«فرانس برس»: «أردوغان» يتزعم التحرك الإسلامي بشأن القدس

الثلاثاء 12 ديسمبر 2017 05:12 ص

اعتبرت وكالة «فرانس برس»، أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» يتزعم التحرك الإسلامي في مواجهة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، لكن من غير الواضح إن كان سيتمكن من تنسيق الرد في ظل انقسام الدول الإسلامية.

والأربعاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ووجه ببدء إجراءات نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

ويشمل قرار «ترامب» الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته (إسرائيل) عام 1967، وهي خطوة لم تسبقهُ إليها أي دولة.

وعبر «أردوغان»، عن غضبه إزاء القرار الأمريكي، وقال إن المدينة المقدسة هي «خط أحمر» بالنسبة لجميع المسلمين.

ودعا «أردوغان» الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي إلى عقد قمة للمنظمة في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري في إسطنبول.

ونقلت «فرانس برس»، عن الباحث في مركز التحليل التاريخي وأبحاث النزاعات التابع للجيش البريطاني «ضيا ميرال»، قوله إن «أردوغان يسعى إلى تنسيق رد فعل دولي ولكن من غير الواضح ما يمكن أن يكون عليه الرد الملموس، فأي تحرك ينطوي على مخاطر بالنسبة لأردوغان ولتركيا».

وأضاف «ميرال»، إن «تركيا سعت إلى حمل راية التحالفات الإسلامية خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية ولكنها لم تحقق نتائج تذكر».

وتابع: «منظمة التعاون الإسلامي كيان ضعيف وقلما يتفق أعضاؤها على برنامجها أو يلتزمون بالقضايا المشتركة.. الأجدى هو توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول الغرب التي انتقدت قرار واشنطن».

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن «تركيا وافقت عام 2016 على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل) بعد قطعها في 2010 إثر مهاجمة البحرية الإسرائيلية سفينة مرمرة، ضمن أسطول لرفع الحصار عن غزة، وقتل عشرة ناشطين أتراكاً».

واستأنف الجانبان التعاون في قطاع الطاقة بشكل الخاص، لكن نادراً ما حشد «أردوغان» الرأي العام من أجل العلاقات مع (إسرائيل) في حين حافظ على علاقات جيدة مع حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، وفق «فرانس برس».

وبحسب الوكالة الفرنسية، ستشكل قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول فرصة لـ«أردوغان» لتأكيد مكانته بصفته زعيماً إسلامياً عالمياً.

ولكن من غير الواضح إن كان سيتمكن من توحيد مواقف الدول الأعضاء بما في ذلك إيران والسعودية اللتان تقفان على كفي نقيض في نزاعات المنطقة.

وقال مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «بولنت الرضا» إنه «من غير الواضح إذا كان لرد فعل أردوغان القوي أي تأثير على ترامب، ما هو واضح أن قضية القدس ستُفاقم بلا جدال الفتور في العلاقات التركية الأمريكية التي تعاني أصلا من ضغوط كبيرة».

من جهة أخرى، قال مدير برنامج البحوث التركي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى «سونر كاغبتاي»، إن «حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان قريب أيديولجيا من حركة حماس».

وأضاف: «هذا يعني أن أردوغان لا يمكن أن يكون طرفا محايدا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، على حد قوله لـ«فرانس برس».

وتخلى «أردوغان» عن الخطاب الدبلوماسي في تحذير نظيره الأمريكي من مخاطر الاعتراف بالقدس، مستخدما اللغة التي يخاطب بها ألد أعدائه، حسب تعبير الوكالة الفرنسية.

وقال «أردوغان»: «أنت يا ترامب، ماذا تريد أن تفعل؟ أي نوع من السياسات هذه؟ القادة السياسيون لا يصبون الزيت على النار، إنهم يعملون من أجل السلام».

وتضم منظمة التعاون الإسلامي 57 عضوا، وتأسست في سنة 1969 بعد حريق في المسجد الأقصى في القدس.

ويتذكر أنصار «أردوغان» باعتزاز كيف خرج في يناير/كانون الثاني 2009 من جلسة نقاش في «دافوس» مع الرئيس الإسرائيلي المتوفى «شيمون بيريز» احتجاجا على عدم منحه وقتا كافيا للرد على دفاع «بيريز» عن الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة.

المصدر | الخليج الجديد + فرانس برس

  كلمات مفتاحية

أردوغان القدس ترامب منظمة التعاون الإسلامي العلاقات التركية الإسرائيلية