في إشارة لا يمكن تجاهلها إلى تركيا، الخصم اللدود للنظام السياسي الحاكم في مصر، حرص وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول «صدقي صبحي» والوفد المرافق له على زيارة مقابر «ماكدينو سيتا» التاريخية باليونان ووضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لضحايا حرب عام 1974، التي اندلعت بين القوات التركية واليونانيين إثر نقض معاهدة ثنائية، وأسفرت عن تقسيم الجزيرة إلى يومنا هذا.

وعاد الفريق أول «صدقي صبحي» إلى مصر، الجمعة، بعد انتهاء زيارة رسمية التقى خلالها وزيري الدفاع القبرصي واليوناني، واتفق الثلاثة على تأسيس آلية ثلاثية للتعاون العسكري لزيادة التدريبات المشتركة للدول الثلاث، وتطوير التعاون فى مجالات الأمن البحري التدريبات المشتركة وانضمام قبرص إلى التدريب المصري اليوناني «ميدوزا»، بحسب ما نشرته صحف مصرية في أعدادها الصادرة السبت.

وخلال الزيارة، استعرض وزراء الدفاع اجتماعا ثلاثيا، بحثوا خلاله التهديدات بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالأزمات والصراعات المسلحة ونشاط الجماعات الإرهابية والمتطرفة وظاهرة الهجرة غير الشرعية، كما أكدوا على أهمية المصالح المشتركة للدول الثلاث ومطالـب تـأمين استثمـارات الطاقـة وخطوط الملاحة البحرية فى شرق المتوسط.

كما اتفق وزراء الدفاع الثلاثة على تطوير التعاون فى مجال التدريبات العسكرية ومكافحة الإرهاب والبحث والإنقاذ وتأمين الأهداف البحرية وبنية الطاقة وخطوط الملاحة.

وشهدت الزيارة اجتماعات ثنائية بين «صبحي» ونظيره القبرصي «كرسيتفروس فوكايدس»، اختتمت بتوقيع بروتوكول للتعاون فى مجال البحث والإنقاذ.

كما استقبل رئيس قبرص «أنيكوس أناستسيادس» الفريق أول «صدقي صبحي»، حيث أكد الجانبان علي عمق العلاقات القبرصية المصرية والحرص على تطويرها فى كافة المجالات، خاصة في مجال التعاون العسكري والأمني.

والتقى «صبحي» رئيس مجلس النواب القبرصي «بسيلوريس ديمتريس»، الذي أشاد بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين، حيث تناول اللقاء الجهود والمساعي المشتركة لكلا البلدين لتعزيز السلام والأمن في المنطقة.

وزار القائد العام إحدي الوحدات المدرعة التابعة للحرس الوطني القبرصي، واستمع إلى شرح تضمن أساليب التدريب التكتيكي وإعداد الفرد المقاتل داخل الوحدات المدرعة، حيث تضمنت الزيارة عرضا للأسلحة الرئيسية والمعدات وتنفيذ بيان عملى بالذخيرة الحية، برز خلاله المستوى المتميز للكفاءة القتالية وتطور أساليب التدريب والتأهيل.

ولا تتمتع أي من اليونان أو القسم اليوناني من الجزيرة القبرصية بعلاقات جيدة مع تركيا، ويعد تقسيم الجزيرة القبرصية إلى قسمين بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين إثر النزاع العسكري عام 1974 من أبرز نقاط الخلاف التاريخي بينهم.

ومنذ وصوله للحكم عام 2014، عبر انقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013، يسعى الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» إلى تدشين تحالف ثلاثي مع اليونان وقبرص؛ لمواجهة النفوذ التركي في المنطقة، وترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، والتوافق فيما يرتبط بالتنقيب عن حقول الغاز في البحر المتوسط.

وتعزز الدول الثلاث فيما بينها التعاون في أعمال الاعتراض البحري مثل اعتراض المهربين، والقرصنة البحرية، وحق زيارة وتفتيش السفن المشتبه بها، ومكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات، وخطط تأمين نطاق البحر المتوسط.