المتحدث الرئاسي التركي: القدس ليست للبيع

السبت 16 ديسمبر 2017 05:12 ص

قال متحدث الرئاسة التركية «إبراهيم قالن»، إن القدس ليست مدينة يمكن مقايضتها أو بيعها مقابل الشعبوية، والقرارات أحادية الجانب.

كلام «قالن» جاء في مقال له، السبت، حول قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بشأن القدس، نشرته جريدة «ديلي صباح» التركية الناطقة بالإنجليزية.

وفي 6 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن «ترامب» اعتراف بلاده بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لـ(إسرائيل)، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها.

ووصف قرار «ترامب» بأنه صفعة للدبلوماسية الدولية، وعملية السلام الهشة أصلا في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن القرار «قوبل برفض وإدانة عالمية، لكن ما زالت هناك فرصة أمام واشنطن للتراجع عنه والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وليس هناك أي وسيلة أخرى من أجل إحياء عملية السلام».

وأضاف أن «إدارة ترامب تصر على الادعاء بأن القرار الذي اتخذته سيحقق الحوار بين (إسرائيل) وفلسطين».

واستدرك بقوله: «لكن من غير الواضح كيف سيتم اعتبار انتهاك الوضع التاريخي والديني والقانوني للقدس على أنها خطوة صحيحة».

وبين أن القرار الأمريكي تسبب بتقويض أمل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي كان أصلا يحتضر منذ مدة.

وقال إن المسؤولين الأمريكيين أعلنوا قبل شهور أنهم يعملون على وضع خطة لإحياء مباحثات السلام، ولكن لم تتحق أي نتيجة ملموسة بعد.

وشدد على «إذا كان القرار (الأخير) بشأن القدس أحد أجزاء هذه المبادرة الجديدة، فبإمكاننا القول إن الخطة الأمريكية ولدت ميتة».

وأكد أنه ينبغي للأمريكيين أن يدركوا بعد اليوم، أن القدس لم تعد عقارا يمكنهم عرضه للبيع كما يريدون.

ولفت إلى أنه «يجب النظر إلى قرار الولايات المتحدة بشأن القدس، على أنه مزيج سام من الشعبوية والقرارات أحادية الجانب».

واعتبر أن «ترامب» باعترافة بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، انقلب على السياسة الخارجية الأمريكية القائمة منذ 70 عاما، وانتهك سلسلة قرارات لمجلس الأمن الدولي يعود تاريخها إلى 1967.

وأشار إلى أن العالم كله يقف اليوم إلى جانب الشعب الفلسطيني ويؤيد حل الدولتين، بما في ذلك بابا الفاتيكان وبقية المجتمعات والكنائس المسيحية.

ورأى أن قرار «ترامب» ساهم في وضع القضية الفلسطينية مجددا في مركز الأجندة العالمية، بعد أن كانت منسية بسبب الربيع العربي وصعود تنظيم (الدولة الإسلامية).

ودعا إلى استخدام هذه الطاقة الجديدة من أجل تحقيق سلام عادل ودائم.

وقال إن الفلسطينيين قدموا ما بوسعهم وأكثر لتأسيس أرضية لعملية السلام، حيث أصدرت حركة «حماس» وثيقة سياسية جديدة مطلع 2017، واعترفت بحدود 1967، وفصلت بين اليهودية والصهيونية بشكل قاطع.

وتطرق إلى محاولة (إسرائيل)، من خلال بعض الاستفزازات الصيف الماضي، تغيير وضع المسجد الأقصى، الأمر الذي تسبب بحدوث مواجهات في المناطق المحتلة فقد خلالها العديد من الأشخاص أرواحهم فضلا عن حراك في العالم الإسلامي برمته.

ولفت إلى أن «منظمة التعاون الإسلامي» عقدت في ضوء التطورات الأخيرة، وبدعوة من الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قمة طارئة في 13 من ديسمبر/كانون الأول الجاري في إسطنبول، بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، من 57 دولة عضوا في المنظمة، و6 مراقبين.

وأكد «قالن» أن المشاركين في قمة التعاون الإسلامي قرروا بالإجماع الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة فلسطين، مشددا على أن القرار سيعطي طاقة جديدة للقضية الفلسطينية، وسيؤدي إلى عواقب مهمة.

ولفت إلى أن الدولة الفلسطينية معترف بها في الوقت الراهن من قبل 137 دولة حول العالم، داعيا إلى استمرار الجهود في هذا الإطار بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، بمعزل عن الحملات والأهداف الإسرائيلية.

وشدد على ضرورة مواصلة جهود مواجهة قرار «ترامب» الأحادي مرورا بإلغائه من قبل الأمم المتحدة، لكن الخطوة قد تصطدم ـ بحسب «قالن ـ بفيتو أمريكي خلال طرح المسألة في مجلس الأمن، لتبقى الآمال معلقة على تصويت لاحق يجري في الجمعية العامة للمنظمة.

القدس قبلة المسلمين الأولى

وأوضح أن التعهدات التي أفرزتها القمة الإسلامية التي عقدت مؤخرا في إسطنبول كانت هامة للغاية، لا سيما لجهة الحفاظ على الوضع التاريخي والديني للقدس، ودعم صمود الفلسطينيين في المدينة.

وأشار في هذا الصدد إلى أن البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسات مختلفة مرتبطة بـ«منظمة التعاون الإسلامي»، ستنشئ صناديق لدعم الشعب الفلسطيني.

وتابع: «ينبغي للأوساط المسيحية الصهيونية في أمريكا التي تعتبر أن القدس لا تشكل أهمية للمسلمين، تلقي دروس عن تاريخ الأديان. القدس بالنسبة إلينا أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم».

وأشار إلى أن القدس أضحت جزءا من الدين والثقافة الإسلامية منذ عهد الخليفة الراشد «عمر بن الخطاب» عام 638 ميلادية، واعترافه بحقوق المسيحيين واليهود الذين كانوا يعيشون فيها.

وبين أن أتباع الديانات السماوية تعايشوا في القدس لمئات الأعوام قبل سقوطها في يد الصليبيين عام 1099، وعاد الأمر إلى سابق عهده عندما أعاد «صلاح الدين الأيوبي» فتح المدينة.

وأسهب: سار «صلاح الدين» مجددا على نهج الخليفة الخطاب، باعتباره كل المجموعات الدينية «أمانة» ينبغي الحفاظ عليها، وأعاد إلى القدس كبير الحاخامات الذي كان منفيا إلى قبرص.

ولفت «قالن» إلى أن ما تشهده فلسطين حاليا من مشاكل بدأ مع انسحاب العثمانيين وسيطرة البريطانيين عليها عام 1917.

واستطرد «على الإسرائيليين وداعميهم من الأمريكيين والأوروبيين أن يدركوا جيدا أن المشاكل في الأراضي المقدسة لن تنتهي دون انتهاء الاحتلال الإسرائيلي، السلام والأمن والاستقرار والتنمية والاحترام والثقة المتبادلان مرتبط بانتهاء الاحتلال».

وجدد المتحدث الرئاسي التركي تأكيد أن «القدس ليست مدينة يمكن مقايضتها أو بيعها مقابل قرارات أحادية الجانب، إذا كانت إدارة ترامب تريد إحلال السلام في الشرق الأوسط، فعليها أن تطالب إسرائيل أولا بإنهاء الاحتلال المستمر منذ عشرات الأعوام، والتخلي عن سياسة الإذلال ومصادرة الأملاك».

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا قالن مقال جريدة محلية أمريكا ترامب نقل السفارة صفعة دبلوماسية جهود سلام القدس مقايضة