.
وجدد الرئيس التركي رفضه لقرار«ترامب»، قائلا إنه غير ملزم لتركيا أو القدس والمسلمين.
ومن المقرر، أن تستضيف، إسطنبول، الأربعاء، قمة لـ«منظمة التعاون الإسلامي» لبحث ملف القدس.
وكان الرئيس التركي قد صرح بأن قرار «ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) يشكل ضربة كبيرة لـ«مجلس الأمن الدولي» الذي تعد الولايات المتحدة من أبرز الفاعلين فيه.
وسبق أن أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا قالت فيه إن تركيا تشعر بالأسف للقتلى الذين سقطوا جراء استخدام السلطات الإسرائيلية القوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
