استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تعثر مشروع «منتخب كرة القدم» السعودي!

الجمعة 23 يناير 2015 05:01 ص

على رغم بعض الاستثناءات القليلة هنا وهناك، إلا أن الكرة أو الرياضة عموماً جزء لا ينفصل من المشهد العام للتنمية بشقيها المادي والبشري، فإن طابت التنمية طابت الكرة وفاز المنتخب، وإن ضعفت التنمية فلا يمكن فصل الرياضة وعلى رأسها محبوبة الجماهير- كرة القدم - عن مشهدها العام.

ولو نظرت للمنتخبات التي تحقق الألقاب لوجدت أن على رأسها فرق أوروبا المتقدمة، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، وغيرها من الدول التي تأتي في مراكز متقدمة في ترتيب التنمية العالمي.

وحينما كانت العراق عاصمة للرشيد فعلاً يحج لها الناس للعلاج وجلب الطعام، لم تكن أي من دول الخليج تطمح بأكثر من المركز الثاني في وجودها.

وحينما كانت الكويت تتقدم المشهد الخليجي مصدراً للعلم والثقافة من خلال مجلة العربي وعالم المعرفة وصحيفة القبس، وبرامج إذاعتها التي ينتظرها الناس، كان فيصل الدخيل ورفاقه يحرثون ملاعب إسبانيا كأول منتخب خليجي يصل لكأس العالم في 1982.

وكان لنا حضور كبير في المشهدين الآسيوي والعالمي، وكان خليل الزياني ورفاقه يحملون على الأعناق بعد فوزهم بكأس آسيا، وكان ماجد عبدالله يجرجر دفاعات البرازيل في لوس أنجلوس ولا يستطيعون إيقافه إلا بإسقاطه ليعاقب مرماهم بضربة جزاء.

وحينما تباطأت التنمية بمفهومها الشامل في دول الخليج خلال العشرين عاماً الماضية، كانت اليابان وكوريا والصين تتطور تنموياً لتسحب السيادة الآسيوية اليوم نحو شرق آسيا، ولم يبق لغربها سوى الحضور المشاركة والتوديع باكراً، فالكرة - كما ذكرنا جزء من التنمية - ولا أحد ينافس هؤلاء تنموياً في الوقت الحاضر.

ولأن الإمارات هي الأكثر تنمية حالياً في الخليج، فقد بقيت وحيدة تصارع الكبار في الكأس الآسيوية الحالية، ومعها قلوب كل أهل الخليج.

اقتصادياً، جاء عنوان صحيفة «مكة» غداة هزيمة المنتخب أن «منتخب الـ 600 مليون ريال هزم أمام أوزبكستان التي لا يزيد سعر لاعبيها مجتمعين عن 100 مليون ريال».

وللأسف مازلنا ننظر للكرة أو الرياضة بمقدار ما يدفع لها، من دون ربطها بالتنمية عموماً. وسيقت مقارنة أمس تقول إنه تعاقب على تدريب المنتخب السعودي 11 مدرباً خلال 10 أعوام، في مقابل 10 مدربين لألمانيا خلال 80 عاماً. ولو استعرضت أسماء من تعاقبوا على تدريب المنتخب لوجدت أسماء كبيرة في عالم كرة القدم، ولكن بلا فائدة.

والسبب أنه لا يمكن عزل الكرة، والرياضات الأخرى عن التنمية الشاملة، في البيت والمدرسة والشارع والمقهى والمطار.

ولو نظرت للتنمية في السعودية، لوجدت أن الأموال الضخمة تنفق، والملك يأمر ويصرف، ولكن النتائج على أرض الواقع ليست جيدة. فالصحة تعاني، والتعليم متخم بالمشكلات، والإسكان لا تنتج شيئاً، ووزارة العمل لم تستطع عمل الكثير لأرقام البطالة، والمشاريع التنموية الكبيرة يعتريها التعثر والتأخر، والإدارة على مستوى الاقتصاد الكلي غائبة بشكل شبه كلي، وكل ما هناك محاولات فردية تنجح مرة وتتعثر مرات كثيرة.

ولو أردت تتبع هذه المشكلات على حياة الناس لوجدت أن المعلم مشغول عن فصله بحثاً عن سرير له أو لقريبة في المستشفى، والطبيب الذي يعالج الناس مهموماً ومشغولاً بتوفير سكن عائلته عن مرضى عيادته، وأستاذ الجامعة مشغول بمصروفات ومدارس أولاده وعلاجهم عن قاعاته وبحوثه... الخ.

وفي مثل تلك الأجواء، وفي ظل تعثر المشاريع، وفي ظل عدم عبور التنمية عنق الزجاجة الذي تقف فيه حالياً وتحتاج إلى كثير من الجهود لتعبر، فيجب أن لا ينظر لهزيمة المنتخب سوى أنه مشروع متعثر من ضمن 3000 مشروع آخر متعثر حسب تقرير «نزاهة».

والخاتمة، أن تطور الرياضة، وأداء المنتخب جزء من المشهد العام للتنمية، ولا أعتقد بأننا سنصل لتحقيق شيء جيد فيها قبل أن ترى الطفل يبكي لأنه لم يستطع الذهاب اليوم لمدرسته، وترى المراجع يدخل لطبيبه بعد ساعتين من اتصاله، وحينما يتم حلحلة المشكلات ولا نسمع بتعثر أية مشروع مهما كان حجمه، وحينما تتعقب الجالسين في الحدائق لتجد أن مكانهم أجمل منه قبل جلوسهم فيه، وساعتها يمكنك أن تسأل ويحق لك السؤال: لماذا هزم أو خرج المنتخب؟

* د. عبد الله بن ربيعان أكاديمي سعودي متخصص في الاقتصاد والمالية.

 

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية منتخب كرة القدم تعثر المشروعات إزاحة اله=عقبات إزالة التعثر أداء المنتخب تطور الرياضة

منح الكويت مهلة لاستضافة «خليجي 23»

براءة لاعب «الاتحاد» السعودي «محمد نور» من المنشطات

«مورينيو» مديرا فنيا لـ«مانشستر يونايتد» الإنجليزي لمدة 3 سنوات

«الخطوط السعودية» راعيا لدوري المملكة ومسابقات اتحاد كرة القدم والمنتخب

اتجاه لإقامة السوبر السعودي لكرة القدم في لندن