رغم خرق «قواعد الاشتباك» في غزة.. الحرب الرابعة مستبعدة

الجمعة 15 ديسمبر 2017 08:12 ص

استبعد محللون فلسطينيون أن تشنّ (إسرائيل) حرباً رابعة على قطاع غزة، رغبة منها في الاستفادة من القرار الأمريكي الأخير بشأن مدينة القدس المحتلة، والذي يتطلب تمريره «عدم اشتعال الأوضاع في الاراضي الفلسطينية».

ومنذ قرار الإدارة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، في السادس من الشهر الجاري، يتم تسجيل حوادث لسقوط قذائف صاروخية مصدرها قطاع غزة، على جنوبي (إسرائيل)، بشكل يومي؛ وهو ما ترد عليه بقصف مواقع تتبع لحركة «حماس»، وجناحها العسكري، «كتائب القسام»،  حسب تحليل نشرته وكالة «الأناضول».

ورغم عدم اتهام الجيش الإسرائيلي لحركة «حماس» بالمسؤولية المباشرة عن إطلاق الصواريخ، إلا أنه يقول في تعقيباته على هجماته على غزة، إن الحركة «هي المسؤولة عن القطاع، ومطالبة بمنع إطلاق صواريخ على (إسرائيل)».

وهددت «كتائب القسام»، السبت، (إسرائيل)، بـ«دفع ثمن» الغارات التي شنتها على القطاع، والتي أتسفرت عن استشهاد عضوين منها.

وقالت، عبر بيان، إن (إسرائيل) «ستدفع ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة».

ورغم «كسر قواعد الاشتباك» بين (إسرائيل) وحركة «حماس»، غير المتفق عليها رسميا، والقاضية بعدم القصف المتبادل، إلا أن محللين سياسيين يستبعدون أن تنزلق الأمور، وتذهب باتجاه «الحرب الرابعة».

وشن الجيش الإسرائيلي في الأعوام العشر الماضية، ثلاث حروب ضد قطاع غزة، لأهداف قالت (إسرائيل) إنها تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية تجاه بلداتها، وتدمير قدرات الفصائل الفلسطينية.

ونجم عن تلك الحروب، مقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير واسع في المنازل والبنية التحتية.

ويسود التوتر، الأراضي الفلسطينية، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.

وأدت المواجهات التي اندلعت على الحدود بين قطاع غزة و(إسرائيل)، لاستشهاد 8 فلسطينيين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي، «مأمون أبوعامر»، أن حماس و(إسرائيل) غير معنيين بإشعال حرب رابعة على قطاع غزة؛ لأن الطرفان يعلمان بأن الثمن سيكون كبيرا، وأن أي حرب قادمة ستستمر لفترة طويلة، وهذا لا يصب في مصلحتهما.

وأضاف «أبوعامر»: «(إسرائيل) ستستمر بالرد المحدود على إطلاق الصواريخ، وهذه إحدى السياسات التي تتبعها، لكسب موقف سياسي والحفاظ على أهمية القرار الأمريكي بشأن القدس».

وأعرب عن اعتقاده بأن (إسرائيل) ستعمل على «فرض إرادتها، مع ضرورة تجنب الصدام الكبير مع قطاع غزة».

وأشار إلى إمكانية «تدخل أطراف معينة من الأوروبيين أو المصريين، في الفترة القادمة؛ لتهدئة الأوضاع، وهذا مرتبط بتطور الأحداث».

ولفت إلى أن أي حرب ستخوضها (إسرائيل) سيكون هدفها، «إسقاط حركة حماس، وهذا في الوقت الحالي غير واقعي، ولا يصب في المصلحة الإسرائيلية».

وقال «أبوعامر»: «نرجح أن تبقى المواجهة منخفضة بين حماس و(إسرائيل) في ظل رغبة الطرفين في السيطرة على الأحداث الجارية وعدم الدخول في حرب شاملة».

ومتفقا مع سابقه، يرى مدرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، «تيسير محيسن»، أن نشوب حرب في قطاع غزة، مستبعد، على أقل تقدير في المنظور القريب.

وأضاف «محيسن»: «قرار الحرب مرتبط بالأساس بدرجة التصعيد والتأثير المترتب على ردة الفعل من كلا الطرفين».

وتابع: «الصواريخ الفلسطينية التي تسقط في غلاف قطاع غزة، لا تحدث تأثيرًا كبيرًا، فهي محدودة وقليلة، و(إسرائيل) تعلم أن مرجعيتها مجموعات مسلحة صغيرة وليست تنظيمات كبيرة وقوية».

واستطرد: «الحرب غير واردة لكلا الطرفين، إلا في حالة استمرار هذه الصواريخ واتساع رقعتها، وارتكاب إسرائيل لعمليات كبيرة في الضفة الغربية، فمن الممكن أن تتدحرج الأوضاع لتصل لحرب جديدة».

ويعتقد المحلل الفلسطيني أن (إسرائيل) «تستثمر القرار الامريكي بشأن القدس بشكل جيد، وهي غير معنية بأي خطوة سياسية أو عسكرية من شأنها أن تعود بالسلب على عملية الاستقرار السياسي الحاصلة من هذا القرار».

وتابع: «(إسرائيل) تتعامل مع ما يحصل وفق الفعل الصادر من قطاع غزة؛ فحجم الأضرار المترتبة على الفعل هو الذي يحسم الأمر سواء بشن عملية عسكرية أم ردًا محدودًا».

من جانبه، يعرب المحلل السياسي «طلال أبوعوكل» عن اعتقاده بأن الفصائل الفلسطينية تحاول عدم منح (إسرائيل) الذرائع؛ كي تشن حربا على القطاع.

وقال «أبوعوكل»: «الدوافع الإسرائيلية موجودة لشن حربًا رابعة على قطاع غزة، و(إسرائيل) بحاجة لذرائع لمواجهة الرأي العام العالمي».

واعتبر المحلل السياسي أن التوتر الذي يجري حاليًا في قطاع غزة، ليس وقتيًا؛ «فـ(إسرائيل) كانت قبل القرار الأمريكي بشأن القدس، تتجهز وتشد قواتها، وتحاول جر الفلسطينيين لتصعيد كبير».

ولفت إلى أن الفصائل الفلسطينية تُدير المعركة في قطاع غزة سياسيًا وعسكريًا؛ فلديها قضية المصالحة الفلسطينية ومعركة دعم مدينة القدس، وعلى هذا الأساس «تُقيّم حساباتها».

وأشار إلى أن «مبادرة الفصائل في التصعيد ضد (إسرائيل)، سيعود عليها بردود فعل سلبية، وستتحمل مسؤولية ما يجري من قبل المجتمع الدولي».

واختتم المحلل السياسي كلماته بالقول: «إن كانت المبادرة في شن الحرب من (إسرائيل)، فلن تستطيع المقاومة الفلسطينية حينها إلا أن تدافع عن نفسها بإمكانياتها، ولن تتحمل مسؤولية ما سيحصل».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

فلسطين حماس القسام إسرائيل حرب القدس