احتضن إستاد مدينة زايد الرياضية، نصف نهائي كأس العالم للأندية 2017، بين فريقي ريال مدريد الإسباني، بطل أوروبا، والجزيرة الإماراتي، بطل الدوري ببلاده.

ونزل اللاعبون واحداً تلو الأخر، ليتفاجأ من في الملعب وأمام شاشات التلفاز، بشاب صغير يرتدي القميص رقم «51» ضمن صفوف بطل الإمارات، إنه اللاعب «خليفة مبارك» الذي لم يتجاوز عمره 19 عاماً والذي لم يكن يتخيل أن تكون مباراته الرسمية الأولى في مسيرته الكروية أمام بطل العالم وأوروبا النادي الملكي.

لم يكن «مبارك» يتصوّر بأن الجزيرة سيواصل مشواره بنجاح في كأس العالم للأندية الإمارات، حيث اضطر إلى الحصول على عدة أيام كإجازة من جامعته، ليخوض تلك المباراة التاريخية ويشارك زملاءه تقديم أداء رائع ومميز أحرجوا من خلاله لاعبي ريال مدريد الذين وجدوا أنفسهم متأخرين بهدف حتى الدقيقة 53 من عمر المباراة التي احتاجت منهم جهداً مضاعفاً لحسمها في الدقائق الأخيرة بنتيجة هدفين مقابل هدف.

قد يكون من الصعب على أي لاعب أن يواجه بطل أوروبا وعملاق الكرة الإسبانية في أي مباراة، فكيف إذا كانت المباراة في نصف نهائي كأس العالم للأندية وكان لاعباً هاوياً كما هو الحال مع «مبارك» الذي تم قيده في الاتحاد الإماراتي كلاعب هاو.

وعلى الرغم من انتهاء حلم الجزيرة في الوصول إلى المباراة النهائية للبطولة، لكن «مبارك» كان في قمة السعادة بعد انتهاء المباراة حيث تحدّث لموقع الاتحاد الدولي «فيفا»، قائلاً: «لقد كان شعوراً لا يوصف عندما علمت بأنني سأُشارك في المباراة خصوصاً أنني كنت أصغر لاعب في الملعب ولعبت بمواجهة نجوم أوروبا، لقد أعطاني هذا الأمر دفعة معنوية كبير».

وأضاف: «لقد استعددت للمباراة كأي مباراة أخرى وأعطاني زملائي اللاعبين دافعاً معنوياً، لقد واجهنا بطل العالم ولكننا لعبنا بدون أي ضغوطات، كما طلب منا المدرب والجهاز الفني لقد ساعدني هذا الأمر على الدخول بمعنويات عالية وتقديم الأداء الجيد الذي قمت به».

وأكمل: «لقد كان حلماً بالنسبة لي أن ألعب أمام نجوم أوروبا، عندما دخلت أرضية الملعب ورأيت اللاعبين حولي لم أصدّق الأمر، لقد كان حلماً آخر».

وبعد أيام قليلة سيتعين على «مبارك» العودة إلى دراسته الجامعية ولكن قبل ذلك عليه مشاركة زملائه بالجزيرة خوض مواجهة تحديد صاحب المركز الثالث أمام باتشوكا المكسيكي يوم السبت المقبل.

وعلق «مبارك»: «لقد أعطتني الجامعة إذناً للمشاركة مع الجزيرة في البطولة والآن تبقّى لنا مباراة في البطولة، أتمنى أن نحقّق المركز الثالث ونُكمل الأداء الحلم في البطولة».

وتابع: «عندما تنتهي مشاركتي في البطولة، سأعود إلى الجامعة من أجل خوض الامتحانات».

تجدر الإشارة إلى أن «خليفة مبارك» من مواليد 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1998، وهو أحد خريجي أكاديمية كرة القدم بنادي الجزيرة الإماراتي، ولم يسبق له خوض أي مباراة رسمية مع الفريق الأول بناديه قبل مواجهة ريال مدريد، مساء الأربعاء الماضي.