ما بين النفي والإثبات، دار الكثير من الجدل في القاهرة حول ما تردد عن تحذير السفارة الأمريكية لرعاياها من السفر إلى مصر، ومن التواجد بإماكن معينة بالعاصمة.

البداية كانت مع تداول صفحات على موقع «فيسبوك» باسم السفارة الأمريكية، تحذيرا حمل ما تم ذكره سالفا، وأضاف عليه بأن السفارة تطالب رعاياها بعدم الذهاب إلى متجري «سيتي ستارز» و«كايرو فيستيفال» في هذه الأيام بسبب تهديد بهجوم.

غير أن حسابي السفارة على «تويتر»، و«فيسبوك»، نشرا رسالة نفيا فيها صحة ما تم نقله على حسابات وصفتها الرسالة بـ«المزيفة»، دون مزيد من التفاصيل عن تلك التحذيرات وفحواها، وما يقصده النفي بالضبط.

ويأتي هذا الجدل بعد أيام من مطالبة السفارة الأمريكية بالقاهرة، الخميس، رعاياها، بـ«توخي الحذر» حال اندلاع مظاهرات أو أعمال عنف خلال الأيام المقبلة بالعاصمة المصرية.

وكان ذلك التحذير على خلفية دعوات أطلقتها قوى وشخصيات مصرية، للتظاهر خلال الأسبوع الجاري، ضد قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وحثت السفارة، بحسب بيان منشور عبر موقعها الإلكتروني، رعاياها على «تجنب مناطق المظاهرات، وتوخي الحذر» في محيط التجمعات والاحتجاجات والمظاهرات الكبيرة، حال اندلاعها خلال الأيام المقبلة، بالقاهرة.

والأربعاء الماضي، أعلن «ترامب»، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لدولة (إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وسط إدانات دولية واسعة، ومظاهرات غاضبة اندلعت في شتى أنحاء العالمين العربي والإسلامي، وفي عواصم عالمية، رفضا للقرار.

ولم يقتصر اعتراف «ترامب» على الشطر الغربي للمدينة، التابع لـ(إسرائيل) بموجب قرار التقسيم الأممي عام 1947 (كما فعلت دول مثل التشيك)، ما يعني اعترافه أيضا بتبعية الشطر الشرقي المحتل منذ عام 1967 إلى الدولة العبرية.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة؛ استنادًا لقرارات المجتمع الدولي.