قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «محمد بديع» إن أعضاء جماعته محبوسون حتى تتم «صفقة القرن»، مشددا، خلال جلسة محاكمته اليوم السبت، على أن فلسطين هي قضية الأمة الأولى، وأنه لا يعبأ بالأحكام التي تصدر من قضاة محاكمته.

وعادة ما يطلق مصطلح «صفقة القرن» على خطة التسوية النهائية للقضية الفلسطينية التي ينادي بها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وتتوافق تلك الخطة مع رؤية (إسرائيل) ومطالبها، ويتخوف العرب من الغموض الذي يكتنف بنود تلك الخطة مما يشير إلى تضييعها للحقوق الفلسطينية التاريخية.

وسمحت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، للنظر في قضية فض اعتصام ميدان رابعة عام 2013، لـ«محمد بديع» بالحديث لهيئة المحكمة خارج القفص الزجاجي، بعد طلب منه، وفقا لما نقلته مواقع إخبارية مصرية ووكالات أنباء عالمية.

ووصف «بديع» هذه الصفقة -التي كان الرئيس عبدالفتاح السيسي أشار إليها في وقت سابق من هذا العام-  بأنها خطيرة وكارثة، وعلق إلى قرار «ترمب» اعتبار القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، قائلا إن كل شيء يهون من أجل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، وإن الأمة الإسلامية لن تقوم لها قائمة حتى تنصر فلسطين.

ورد رئيس المحكمة المستشار «حسن فريد» على «بديع» قائلا: «كل ما حصل فى مصر من أحداث أنتم السبب فيه، لأنكم تحاربون المصريين وتتركون فلسطين».

لكن «بديع» رد عليه بدوره بأن طالبه بإخراج المعتقلين من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» حتى يقاتلوا من أجل فلسطين، وأكد أنه لا تعنيه الأحكام التي ستصدرها المحكمة ضده وضد مئات آخرين يحاكمون معه في قضية اعتصام رابعة وغيرها من القضايا.

كما ذكر هيئة المحكمة بأن جماعة «الإخوان» قاتلت في فلسطين واستشهد العديد منها.

وفيما يخص القضية التي يحاكم فيها مع أكثر من سبعمئة آخرين، قال «بديع» إن المحكمة لا تسمح له بمناقشة الشهود، وأكد أن الجماعة كانت حريصة على أن يكون اعتصام ميدان رابعة في كنف السلمية، مستدلا بتفتيش حقائب الوافدين إلى الميدان، ودعوته هو من على المنصة إلى الالتزام بالسلمية.

وطالب المحكمة بالتحقق من الوقائع فيما يخص هذه القضية، وقال إن «الإخوان المسلمين» يحاكمون بوقائع مقلوبة، وأشار في هذا الإطار إلى أن طائرات أطلقت النار على المعتصمين في ميدان رابعة عكس ما ورد في ملف القضية.

وقررت المحكمة في نهاية الجلسة تأجيل محاكمته و738 متهما في قضية «اعتصام رابعة»، إلى 23 ديسمبر/كانون الأول لاستكمال سماع الشهود.