«الجبير»: «الحريري» استقال لإحداث صدمة إيجابية و«بري» وعده بالتغيير

السبت 16 ديسمبر 2017 11:12 ص

أقر وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، بوقوف بلاده وراء تقديم رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، من الرياض، وقال إنها كانت محاولة منه «لإحداث صدمة إيجابية» في بلاده.

وقال «الجبير»، إن «السعودية دعمت سعد الحريري وبرنامجه السياسي عندما شكل أول حكومة في رئاسة ​ميشال عون​، إلا أن الأخير وحزب الله​ لم يسمحا له ولم يعطياه الهامش السياسي، واستخدماه واجهة لتغيير ​القانون الانتخابي».

وأضاف: «بالتالي قرر الحريري الاستقالة لإحداث صدمة إيجابية»، حسب ما نقله «فرانس 24».

وتابع: «عاد الحريري إلى لبنان من أجل تقديم الاستقالة بشكل رسمي، ولكن رئيس المجلس النيابي (​نبيه بري​) قال إنه سيستمع إليه، وإن لبنان سيكون حيادياً بشأن ما يحدث في ​العالم العربي​ وإنه سيُعطى الهامش السياسي للعمل».

وعما إذا كان هذا يحصل بالفعل، قال: «هذا الأمر قبل 10 أيام، لننتظر ونرى. ونحن دعمنا ذلك، وسنشهد إن قام كل من حزب الله وعون بإعطاء الهامش السياسي لسعد الحريري من أجل تطبيق أجندته السياسية».

وعما «إذا كان هذا إخفاقاً للسعودية؟»، قال «الجبير»: «كلا. نحن نريد لبنان مزدهراً ومستقراً».

وأضاف: «لو لم يكن لبنان موجودا لكان ينبغي ابتكاره واختراعه، فهناك أكثر من 16 أو 17 ملّة يعيشون فيه بتجانس وتناغم وهذا نموذج. وإن لم يكن هناك تجانس وتناغم مع كل هذه الطوائف سنخسر كل الأقليات وسنخسر هذه الثروة لثقافتنا».

ويوم الخميس، أجّل «الحريري»، الإعلان المرتقب عن أسماء الذين يتهمهم بطعنه في الظهر، خلال أزمة استقالته التي تراجع عنها، لافتا إلى أن هناك من استغل علاقته المميزة مع السعودية بغرض الإساءة إليه.

ويقول مراقبون، إن تهديدات أطلقتها السعودية بفرض عزلة وعقوبات اقتصادية واسعة النطاق على لبنان كتلك التي تفرضها على قطر، إذا لم يتخذ «الحريري» إجراءات ضد «حزب الله»، ما دفعه إلى تقديم استقالته لإرضاء السعودية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، بعدها إن «ولي العهد السعودي تراجع عن موقفه (إزاء الحريري) عندما اكتشف أنه جنح في تصرفاته، وأن الأمر برمته أدى إلى ارتفاع كبير في شعبية الحريري».

يأتي ذلك فيما تتواصل الدعوات الدولية المطالبة بإبعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية خصوصا بين السعودية وإيران، لا سيما بعد تراجع «الحريري» عن استقالته التي أعلن عنها بشكل مفاجئ من الرياض في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ووجه كل من الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، ووزير الخارجية الأمريكي «ريكس تليرسون»، الأسبوع الماضي، دعوات إلى القوى الإقليمية إلى إبقاء لبنان بمنأى عن صراعاتها، وذلك خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد بحضور «الحريري».

وأثارت استقالة «الحريري» ثم بقاؤه أسبوعين في الرياض، وسط ظروف غامضة، تساؤلات حول «احتجازه»، قبل أن تثمر وساطة فرنسية عن انتقاله إلى باريس، ثم إلى بيروت.

  كلمات مفتاحية

سعد الحريري عادل الجبير السعودية لبنان أزمة سياسية حزب الله العلاقات السعودية اللبنانية